بيلي سنيدن ، سياسي ومحامي أسترالي ، المدعي العام السابع عشر لأستراليا (ت. 1987)
السير بيلي ماكي سنيدن، الذي وُلد في 31 ديسمبر 1926 وتوفي في 27 يونيو 1987، كان أحد أبرز السياسيين الأستراليين الذين أثروا المشهد السياسي في البلاد خلال النصف الثاني من القرن العشرين. تميزت مسيرته المهنية بتولي العديد من المناصب القيادية الرفيعة، حيث شغل منصب زعيم الحزب الليبرالي الأسترالي، وشغل حقائب وزارية متعددة في الحكومة، بالإضافة إلى دوره كرئيس لمجلس النواب، مما يعكس تنوع قدراته ومكانته السياسية.
مسيرته المبكرة ودخوله الحياة السياسية
وُلد سنيدن في مدينة بيرث عاصمة ولاية أستراليا الغربية، ونشأ في فترة ما بعد الكساد الكبير وقبيل الحرب العالمية الثانية. وكغيره من الكثير من الشباب الأسترالي في جيله، شارك في الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث خدم في سلاح الجو الملكي الأسترالي، وهي تجربة صقلت شخصيته وألقت بظلالها على نظرته للعالم. بعد انتهاء الحرب، اتجه لدراسة القانون في جامعة أستراليا الغربية، وهو مسار غالباً ما يكون بوابة للدخول إلى الحياة السياسية في أستراليا.
وقد برزت ميوله القيادية مبكراً، حيث كان الرئيس الفيدرالي الافتتاحي لحركة الشباب الليبرالي بين عامي 1951 و1952، مما يدل على طموحه السياسي المبكر والتزامه بالحركة الليبرالية في بداياتها. بعد فترة قضاها في العمل خارج أستراليا ضمن وزارة الهجرة، عاد سنيدن إلى وطنه في عام 1954 واستقر في مدينة ملبورن، التي كانت مركزاً سياسياً واقتصادياً حيوياً، مما مهد الطريق لدخوله البرلمان. وفي العام التالي، تم انتخابه عضواً في مجلس النواب الأسترالي عن عمر يناهز الثامنة والعشرين، ليبدأ بذلك مسيرة برلمانية استمرت عقوداً.
صعوده الوزاري وقيادة الحزب
في عام 1964، شهدت مسيرة سنيدن السياسية نقطة تحول عندما قام رئيس الوزراء الأسطوري روبرت مينزيس بترقيته إلى مجلس الوزراء، وهو ما كان يعد اعترافاً مبكراً بقدراته البارزة في إدارة الشؤون الحكومية. استمر سنيدن في العمل كوزير في الحكومة حتى هزيمة الحكومة الليبرالية في انتخابات عام 1972، وقد خدم خلال تلك الفترة المتقلبة في ظل أربعة رؤساء وزراء مختلفين (مينزيس، هولت، غورتون، ومكماهون)، مما يدل على قدرته على التكيف والاستمرارية في بيئات سياسية متغيرة.
خلال هذه السنوات، شغل سنيدن عدة حقائب وزارية مهمة تعكس تنوع خبراته، بما في ذلك:
- المدعي العام (1964-1966): وهو دور حاسم في صياغة القوانين وضمان سيادة القانون.
- وزير الهجرة (1966-1969): في فترة شهدت فيها أستراليا تحولات كبيرة في سياسات الهجرة وتنوعاً ديموغرافياً.
- وزير العمل والخدمة الوطنية (1969-1971): منصب حيوي لإدارة سوق العمل ومواجهة التحديات الاقتصادية.
- أمين الخزانة (وزير المالية) (1971-1972): وهو أعلى منصب وزاري يُعنى بالاقتصاد، حيث كان مسؤولاً عن السياسات الاقتصادية والمالية للبلاد في فترة صعبة.
في عام 1971، تم انتخابه نائباً لزعيم الحزب الليبرالي، ليخلف ويليام مكماهون كزعيم للحزب بعد خسارة الانتخابات في العام التالي أمام حزب العمال بقيادة غوف ويتلام، وبذلك أصبح زعيم المعارضة.
