جوان بينيت ، الممثلة الأمريكية (ت. 1990)
تُعد جوان جيرالدين بينيت (27 فبراير 1910 - 7 ديسمبر 1990) من الشخصيات البارزة في تاريخ السينما والمسرح والتلفزيون الأمريكي، حيث امتدت مسيرتها الفنية لعقود لتشمل العصر الذهبي لهوليوود وما بعده. بفضل موهبتها الفذة وقدرتها على التكيف، تركت بينيت بصمة لا تُمحى في قلوب المشاهدين بأدوارها المتنوعة التي أظهرت مدى براعتها كممثلة.
بداياتها وحياتها الأسرية في عالم الفن
وُلدت بينيت لعائلة فنية عريقة، فوالداها هما الممثلان المشهوران ريتشارد بينيت وأدريان موريسون. لم تكن جوان الوحيدة التي ورثت حب الفن، فقد سبقتها شقيقتاها كونستانس وباربرا إلى عالم التمثيل، ليشكّلن معًا ثلاث أخوات بارزات في مجال الترفيه. بدأت بينيت مسيرتها المهنية الواعدة على خشبة المسرح، قبل أن تنتقل بسلاسة إلى الشاشة الكبيرة. لقد شهدت انطلاقتها الفنية المبكرة عصر الأفلام الصامتة، وواصلت تألقها مع بزوغ عصر الأفلام الناطقة، حيث شاركت في أكثر من سبعين فيلمًا، مما يدل على مرونتها الاستثنائية وقدرتها على التكيف مع التحولات التقنية والفنية في صناعة السينما.
أيقونة الفيلم نوار والمرأة الفاتنة
لعل أبرز ما يُميز مسيرة جوان بينيت ويُخلّد ذكراها هو تجسيدها لشخصية المرأة الفاتنة (Femme Fatale) في العديد من أفلام "الفيلم نوار" الكلاسيكية. هذه الأدوار، التي غالبًا ما اتسمت بالغموض والإغراء والقوة، برعت فيها بينيت تحت إشراف المخرج الألماني العبقري فريتز لانغ. من بين أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشاهد وتُحلل حتى اليوم، نذكر 'Man Hunt' (1941) و 'The Woman in the Window' (1944) و 'Scarlet Street' (1945). في هذه الأفلام، أظهرت بينيت قدرة فريدة على إضفاء عمق نفسي على شخصياتها، محوِّلةً إياها إلى أيقونات سينمائية لا تُنسى في عالم الجريمة والتشويق.
تألق تلفزيوني ودور لا يُنسى في "Dark Shadows"
لم يقتصر تألق بينيت على الشاشة الكبيرة، بل امتد ليشمل التلفزيون، حيث حققت نجاحًا باهرًا في ستينيات القرن الماضي من خلال دورها الشهير كإليزابيث كولينز ستودارد في المسلسل القوطي 'Dark Shadows'. لم تكتفِ بينيت بأداء هذه الشخصية المعقدة وحسب، بل جسدت أيضًا عدة شخصيات من أسلافها، بما في ذلك نعومي كولينز وجوديث كولينز وفلورا كولينز، مما أظهر تنوعها الفني وقدرتها على تقمص أدوار متعددة ببراعة. هذا الأداء المذهل أكسبها ترشيحًا لجائزة إيمي المرموقة في عام 1968، ليؤكد مكانتها كواحدة من أهم نجمات عصرها في كلا وسيطي الفن.
مسيرة فنية من التحولات: الشقراء والسمراء والأم
تطورت مسيرة جوان بينيت المهنية عبر ثلاث مراحل واضحة ومميزة، عكست كل منها جانبًا مختلفًا من موهبتها وتنوع أدوارها. في البداية، برزت كشخصية شقراء ساحرة، تجذب الأنظار بجمالها وأنوثتها التقليدية. ثم شهدت تحولًا جذريًا، حيث اعتمدت شعرًا داكنًا لتجسد أدوار المرأة السمراء الفاتنة، التي تتمتع بجاذبية حسية وقوة شخصية. في هذه المرحلة، غالبًا ما كانت مجلات الأفلام تقارنها بالنجمة الشهيرة هيدي لامار، نظرًا لجمالها الآسر وأدائها القوي. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من مسيرتها الفنية، فقد شهدت تجسيدها لأدوار الزوجة والأم ذات القلب الدافئ والمشاعر الإنسانية العميقة، مما أضاف بعدًا جديدًا لمسيرتها وأظهر نضجها الفني وقدرتها على أداء شخصيات أكثر عمقًا وتعاطفًا.
