باراك أوباما ، محامي وسياسي أمريكي ، الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة ، الحائز على جائزة نوبل
باراك حسين أوباما الثاني (يُنطق اسمه بالإنجليزية: bə-RAHK hoo-SAYN oh-BAH-mə؛ من مواليد 4 أغسطس 1961) هو شخصية سياسية أمريكية بارزة، وقد شغل منصب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية على مدار فترتين رئاسيتين، امتدتا من عام 2009 إلى عام 2017. يُعد أوباما، العضو في الحزب الديمقراطي، أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي في تاريخ الولايات المتحدة، وهو إنجاز تاريخي عكس تحولات عميقة في المجتمع الأمريكي. قبل وصوله إلى البيت الأبيض، خدم أوباما في مجلس الشيوخ الأمريكي ممثلاً لولاية إلينوي من عام 2005 إلى عام 2008، وقبل ذلك، كان عضواً في مجلس شيوخ ولاية إلينوي من عام 1997 إلى عام 2004.
نشأته ومسيرته المبكرة
وُلد باراك أوباما في هونولولو، بولاية هاواي، ونشأ في بيئة متعددة الثقافات أثرت في رؤيته للعالم. بعد إتمامه دراسته الجامعية وتخرجه من جامعة كولومبيا عام 1983، انتقل أوباما إلى شيكاغو حيث بدأ حياته المهنية كمنظم مجتمعي. في هذا الدور، عمل عن كثب مع المجتمعات المحلية لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما غرس فيه فهماً عميقاً للتحديات التي تواجه المواطنين العاديين وألهم اهتمامه بالعدالة الاجتماعية. في عام 1988، واصل أوباما مسيرته الأكاديمية بالالتحاق بـكلية الحقوق بجامعة هارفارد، حيث برز كطالب متميز. هناك، حقق إنجازاً آخر بأن أصبح أول رئيس أسود لـمجلة هارفارد للقانون المرموقة، مما عكس قدراته القيادية والفكرية. بعد تخرجه من هارفارد، عمل أوباما كمحامٍ في مجال الحقوق المدنية، مدافعاً عن حقوق الفئات المهمشة. كما عمل أكاديمياً، حيث قام بتدريس القانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو من عام 1992 إلى عام 2004، مما أتاح له الفرصة لتشكيل عقول الأجيال القادمة من القانونيين.
الطريق إلى البيت الأبيض
القفزة إلى السياسة الانتخابية
انتقل باراك أوباما إلى ميدان السياسة الانتخابية، حيث مثل الدائرة الثالثة عشرة في مجلس شيوخ ولاية إلينوي من عام 1997 حتى عام 2004. خلال فترة ولايته في مجلس شيوخ الولاية، اكتسب خبرة تشريعية قيمة وعمل على تمرير قوانين مهمة. في عام 2004، لفت أوباما الانتباه على المستوى الوطني بطريقه المذهل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي. بدأ باهتمام واسع بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في مارس من ذلك العام، ثم ألقى خطاباً رئيسياً لا يُنسى في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في يوليو، والذي رسّخ مكانته كقوة صاعدة في المشهد السياسي الأمريكي. توج هذا الصعود بانتخابه الساحق عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي في نوفمبر، ممثلاً لولاية إلينوي.
الحملة الرئاسية والوصول إلى الرئاسة
بعد عام واحد فقط من بدء حملته الانتخابية الرئاسية، وفي أعقاب منافسة تمهيدية حامية الوطيس ضد هيلاري كلينتون، نال باراك أوباما ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس عام 2008. خاض الانتخابات العامة بنجاح ضد المرشح الجمهوري جون ماكين، ليُنتخب رئيساً للولايات المتحدة. تم تنصيب أوباما مع نائبه جو بايدن في 20 يناير 2009، لتبدأ بذلك حقبة جديدة في السياسة الأمريكية. بعد تسعة أشهر فقط من توليه منصبه، تم اختياره كحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2009، وهو قرار نال مزيجاً من الثناء، لتأكيده على الدبلوماسية وتعزيز التعاون الدولي، والنقد، لاعتباره سابقاً لأوانه.
الرئاسة: الولاية الأولى (2009-2013)
الإصلاحات الداخلية الكبرى
شهدت السنوات الأولى لباراك أوباما في الرئاسة توقيع العديد من مشاريع القوانين التاريخية التي أحدثت تغييرات واسعة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للولايات المتحدة. من أبرز هذه الإصلاحات:
- قانون الرعاية الميسرة (ACA أو "أوباما كير"): على الرغم من غياب خيار التأمين الصحي العام الذي كان مرغوباً من البعض، إلا أن هذا القانون هدف إلى توسيع نطاق التغطية الصحية لملايين الأمريكيين، وحظر ممارسات التمييز من قبل شركات التأمين، وأنشأ أسواقاً للتأمين الصحي.