زعيم المعارضة ورئيس مجلس النواب
بصفته زعيم المعارضة، قاد سنيدن الحزب الليبرالي في الانتخابات الفيدرالية عام 1974، والتي كانت انتخابات شديدة التنافس شهدت احتفاظ حزب العمال بالحكومة بأغلبية ضئيلة جداً، مما عكس تقارباً كبيراً في الدعم الشعبي بين الحزبين. ومع ذلك، لم تستمر قيادته للحزب طويلاً. في أوائل عام 1975، واجه تحديين لقيادته من قبل زميله مالكولم فريزر، الذي نجح في التحدي الثاني وانتزع منه القيادة. وقد جاء هذا التغيير في القيادة قبل فترة وجيزة من الأزمة الدستورية الأسترالية التاريخية عام 1975، والتي أدت إلى إقالة حكومة حزب العمال وتعيين فريزر رئيساً للوزراء بحلول نهاية العام.
بعد تلك الأحداث الدرامية، وبعيداً عن صراعات القيادة الحزبية، تم انتخاب سنيدن لمنصب رئيس مجلس النواب عند انعقاد البرلمان التالي في عام 1976. شغل هذا المنصب الرفيع لمدة تقارب سبع سنوات، واكتسب خلالها سمعة طيبة بالحياد والنزاهة في إدارة أعمال المجلس، متجاوزاً الانتماءات الحزبية السابقة، وهو ما يُعد إنجازاً هاماً لدوره التشريعي وتقديرًا لمكانته بين أقرانه.
ما بعد السياسة ووفاته
بعد تقاعده من البرلمان، لم يبتعد سنيدن عن الحياة العامة تماماً، بل تولى منصب رئيس نادي ملبورن لكرة القدم، وكان عضواً في مجلس إدارة دوري كرة القدم الفيكتوري (VFL، سلف دوري كرة القدم الأسترالي الحالي AFL)، مما يعكس شغفه واهتمامه بالرياضة ومشاركته في المجتمع بعد تركه الحياة السياسية النشطة. جذبت الظروف غير العادية لوفاته المفاجئة في عام 1987 الكثير من الاهتمام العام وخلفت صدى واسعاً في وسائل الإعلام والرأي العام الأسترالي، منهية بذلك فصلاً طويلاً وحافلاً في خدمة أستراليا.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- من هو السير بيلي ماكي سنيدن؟
- كان السير بيلي ماكي سنيدن سياسيًا أستراليًا بارزًا شغل مناصب عليا متعددة، بما في ذلك زعيم الحزب الليبرالي الأسترالي (1972-1975)، ووزيرًا في الحكومة الفيدرالية، ورئيسًا لمجلس النواب الأسترالي (1976-1983).
- متى تولى قيادة الحزب الليبرالي؟
- تولى السير بيلي سنيدن قيادة الحزب الليبرالي الأسترالي في عام 1972 واستمر في هذا المنصب حتى عام 1975.
- ما أبرز الحقائب الوزارية التي شغلها؟
- شغل سنيدن عدة حقائب وزارية مهمة، منها المدعي العام (1964-1966)، ووزير الهجرة (1966-1969)، ووزير العمل والخدمة الوطنية (1969-1971)، وأمين الخزانة (وزير المالية) (1971-1972).
- ما الذي ميز فترته كرئيس لمجلس النواب؟
- تميزت فترته كرئيس لمجلس النواب (1976-1983) بسمعته في الحياد والنزاهة في إدارة أعمال المجلس، مما أكسبه احترام جميع الأطراف السياسية.
- هل استمر في الحياة العامة بعد تقاعده من البرلمان؟
- نعم، بعد تقاعده من البرلمان، ظل نشطًا في الحياة العامة من خلال توليه منصب رئيس نادي ملبورن لكرة القدم، وكان عضوًا في مجلس إدارة دوري كرة القدم الفيكتوري (VFL).
- ماذا عن ظروف وفاته؟
- توفي السير بيلي سنيدن في 27 يونيو 1987، وقد جذبت الظروف غير العادية المحيطة بوفاته اهتمامًا عامًا واسعًا في أستراليا.