فضيحة عام 1951 وتأثيرها على مسيرتها
في عام 1951، تعرضت مسيرة بينيت المهنية لانتكاسة مؤسفة بسبب فضيحة كبرى هزت أوساط هوليوود. فزوجها الثالث، المنتج السينمائي والتر وانغر، أطلق النار على وكيلها جينينغز لانغ وأصابه، للاشتباه في وجود علاقة غرامية بين لانغ وبينيت. على الرغم من أن بينيت أنكرت هذه التهمة بشدة، إلا أن الحادث ألقى بظلاله على سمعتها المهنية وأثر سلبًا على أدوارها السينمائية لفترة من الوقت، في عصر كانت فيه الفضائح الشخصية تؤثر بشكل كبير على مسيرة النجوم. ورغم هذه المحنة، أظهرت بينيت مرونة لافتة، وواصلت العمل في مجالات أخرى، مؤكدة على عزيمتها وقدرتها على التغلب على الصعاب. تجدر الإشارة إلى أن بينيت تزوجت أربع مرات خلال حياتها، مما يعكس حياتها الشخصية المعقدة إلى جانب مسيرتها الفنية الحافلة.
أدوارها المتأخرة ودورها الأخير في "Suspiria"
على الرغم من التحديات، استمرت بينيت في تقديم عروض قوية، وشهدت مسيرتها عودة ملحوظة في أدوار مختارة. كان آخر أدوارها السينمائية دور السيدة بلان في فيلم الرعب الإيطالي الشهير 'Suspiria' للمخرج داريو أرجنتو عام 1977. هذا الفيلم، الذي أصبح تحفة فنية في سينما الرعب، منحها ترشيحًا لجائزة ساتورن، وهو تقدير يعكس تقدير الصناعة لأدائها المميز حتى في مراحلها المتقدمة، ويؤكد على قدرتها على ترك بصمة قوية في أنواع سينمائية مختلفة.
الأسئلة الشائعة حول جوان بينيت
- من كانت جوان بينيت؟
- كانت جوان بينيت ممثلة أمريكية بارزة اشتهرت بأدوارها المتنوعة في المسرح والسينما والتلفزيون، وامتدت مسيرتها من عصر الأفلام الصامتة وحتى نهاية القرن العشرين.
- ما هي أشهر أدوارها السينمائية؟
- تُعرف بينيت بشكل خاص بأدوارها كـ"المرأة الفاتنة" في أفلام "الفيلم نوار" مثل 'The Woman in the Window' و 'Scarlet Street' من إخراج فريتز لانغ.
- ما هو دورها التلفزيوني الأبرز؟
- كان دورها كإليزابيث كولينز ستودارد (وأسلافها) في المسلسل القوطي 'Dark Shadows' في الستينيات من القرن الماضي هو الأبرز تلفزيونيًا، وحصلت عنه على ترشيح لجائزة إيمي.
- كم عدد الأفلام التي شاركت فيها جوان بينيت؟
- شاركت جوان بينيت في أكثر من 70 فيلمًا على مدار مسيرتها الفنية، بدءًا من الأفلام الصامتة وحتى الأفلام الناطقة.
- ما هي الفضيحة التي أثرت على مسيرتها؟
- في عام 1951، أطلق زوجها الثالث، المنتج والتر وانغر، النار على وكيلها جينينغز لانغ، للاشتباه في وجود علاقة غرامية، وهو ما أثر سلبًا على مسيرتها المهنية لبعض الوقت على الرغم من إنكارها الشديد.
- متى توفيت جوان بينيت؟
- توفيت جوان بينيت في 7 ديسمبر 1990، عن عمر يناهز 80 عامًا.