أسس جاك دريفوس ، رجل الأعمال الأمريكي ، شركة دريفوس (توفي عام 2009)

يُعد جون جي. دريفوس الابن (28 أغسطس 1913 - 27 مارس 2009) شخصية بارزة في عالم المال الأمريكي، ليس فقط لكونه مؤسس صناديق دريفوس الاستثمارية، بل لجهوده الرائدة في جعل الاستثمار في متناول عامة الناس. ترك دريفوس بصمة لا تُمحى على الصناعة المالية، كما خاض غمار النشاط العام بدفاعه الشغوف عن استخدام دواء الفينيتوين.

نشأته ومسيرته المالية الرائدة

وُلد دريفوس في مونتغمري، ألاباما، وتلقى تعليمه في جامعة ليهاي بولاية بنسلفانيا، حيث صقل مهاراته التي ستدفع به لاحقًا نحو عالم المال. لم يكن مجرد خبير مالي، بل كان مبتكرًا يتمتع برؤية ثاقبة. يُنسب إليه على نطاق واسع الفضل في "اختراع" صندوق الاستثمار المشترك بالمعنى الحديث، ليس لأنه اخترع المفهوم نفسه، بل لأنه كان رائدًا في تسويقه المباشر للجمهور العام. ففي فترة كان الاستثمار حكرًا على النخبة، كسر دريفوس الحواجز من خلال حملاته الإعلانية المبتكرة التي استهدفت الأفراد العاديين.

أيقونة التسويق: أسد دريفوس

كانت إعلاناته التلفزيونية المبكرة من المعالم التي لا تُنسى، لا سيما تلك التي تُظهر أسدًا مهيبًا يخرج بهدوء من محطة مترو أنفاق وول ستريت المزدحمة. لم تكن هذه الإعلانات مجرد وسيلة لجذب الانتباه، بل أصبحت رمزًا قويًا للثقة والقوة والقدرة على الوصول إلى قلب العالم المالي، مما ساهم بشكل كبير في نجاح صناديق دريفوس وفي ترسيخ مفهوم الصناديق المشتركة في الوعي العام.

تقدير في عالم المال

نظرًا لإسهاماته الجليلة وتأثيره الكبير، اعتبرت مجلة "بارونز" المرموقة، في عددها الخاص بنهاية القرن، جاك دريفوس ثاني أهم مدير مالي في القرن الماضي، وهو تقدير يعكس عمق وابتكارية مساهماته في تطوير المشهد المالي العالمي.

حياته الشخصية وروابطه التاريخية

على الصعيد الشخصي، تزوج دريفوس في عام 1939 من جوان بيرسونيت، وأنجبا طفلاً واحدًا اسمه جون (جوني)، قبل أن ينفصلا. تُظهر حياته جانبًا آخر غنيًا بالتفاصيل، حيث كان جده لأبيه هو ابن العم الأول لألفريد دريفوس، الشخصية المحورية في فضيحة دريفوس الفرنسية المعادية للسامية التي هزت فرنسا في القرن التاسع عشر، مما يربط عائلته بجزء مهم ومعقد من التاريخ الأوروبي. ولم تقتصر مواهب جاك دريفوس على المال والعمل العام، فقد كان أيضًا لاعبًا مرموقًا في بطولة الجسر، مما يدل على ذكائه وقدراته التحليلية المتنوعة.

من رائد مالي إلى مدافع عن الصحة العقلية

تخطت مسيرة دريفوس عالم المال لتشمل مجالًا آخر غير متوقع: الدفاع عن الصحة العقلية. فبعد تجربة شخصية عميقة، أصبح ناشطًا عامًا ومؤيدًا قويًا لاستخدام الفينيتوين، وهو دواء مضاد للاختلاج يُستخدم عادة لعلاج الصرع، لعلاج مجموعة من اضطرابات الصحة العقلية. على الرغم من كونه ليس طبيبًا، إلا أن دريفوس ادعى أن العقار، الذي وُصف له في عام 1966، خفف بشكل كبير من اكتئابه وقلقه المزمن. هذه التجربة الشخصية حولته إلى مدافع صريح جدًا عن البحث السريري والاستخدام الموسع للفينيتوين في علاج هذه الأمراض وغيرها من حالات الصحة العقلية.

جهود مكثفة لدعم الفينيتوين

امتد شغف دريفوس بالدواء إلى تأليفه كتابًا بعنوان "طب رائع تم تجاهله" (A Remarkable Medicine Has Been Overlooked). لم يكتفِ بتأليفه، بل قام بنشره وتوزيعه بأمواله الخاصة، والتي وصلت إلى ما يقرب من 70 مليون دولار أمريكي. أرسل دريفوس الكتاب مجانًا إلى مئات الأطباء، آملًا في إقناعهم بفعالية الدواء وضرورة البحث فيه. وقد عُرف عنه أنه أوصى بالعقار لشخصيات بارزة، من بينهم الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.