- قانون دود-فرانك لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك: جاء هذا القانون استجابة للأزمة المالية العالمية عام 2008، ويهدف إلى إصلاح النظام المالي للولايات المتحدة من خلال تنظيم المؤسسات المالية، وحماية المستهلكين، وتقليل المخاطر المرتبطة بالقطاع المصرفي.
- قانون إلغاء "لا تسأل، لا تخبر" لعام 2010: هذا القانون ألغى السياسة المثيرة للجدل التي كانت تمنع الأفراد المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً من الخدمة العسكرية بشكل علني، مما فتح الباب أمام دمج جميع الأفراد المؤهلين بغض النظر عن توجههم الجنسي.
التعافي الاقتصادي
في خضم الأزمة الاقتصادية العميقة المعروفة بـ "الركود الكبير"، اتخذت إدارة أوباما إجراءات تحفيزية اقتصادية واسعة النطاق لمواجهة التحديات الاقتصادية، شملت:
- قانون التعافي وإعادة الاستثمار الأمريكي والإعفاء الضريبي: حزمة تحفيز ضخمة تهدف إلى خلق فرص عمل، وتشجيع الاستثمار، ودعم الأسر.
- قانون إعادة تفويض التأمين ضد البطالة.
- قانون خلق فرص العمل.
كما واجهت الإدارة نقاشاً مطولاً حول سقف الدين القومي، وفي النهاية، وقع أوباما على قانون مراقبة الميزانية وقانون إعفاء دافعي الضرائب الأمريكيين، والتي كانت تهدف إلى معالجة العجز المالي.
السياسة الخارجية والأمن القومي
على صعيد السياسة الخارجية، اتخذ أوباما عدة قرارات استراتيجية مهمة:
- زيادة القوات في أفغانستان: بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب.
- معاهدة ستارت الجديدة: قللت من الأسلحة النووية الاستراتيجية مع روسيا، مما عزز الأمن العالمي.
- إنهاء المشاركة العسكرية في حرب العراق: كان أحد تعهداته الانتخابية الأساسية.
- مكافحة الإرهاب: في عام 2011، أمر أوباما بقتل أنور العولقي، المواطن الأمريكي والمشتبه به في تنظيم القاعدة، بضربة طائرة بدون طيار، مما أثار جدلاً قانونياً وأخلاقياً واسعاً. كما أمر بالتدخل العسكري في ليبيا لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، مما ساهم في الإطاحة بمعمر القذافي. وأخيراً، أمر بالعملية العسكرية الناجحة التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو 2011، وهو إنجاز كبير في مكافحة الإرهاب.
الرئاسة: الولاية الثانية (2013-2017)
بعد فوزه بإعادة الانتخابات على خصمه الجمهوري ميت رومني، أدى باراك أوباما اليمين الدستورية لولايته الثانية في 20 يناير 2013، مواصلاً أجندته الطموحة في الداخل والخارج.
التقدم الاجتماعي والعدالة
خلال ولايته الثانية، دافعت إدارة أوباما بقوة عن إدماج الأمريكيين المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً (LGBTQ+). قدمت إدارته مذكرات حثت المحكمة العليا على إلغاء حظر زواج المثليين باعتباره مخالفاً للدستور في قضايا مثل (الولايات المتحدة ضد وندسور وأوبيرجفيل ضد هودجز). في عام 2015، أصبحت زيجات المثليين قانونية على الصعيد الوطني بعد حكم المحكمة التاريخي في قضية أوبيرجفيل، وهو ما مثل انتصاراً كبيراً لحقوق الإنسان والمساواة. كما دعا أوباما إلى فرض قيود أكثر صرامة على الأسلحة رداً على حادث إطلاق النار المأساوي في مدرسة ساندي هوك الابتدائية، مشيراً إلى دعمه لحظر الأسلحة الهجومية، وأصدر إجراءات تنفيذية واسعة النطاق في مجالات مثل تغير المناخ والهجرة.
الدبلوماسية العالمية والتحديات الإقليمية
على صعيد السياسة الخارجية، واجه أوباما تحديات معقدة وقاد جهوداً دبلوماسية مهمة:
- مكافحة داعش: أمر أوباما بتدخلات عسكرية في العراق وسوريا رداً على المكاسب السريعة التي حققها تنظيم داعش بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، سعياً لاحتواء التهديد الإرهابي.
- اتفاقية باريس للمناخ: عزز المناقشات التي أدت إلى اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ العالمي، والتي كانت خطوة محورية نحو مكافحة التحديات البيئية العالمية.
- حادثة قندوز: أشرف على الغارة الجوية المميتة على مستشفى قندوز في أفغانستان واعتذر عنها في النهاية.
