نويل شابانيل ، مبشر وقديس فرنسي (مواليد 1613)

يُعد نويل شابانيل (Noël Chabanel)، الذي وُلِد في الثاني من فبراير عام 1613 وتوفي في الثامن من ديسمبر عام 1649، شخصيةً محوريةً في تاريخ التبشير المسيحي في أمريكا الشمالية، وتحديدًا في كندا الحديثة. كان شابانيل كاهنًا يسوعيًا، وقد كرس حياته لخدمة الإيمان والتبشير بين قبائل الهورون الأصلية (الوندات) في إقليم ما يُعرف اليوم بأونتاريو. تُوجت مسيرته القصيرة بالتضحية الكبرى، حيث يُعرف بأنه أحد الشهداء الكنديين، وهو مجموعة من المبشرين اليسوعيين واللائكيين الذين قُتلوا في منتصف القرن السابع عشر أثناء سعيهم لنشر المسيحية.

حياة نويل شابانيل ورسالته التبشيرية

وُلِد نويل شابانيل في فرنسا وانضم إلى جمعية يسوع (اليسوعيين) في سن مبكرة، متلقيًا تدريبًا صارمًا في اللاهوت والفلسفة، مما أعده للمهام الصعبة التي تنتظره في العالم الجديد. وصل إلى كندا الجديدة في عام 1643، وكان هدفه الأسمى هو العمل في بعثات اليسوعيين التي كانت قد بدأت بالترسيخ بين الشعوب الأصلية. كُلف شابانيل بالعمل في سانت ماري بين الهورون (Sainte-Marie among the Hurons)، وهي مستوطنة تبشيرية وحصن دفاعي أسسها اليسوعيون في عام 1639 على ضفاف نهر ويماوث، بالقرب من مدينة ميدلاند الحالية في أونتاريو. لم تكن سانت ماري مجرد كنيسة، بل كانت مركزًا لوجستيًا وثقافيًا حيويًا، يضم سكنًا للمبشرين ومخازن ومرافق للمساعدة الطبية والتعليم، بهدف إقامة علاقات مستدامة مع شعب الهورون (الوندات) وتبشيرهم بالمسيحية.

اشتهر شابانيل بصعوبته في تعلم لغة الهورون، مما تسبب له بإحباط كبير، لكنه لم يتوانَ عن خدمة المجتمع المحلي بكل الطرق الممكنة، ملتزمًا بنذوره الرهبانية رغم التحديات الجسيمة التي واجهها المبشرون في بيئة قاسية وغالبًا ما كانت معادية. كان دوره حاسمًا في دعم البعثة، والمساعدة في الجوانب الإدارية والرعوية، والمشاركة في الحياة اليومية لسكان سانت ماري.

استشهاد نويل شابانيل وتراث الشهداء الكنديين

في أواخر عام 1649، كانت المنطقة تشهد تصاعدًا في الصراعات بين قبائل الوندات (الهورون) وحلفائهم من جهة، وقبائل الإيروكوا من جهة أخرى. كانت هذه الصراعات دموية ومدمرة، وغالبًا ما استهدف فيها الإيروكوا المستوطنات الونداتية والمراكز التبشيرية. في الثامن من ديسمبر عام 1649، كان نويل شابانيل مسافرًا مع بعض رفاقه عندما وقعوا في كمين نصبه محاربون من الإيروكوا أو من الوندات الذين تحالفوا معهم أو أصبحوا معادين للمبشرين. حاول شابانيل الفرار، لكنه قُتل على يد شخص يُعتقد أنه من الوندات المرتدين عن المسيحية. أُلقي جسده في نهر نوتواسوجا، لتُختتم بذلك حياته المكرسة للتبشير بتضحيةٍ عظيمة.

يُعد نويل شابانيل أحد الشهداء الكنديين الثمانية، وهم مجموعة من المبشرين اليسوعيين واللائكيين الذين فقدوا حياتهم بين عامي 1642 و1649 أثناء عملهم التبشيري في كندا الجديدة. هذه المجموعة، التي تضم شخصيات بارزة مثل جان دي بروبوف وإسحاق جوغ، تم تطويبهم في عام 1925 وتقديسهم (إعلانهم قديسين) من قبل الكنيسة الكاثوليكية في عام 1930. يُحتفل بهم كرموز للإيمان والشجاعة، وتجسد تضحياتهم صمود الكنيسة ورغبتها في نشر رسالتها حتى في أقصى الظروف وأشدها خطورة. يُعتبر مزار الشهداء في ميدلاند، أونتاريو، اليوم معلمًا وطنيًا تاريخيًا لكندا، ومكانًا للحج تكريمًا لهؤلاء الشهداء.

الأسئلة المتكررة (FAQs)

من هم الشهداء الكنديون؟
الشهداء الكنديون هم مجموعة من ثمانية مبشرين يسوعيين (ستة كهنة واثنان من الإخوة) الذين استشهدوا في كندا الجديدة بين عامي 1642 و1649 أثناء محاولتهم نشر المسيحية بين قبائل الأمم الأولى، وتحديداً الوندات (الهورون). وقد قُدِّسوا من قبل الكنيسة الكاثوليكية في عام 1930.
ما هي سانت ماري بين الهورون؟
سانت ماري بين الهورون (Sainte-Marie among the Hurons) كانت أول مستوطنة أوروبية داخلية كبرى في كندا. تأسست في عام 1639 كمركز إداري ولوجستي للبعثات اليسوعية بين قبائل الوندات (الهورون) في كندا الجديدة، وخدمت كقاعدة للمبشرين وملاذ آمن لهم وللمتحولين الجدد، قبل أن تُحرق وتُهجر في عام 1649 بسبب هجمات الإيروكوا.
لماذا يُعتبر نويل شابانيل قديسًا؟
يُعتبر نويل شابانيل قديسًا في الكنيسة الكاثوليكية بسبب استشهاده أثناء سعيه لنشر الإيمان المسيحي. لقد كرس حياته لرسالته التبشيرية وواجه تحديات جسيمة، وانتهت حياته بالقتل بسبب إيمانه، مما يجعله شهيدًا وفقًا للعقيدة المسيحية، وقد تم تقديسه ضمن مجموعة الشهداء الكنديين.
ما هي الصعوبات التي واجهها المبشرون اليسوعيون في كندا الجديدة؟
واجه المبشرون اليسوعيون تحديات هائلة شملت الظروف المناخية القاسية، وصعوبة تعلم اللغات الأصلية المعقدة، والأمراض التي لم تكن معروفة في أوروبا، والصراعات القبلية العنيفة (خاصة بين الإيروكوا والوندات) التي عرضتهم للخطر المباشر، بالإضافة إلى الاختلافات الثقافية الكبيرة التي أعاقت جهود التبشير في بعض الأحيان.