جدل الفينيتوين وريتشارد نيكسون

تثار مزاعم مثيرة للجدل حول تزويد دريفوس للرئيس ريتشارد نيكسون بآلاف من حبوب الفينيتوين في مناسبتين على الأقل خلال فترة رئاسته، لاستخدامها كمهدئ ومضاد للاكتئاب. يُقال إن دريفوس أثنى على الدواء بحماس خلال عشاء مع نيكسون في مجمع بيبي ريبوزو، وأن نيكسون، مفتونًا، طلب منه الحبوب، فامتثل دريفوس. هذه الادعاءات ظهرت بشكل بارز في السيرة الذاتية غير المصرح بها لنيكسون، "غرور السلطة: العالم السري لريتشارد نيكسون" (Arrogance of Power: The Secret World of Richard Nixon)، التي نشرها الصحفي الأيرلندي أنتوني سمرز في عام 2001 (وكانت قد ذكرت لأول مرة عام 1995). ومع ذلك، فإن هذه الادعاءات، التي تشير إلى أن دريفوس قد زود نيكسون بالفينيتوين الذي استهلكه أثناء وجوده في منصبه، قوبلت بإنكار شديد من قبل المؤرخين والزملاء السابقين لنيكسون، مما يتركها نقطة جدل تاريخي.

إرث لا يُمحى

ظل جاك دريفوس من دعاة الفينيتوين طوال حياته، وقد ارتبطت سيرته الذاتية ارتباطًا وثيقًا بعمله السابق، "طب رائع تم تجاهله". قام بتوزيع مجلد واحد يحتوي على كلا العملين مجانًا، استمرارًا لالتزامه بالترويج لما رآه علاجًا فعالًا. توفي جون "جاك" دريفوس في 27 مارس 2009، تاركًا وراءه إرثًا متعدد الأوجه كعملاق مالي ومدافع شغوف.

أسئلة شائعة (FAQs)

من هو جون جي. دريفوس الابن؟
كان جون جي. دريفوس الابن خبيرًا ماليًا أمريكيًا ومؤسس صناديق دريفوس الاستثمارية، كما اشتهر بنشاطه في الترويج لدواء الفينيتوين لعلاج اضطرابات الصحة العقلية.
ما هي أبرز إسهاماته في العالم المالي؟
يُعتبر رائدًا في تسويق الصناديق المشتركة مباشرة للجمهور، مما أحدث ثورة في الوصول إلى الاستثمار. كما تُعد حملاته الإعلانية التي تصور أسد دريفوس من أيقونات التسويق المالي.
ما أهمية أسد دريفوس؟
أصبح أسد دريفوس، الذي يخرج من محطة مترو أنفاق وول ستريت في الإعلانات التلفزيونية، رمزًا مميزًا للثقة والقوة والقدرة على الوصول إلى الفرص المالية للجمهور العريض، وساهم بشكل كبير في بناء علامة دريفوس التجارية.
لماذا صُنف كأحد أهم المديرين الماليين؟
بسبب جهوده الرائدة في جعل الاستثمار متاحًا للعامة من خلال التسويق المباشر للصناديق المشتركة، فقد صنفته مجلة بارونز المرموقة كثاني أهم مدير مالي في القرن الماضي.
ما علاقته بقضية دريفوس التاريخية؟
كان جده لأبيه هو ابن العم الأول لألفريد دريفوس، الشخصية المركزية في فضيحة دريفوس الفرنسية الشهيرة في القرن التاسع عشر، التي كانت قضية معقدة من معاداة السامية والظلم القضائي.
ما هو دوره في الترويج لدواء الفينيتوين؟
كان دريفوس مدافعًا قويًا عن استخدام الفينيتوين، وهو دواء مضاد للاختلاج، لعلاج الاكتئاب والقلق وغيره من اضطرابات الصحة العقلية، بناءً على تجربته الشخصية. وقد ألف كتابًا حول هذا الموضوع وأنفق ملايين الدولارات لتوزيعه مجانًا.
هل قام بتزويد الرئيس نيكسون بالفينيتوين؟
توجد مزاعم، ذكرها صحفيون مثل أنتوني سمرز، بأنه زود الرئيس ريتشارد نيكسون بآلاف حبوب الفينيتوين. ومع ذلك، فإن هذه المزاعم قوبلت بإنكار شديد من قبل المؤرخين وزملاء نيكسون السابقين.
كم أنفق دريفوس على حملة الفينيتوين؟
يُقدر أنه أنفق ما يصل إلى 70 مليون دولار أمريكي من أمواله الخاصة على تأليف ونشر وتوزيع كتابه "طب رائع تم تجاهله" وجهود أخرى للترويج لاستخدام الفينيتوين.