- الانسحاب من أفغانستان: واصلت إدارته عملية إنهاء العمليات القتالية الأمريكية في أفغانستان عام 2016.
- العقوبات على روسيا: شرع في فرض عقوبات على روسيا في أعقاب تدخلها في أوكرانيا، ومرة أخرى بعد تدخلها في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
- الاتفاق النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة - JCPOA): توسط في الاتفاق النووي مع إيران، والذي هدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات.
- تطبيع العلاقات مع كوبا: اتخذ أوباما خطوات تاريخية لتطبيع العلاقات الأمريكية مع كوبا بعد عقود من التوتر والعزلة.
التعيينات القضائية
رشح أوباما ثلاثة قضاة للمحكمة العليا خلال فترة رئاسته: تم تثبيت كل من سونيا سوتومايور وإيلينا كاغان كقاضيتين، مما ترك بصمة ليبرالية في أعلى محكمة في البلاد. ومع ذلك، حُرم ترشيح ميريك جارلاند من جلسات الاستماع أو التصويت من قبل مجلس الشيوخ الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون، في خطوة سياسية غير مسبوقة خلال عام الانتخابات الرئاسية.
فترة ما بعد الرئاسة وإرثه
ترك باراك أوباما منصبه في 20 يناير 2017، ولا يزال يقيم في واشنطن العاصمة، حيث يواصل نشاطه العام. خلال فترة رئاسته، تحسنت سمعة الولايات المتحدة في الخارج بشكل ملحوظ، كما تعافى الاقتصاد الأمريكي تدريجياً من الركود الكبير. يُنظر إلى رئاسة أوباما بشكل إيجابي من قبل قطاعات واسعة، وكثيراً ما تضعه تقييمات المؤرخين وعلماء السياسة وعامة الناس ضمن الطبقة العليا من الرؤساء الأمريكيين، نظراً لإنجازاته في مجالات الرعاية الصحية، وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب، والدبلوماسية. منذ مغادرته منصبه، ظل أوباما نشطاً في السياسة الديمقراطية، بما في ذلك الحملات الانتخابية للمرشحين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، والظهور في المؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 2020 والدعاية لبايدن خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020، مما يؤكد استمرار نفوذه. خارج السياسة، أظهر أوباما موهبته ككاتب، حيث نشر ثلاثة كتب حققت مبيعات هائلة: "أحلام من أبي" (1995)، و"جرأة الأمل" (2006)، ومذكراته الرئاسية "أرض موعودة" (2020)، التي تقدم رؤى عميقة حول حياته ومسيرته السياسية.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- من هو باراك أوباما؟
- باراك حسين أوباما الثاني هو سياسي أمريكي شغل منصب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة من عام 2009 إلى عام 2017. وهو أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي.
- متى شغل باراك أوباما منصب الرئيس؟
- شغل باراك أوباما منصب الرئيس من 20 يناير 2009 إلى 20 يناير 2017، على مدار ولايتين رئاسيتين.
- ما هي أبرز إنجازات باراك أوباما خلال رئاسته؟
- تشمل أبرز إنجازاته توقيع قانون الرعاية الميسرة (أوباما كير)، وإلغاء سياسة "لا تسأل، لا تخبر"، وتطبيع العلاقات مع كوبا، وتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، والمصادقة على اتفاقية باريس للمناخ، والعملية العسكرية التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن.
- لماذا فاز باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام؟
- فاز أوباما بجائزة نوبل للسلام عام 2009 لجهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، ورؤيته لعالم خالٍ من الأسلحة النووية، على الرغم من أن القرار أثار جدلاً بسبب توقيت منحه في بداية ولايته.
- ما هي الكتب التي ألفها باراك أوباما؟
- ألف باراك أوباما ثلاثة كتب حققت مبيعات عالية: "أحلام من أبي" (1995)، و"جرأة الأمل" (2006)، ومذكراته الرئاسية "أرض موعودة" (2020).
- ماذا كانت سياسات أوباما الداخلية الرئيسية؟
- تركزت سياساته الداخلية الرئيسية على توسيع التغطية الصحية من خلال "أوباما كير"، وإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك عبر قانون دود-فرانك، ومعالجة الركود الاقتصادي من خلال حزم التحفيز، وتعزيز حقوق المثليين والمثليات.
- كيف كانت سياسة أوباما الخارجية؟
- شملت سياسته الخارجية إنهاء حرب العراق، وزيادة القوات في أفغانستان، وتوقيع معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا، والتدخل العسكري في ليبيا، وقتل أسامة بن لادن، والتصدي لتنظيم داعش، وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني، وتطبيع العلاقات مع كوبا، والمشاركة في اتفاقية باريس للمناخ.