استفان كوهار ، كاهن وسياسي سلوفيني (تُوفي عام 1922)
يُعد استفان كوهار (بالسلوفينية: Števan Kühar) شخصية بارزة جمعت بين الروحانية والعمل السياسي والأدب، حيث كان قسيسًا كاثوليكيًا رومانيًا وسياستًا وكاتبًا سلوفينيًا. عاش كوهار في فترة مضطربة من التاريخ الأوروبي، شهدت تفكك الإمبراطوريات وظهور دول جديدة، مما منحه دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق وتطلعات شعبه في إقليم بريكموريه.
وُلد كوهار في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1887، وتوفي مبكرًا في الأول من يناير عام 1922، لكن حياته القصيرة كانت حافلة بالإنجازات، فقد ترك بصمة واضحة في النضال من أجل استقلال السلوفينيين المجريين واندماجهم في دولة يوغوسلافيا الوليدة.
الحياة المبكرة والنشأة
أبصر استفان كوهار النور في قرية غراديشه الهادئة، الواقعة بالقرب من مدينة تيشينا (Tišina)، ضمن منطقة بريكموريه التي كانت آنذاك جزءًا من مملكة المجر ضمن الإمبراطورية النمساوية المجرية. كان والده، جوزيف كوهار، ووالدته، كاتالين جومبوتش، ينتميان إلى مجتمع بريكموريه السلوفيني الأصيل. كان جانب والدته مثيرًا للاهتمام، إذ كانت ابنة لعائلة نبيلة ذات مكانة متواضعة، مما قد يكون قد أثر في تكوين شخصيته وطموحاته.
لم يكن استفان الوحيد في عائلته الذي برز في الساحة العامة، فقد كان شقيقه، يانوس كوهار، كاتبًا مرموقًا أيضًا، اشتهر بدوره في ترويج الثقافة واللغة السلوفينية بين سكان بريكموريه، مما يشير إلى بيئة عائلية داعمة للفكر والأدب والهوية الوطنية. بعد مسيرته التعليمية التي أهلته للكهنوت الكاثوليكي، كرس استفان كوهار نفسه لخدمة الكنيسة، وتحديدًا شغل منصب كاهن الرعية في بلدة بلتينشي (Beltinci) لمدة خمس سنوات حاسمة، امتدت من عام 1917 وحتى عام 1922.
المسيرة السياسية والدفاع عن هوية بريكموريه
تجاوزت اهتمامات استفان كوهار الجانب الديني لتشمل العمل السياسي بقوة، حيث كان مدافعًا شرسًا عن حقوق السلوفينيين في المجر. تمحور جوهر رؤيته السياسية حول ضرورة انفصال السلوفينيين المجريين عن سيطرة المجر الكبرى آنذاك، والسعي نحو تحقيق حكم ذاتي لهم أو اندماجهم في كيان سلوفيني مستقل. لم تكن هذه الدعوة مجرد فكرة عابرة، بل كانت انعكاسًا لتطلعات عميقة للجالية السلوفينية التي كانت تسعى للحفاظ على هويتها الثقافية واللغوية في ظل حكم متعدد القوميات.
في السنوات المضطربة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا بين عامي 1918 و1919، برز كوهار كأحد الأصوات الرائدة في المطالبة بالاستقلال الذاتي لإقليم بريكموريه. لم يكن يعمل بمفرده، بل شكل تحالفًا قويًا مع شخصيات وطنية أخرى مثل جوزيف كليكل، وجوزيف زاكوفيتش، وجوزيف كساريكس، وإيفان باسا. عمل هؤلاء القادة معًا بلا كلل للدفاع عن حق المنطقة في تقرير مصيرها، في خضم انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية وإعادة رسم خرائط أوروبا.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تغير المشهد الجيوسياسي بشكل جذري، وأصبحت بريكموريه جزءًا من مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين، التي عُرفت لاحقًا باسم يوغوسلافيا. استمر كوهار في ارتباطه الوثيق بسلوفينيي بريكموريه، حيث واصل العمل على تعزيز مكانتهم وحقوقهم داخل الدولة الجديدة، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على خصوصية هويتهم الثقافية والاجتماعية.
الدور الثقافي والأدبي: صحيفة ماريجين ليست
إلى جانب مهامه الدينية والسياسية، كان لاستفان كوهار إسهام ثقافي هام ككاتب ومحرر. فقد شغل منصب محرر في صحيفة ماريجين ليست الكاثوليكية (Marijin List)، وهي صحيفة لعبت دورًا حيويًا في ذلك الوقت. لم تكن هذه الصحيفة مجرد منبر ديني، بل كانت وسيلة قوية لنشر الوعي الثقافي والوطني بين السلوفينيين في بريكموريه. من خلال صفحاتها، كان كوهار يروج للغة السلوفينية ويناقش قضايا مجتمعية ووطنية، مؤكدًا على الترابط بين الإيمان والهوية الوطنية. لقد كانت الصحافة في تلك الحقبة أداة فعالة لتوحيد المجتمعات وحشد الدعم للقضايا الوطنية، وقد أدرك كوهار أهمية هذا المنبر في خدمة شعبه.
إرث لم ينسَ
على الرغم من وفاته المبكرة في عام 1922، عن عمر يناهز 34 عامًا، ترك استفان كوهار إرثًا دائمًا كقسيس مخلص وقائد سياسي ملهم وكاتب مؤثر. لقد كان صوته قويًا في لحظة تاريخية فارقة، وساهمت جهوده في تشكيل مصير منطقة بريكموريه ووضع أساس قوي للهوية السلوفينية فيها. يُنظر إليه اليوم كواحد من الشخصيات الرئيسية في النضال من أجل حقوق السلوفينيين في المجريين واندماجهم في دولة يوغوسلافيا، ويبقى اسمه محفورًا في ذاكرة شعبه كرمز للتفاني الوطني.
الأسئلة الشائعة حول استفان كوهار
- من هو استفان كوهار؟
- كان استفان كوهار قسيسًا كاثوليكيًا رومانيًا، وسياسيًا، وكاتبًا سلوفينيًا، معروفًا بدوره في النضال من أجل حقوق السلوفينيين في إقليم بريكموريه خلال فترة تفكك الإمبراطورية النمساوية المجرية وتأسيس يوغوسلافيا.
- ماذا كان هدفه السياسي الرئيسي؟
- كان هدفه السياسي الرئيسي هو انفصال السلوفينيين المجريين عن المجر وتحقيق حكم ذاتي لهم، أو اندماجهم في كيان سلوفيني مستقل ضمن الدولة اليوغوسلافية لاحقًا.
- ما هو إقليم بريكموريه؟
- بريكموريه هي منطقة تاريخية تقع اليوم في شمال شرق سلوفينيا. كانت تاريخيًا جزءًا من مملكة المجر ضمن الإمبراطورية النمساوية المجرية، وهي موطن لجالية سلوفينية عريقة.
- ما هي صحيفة "ماريجين ليست"؟
- هي صحيفة كاثوليكية كانت تصدر في فترة كوهار، وقد عمل فيها كمحرر. لعبت دورًا مهمًا في الترويج للغة والثقافة السلوفينية وخدمة القضايا الوطنية والدينية في إقليم بريكموريه.
- من هم أبرز حلفائه السياسيين؟
- عمل كوهار جنبًا إلى جنب مع قادة وطنيين آخرين مثل جوزيف كليكل، وجوزيف زاكوفيتش، وجوزيف كساريكس، وإيفان باسا، للدفاع عن استقلال بريكموريه الذاتي.