منذ بدء التاريخ احتاج الإنسان إلى أدوات لقياس الزمن لتساعده في أموره المعيشية والدينية. فأسئلة مثل: متى نزرع؟ ومتى نذهب للحرب؟ ومتى تجمع الضرائب؟ ومواعيد الأعياد الدينية والمناسبات الشعبية كلها تتطلب نظاماً محكماً ومعرفة دقيقة.

لاحظ أسلافنا تكرر بعض الظواهر الطبيعية في دورات منتظمة كمراحل القمر والفصول ومواقع الأجرام السماوية، فاتخذوها كأساس لنظامهم. يمكن تقسيم التقاويم عموماً إلى ثلاثة أقسام:

  • تقاويم شمسية
  • تقاويم قمرية
  • تقاويم شمسية قمرية


التقاويم الشمسية

وهي تقاويم تتخذ من حركة الأرض حول الشمس أساساً لها، حيث تشكل كل دورة للأرض حول الشمس سنة واحدة وتقسم السنة لعدد من الأجزاء.

التقويم المصري


أقدم هذه التقاويم التقويم المصري الذي يرجح أن عمره يتجاوز 5000 عام، ومر بعدة مراحل وأجريت عليه عدة تحسينات حتى صار فيه طول العام 365 يوماً مقسمة إلى ثلاث فصول يكون طول الفصل فيها 120 يوماً، وكل فصل احتوى على أربعة أشهر طول كل منها 30 يوماً، إضافة لخمسة أيام يتم إقحامها لضبط التقويم.

التقويم اليولياني


وللتقويم المصري دور بارز حيث هو الأساس لكثير من التقاويم التي جاءت من بعده كالتقييم اليولياني الذي استحدثه في روما يوليوس قيصر -في القرن الأول قبل الميلاد-بعد تعرفه على التقويم المصري وهو الأساس للتقويم الميلادي الحالي. وكان طول العام فيه 365.25 وهو أكثر دقة من التقويم المصري، هذا الكسر جعل من اللازم أن يتم إدراج يوم اضافي في كل أربعة أعوام وشكل هذا الظهور الأول للسنة الكبيسة. انتشار التقويم اليولياني يرجع للإمبراطورية الرومانية التي جعلت التقويم رسمياً واعتمدته في 45 قبل الميلاد.

التقويم الجريجوري


ثالث التقاويم الشمسية وأكثرها استعمالاً هو التقويم الجريجوري، وكان تعديلاً على التقويم اليولياني القديم. حيث أن الزمن الذي تقطع فيه الأرض دورة كاملة حول الشمس هو أقل قليلاً من 365.25 التي اقترحها التقويم اليولياني مما أدى عبر تراكم السنين إلى تغيير تواريخ الفصول. فأوصى البابا جريجوري الثالث عشر في عام 1582 بأجراء تعديل على التقويم يرجع فيه الاعتدال الربيعي إلى التاريخ الذي كان فيه عام 326م. فتم تقديم التاريخ لمدة 10 أيام فكان يوم الخميس 4 أكتوبر 1582 يعقبه يوم الجمعة 15 أكتوبر 1582م. وتم تغيير حساب السنة الكبيسة فصارت تحسب في كل عام يقبل القسمة على 4 إلا إذا كان يقبل القسمة على 100؛ باستثناء مضاعفات 400.

التقاويم القمرية


يعتقد العلماء أن التقاويم القمرية كانت هي أقدم التقاويم التي اخترعها الإنسان، ويرجح أن تاريخ أقدم تقويم قمري كان يرجع إلى حوالي 10,000 عام، وعثر عليه في إسكتلندا. ومنذ ذاك الحين استمر البشر في استخدام التقاويم القمرية للتأريخ وحفظ مواعيد المناسبات الدينية، حيث لاتزال العديد من الأديان تستخدم تقويما قمرياً لتعيين الأعياد والمناسبات الدينية.

التقويم الهجري

أهم التقاويم القمرية حالياً هو التقويم الهجري الذي يستخدمه المسلمون لتحديد أعيادهم ومناسباتهم الدينية، ينسب التاريخ الهجري إلى السنة التي هاجر فيها النبي محمد من مكة إلى المدينة؛ لكن طريقة الحساب وأسماء الشهور سبقت الهجرة بحوالي 150 عاماً. التقويم الهجري يعتمد حتى الآن على رؤية الهلال في بداية الشهر ويبلغ عدد شهور العام 12 شهراً مما يجعل العام الهجري أقصر من السنة الشمسية بحوالي 11 يوماً.

التقاويم الشمسية القمرية

هي تقاويم تعتمد مزيجا من مراحل القمر لحساب الأشهر ودورة الأرض حول الشمس لحساب السنة.

التقويم العبري


أقدم التقاويم الشمسية القمرية المستخدمة حتى الأن هو التقويم اليهودي الذي يبدأ من سنة خلق العالم 3761 قبل الميلاد حسب الكتاب المقدس. ويبلغ طول العام 365.25 تقريبا مقسمة على اثني عشر شهراً يبلغ طولها 29 يوماً أو 30 يوماً مع شهر تتم إضافته سبعة مرات في كل دورة تقويم طويلة وهذا كل 19 عاماً.

التقويم الهندوسي

التقويم الهندوسي هو تقويم شمسي قمري آخر قيد الاستعمال منذ 3000 عام. للتقويم دورة تشمل 60 عاما وكل عام فيه 12 شهراً قمريا مع إضافة شهر كل 5 أعوام.