إنريكي زيليري ، صحفي وناشر من بيرو (مواليد 1931)
كان إنريكي زيليري جيبسون، الذي وُلد في الرابع من يونيو عام 1931 وتوفي في الرابع والعشرين من أغسطس عام 2014، شخصية محورية في تاريخ الصحافة البيروفية، ورمزاً بارزاً للمقاومة ضد الاستبداد. اشتهر بكونه ناشر مجلة "كاريتا س" (Caretas)، التي تعني "الأقنعة"، وهي المجلة الإخبارية الرائدة في بيرو التي شاركت في تأسيسها والدته، دوريس جيبسون، الصحفية المخضرمة التي زرعت فيه حب الحقيقة والجرأة منذ نعومة أظفاره.
تولى زيليري إدارة "كاريتا س" في فترة مضطربة من تاريخ بيرو، حيث تعاقبت الأنظمة الاستبدادية والعسكرية التي سعت إلى قمع حرية التعبير. وقد أدار المجلة برؤية واضحة، جاعلاً منها "رمزاً للمقاومة" لا يتزعزع في وجه الطغاة البيروفيين المتعاقبين والرقباء الذين سعوا لكتم صوت الحقيقة. في زمن كانت فيه الديمقراطية غالباً ما تكون مهددة أو مقموعة، أصبحت "كاريتا س" منبراً لا غنى عنه للصحافة الاستقصائية والنقد الصريح للسلطة، مما جعلها منبراً يعول عليه الكثيرون في بيرو للحصول على الأخبار غير المفلترة وتحليل عميق للأحداث.
التحديات والتقدير
لم يكن هذا المسار خالياً من التحديات الجسيمة؛ فقد حصد زيليري العديد من الجوائز الدولية المرموقة، أبرزها جائزة ماريا مورز كابوت المرموقة في عام 1975، تقديراً لشجاعته ومساهماته في حرية الصحافة. تُعد هذه الجائزة واحدة من أقدم وأهم الجوائز الدولية التي تُمنح للصحفيين الملتزمين بحرية الصحافة في نصف الكرة الغربي. ومع ذلك، دفع ثمن هذا الالتزام غالياً، حيث تعرض للترحيل من قبل حكومة بلاده مرتين، في محاولات يائسة لإسكاته وإبعاد تأثيره عن المشهد الإعلامي البيروفي. كما أُغلقت المجلة نفسها ثماني مرات على الأقل، في محاولات متكررة لإسكات صوتها المستقل ومصادرة محتواها، لكن زيليري وفريقه كانوا دائماً يجدون طريقة للعودة وإعادة نشر المجلة، مؤكدين بذلك التزامهم الراسخ برسالتهم.
إرث لا يُمحى
تجاوز تأثير إنريكي زيليري حدود بيرو ليتردد صداه في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية والعالم كنموذج للمقاومة الصحفية. وقد لخص الكاتب البيروفي الحائز على جائزة نوبل في الآداب، ماريو فارغاس يوسا، جوهر شخصية زيليري وإرثه بقوله إنه "مدافع لا يكل عن الحرية والديمقراطية" و"لا يمكن رشوته أو ترهيبه"، شهادة تعكس مدى تأثيره ومكانته في المشهد العام. يُنظر إلى زيليري اليوم على أنه بطل قومي للصحافة الحرة والديمقراطية، وشخصية ألهمت أجيالاً من الصحفيين البيروفيين والعالميين لمواصلة الكفاح من أجل الحقيقة والعدالة، بغض النظر عن التحديات.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- من هو إنريكي زيليري جيبسون؟
- كان إنريكي زيليري جيبسون ناشرًا بيروفيًا بارزًا ومدافعًا عن حرية الصحافة والديمقراطية، اشتهر بإدارته لمجلة "كاريتا س" الإخبارية الرائدة.
- ما هي مجلة "كاريتا س"؟
- هي مجلة إخبارية بيروفية رائدة، شاركت في تأسيسها والدة زيليري، دوريس جيبسون. اشتهرت بجرأتها وصحافتها الاستقصائية ودورها كصوت للمقاومة ضد الأنظمة الاستبدادية في بيرو.
- لماذا اعتبرت "كاريتا س" "رمزاً للمقاومة"؟
- اعتبرت "كاريتا س" رمزاً للمقاومة لأنها دأبت على تحدي الأنظمة الديكتاتورية والمتعاقبة في بيرو من خلال صحافتها الحرة والناقدة، على الرغم من المضايقات والتهديدات المتكررة.
- ما هي التحديات الرئيسية التي واجهها زيليري ومجلته؟
- واجه زيليري تحديات كبيرة شملت ترحيله مرتين من بلاده، وإغلاق المجلة ثماني مرات على الأقل من قبل الحكومات المتعاقبة، في محاولات لكتم صوتها.
- ما هي جائزة ماريا مورز كابوت التي حصل عليها؟
- جائزة ماريا مورز كابوت هي واحدة من أقدم وأهم الجوائز الدولية المرموقة التي تُمنح للصحفيين الملتزمين بحرية الصحافة في نصف الكرة الغربي، وقد حصل عليها زيليري عام 1975 تقديراً لشجاعته ومساهماته.
- ما هو إرث إنريكي زيليري جيبسون؟
- يُعتبر إرثه رمزاً للمثابرة في وجه الاستبداد، ومثالاً للصحافة الحرة والديمقراطية. وقد وصفه ماريو فارغاس يوسا بأنه "مدافع لا يكل عن الحرية والديمقراطية" لا يمكن رشوته أو ترهيبه.