هنري جراي ، دوق سوفولك الأول ، دوق إنجليزي (تُوفي 1554)
في السابع عشر من يناير عام 1517، وُلد هنري جراي، الذي سيصبح فيما بعد دوق سوفولك الأول ومركيز دورست الثالث، شخصية بارزة ومحورية خلال الفترة المضطربة من تاريخ إنجلترا المعروفة بعصر تيودور. كان جراي نبيلًا إنجليزيًا ورجل بلاط، وقد تماهى مصيره بشكل وثيق مع التحولات السياسية والدينية العاصفة لتلك الحقبة، لا سيما من خلال علاقته بابنته، السيدة جين جراي، التي لُقبت فيما بعد بـ "ملكة الأيام التسعة".
كان هنري جراي جزءًا من طبقة النبلاء الإنجليز الذين شكلوا حاشية البلاط الملكي في عهد الملك هنري الثامن، ثم الملك الشاب إدوارد السادس. تزوج جراي من فرانسيس براندون، ابنة ماري تيودور (أخت الملك هنري الثامن)، مما جعله مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالعائلة المالكة ومكّنه من المطالبة بالعرش في حال انقطاع خط الخلافة الرئيسي. بفضل علاقاته وولائه للمذهب البروتستانتي الذي تبناه إدوارد السادس، نال جراي ثقة الملك الصغير. وفي عام 1551، كُرّم بمنحه لقب دوق سوفولك الأول، مما رفع مكانته الاجتماعية والسياسية إلى أعلى مراتب المملكة، وجعله لاعبًا رئيسيًا في دوائر السلطة التي كانت تسعى للحفاظ على الإصلاح الديني في إنجلترا.
كان العام 1553 نقطة تحول مأساوية في حياة هنري جراي. مع تدهور صحة الملك إدوارد السادس، الذي لم يكن له وريث مباشر وورثتان شرعيتان (ماري وإليزابيث) كانتا كاثوليكية (ماري) أو كان يُشكك في شرعيتها (إليزابيث) في ذلك الوقت، بدأت المؤامرات تحاك لضمان خلافة بروتستانتية. تحت تأثير مجلسه، وخاصة جون دادلي، دوق نورثمبرلاند، أعد إدوارد وصية تستثني أختيه وتعين السيدة جين جراي، حفيدة أخت هنري الثامن الصغرى وزوجة ابن نورثمبرلاند، وريثة للعرش. دعم هنري جراي، والد جين، هذه الخطوة الطموحة التي رفعت ابنته إلى أعلى منصب في البلاد بعد وفاة إدوارد في يوليو 1553، حيث تم إعلانها ملكة لإنجلترا. هذه اللحظة من الانتصار المؤقت كانت بداية لسلسلة من الأحداث المأساوية التي ستحدد مصيره ومصير عائلته.
السقوط والإعدام
لم يدم حكم الملكة جين طويلًا. فبعد تسعة أيام فقط من إعلانها ملكة، حشدت الأميرة ماري (التي ستصبح الملكة ماري الأولى) دعمًا شعبيًا كبيرًا، وتمكنت من استعادة العرش الشرعي لها. ونتيجة لذلك، تم القبض على جين جراي ووالدها هنري جراي والعديد من المؤيدين الآخرين بتهمة الخيانة العظمى. على الرغم من أن هنري جراي نجا من الإعدام في البداية بفضل عفو ملكي من ماري، إلا أن ولاءه لم يكن مضمونًا. بعد فترة وجيزة، في أوائل عام 1554، تورط جراي في "تمرد وايت" الذي قاده توماس وايت الأصغر، وهي انتفاضة بروتستانتية أخرى ضد ماري الكاثوليكية، مدفوعة جزئيًا بمعارضة زواجها من فيليب الثاني ملك إسبانيا. كانت مشاركة جراي في هذا التمرد بمثابة إدانة له، فلم تستطع الملكة ماري التغاضي عن خيانة أخرى. أُلقي القبض عليه مرة أخرى، وحُكم عليه بالإعدام، ونُفّذ الحكم في 23 فبراير 1554 في برج هيل بلندن. وبعد اثني عشر يومًا فقط، تبعته ابنته جين جراي إلى نفس المصير.
إرثه
يبقى هنري جراي شخصية تُذكر في التاريخ الإنجليزي بالدرجة الأولى بسبب علاقته بابنته، "ملكة الأيام التسعة". يجسد مصيره المصير المحفوف بالمخاطر لرجال البلاط خلال فترة تيودور، حيث كانت الولاءات السياسية والدينية تتغير بسرعة، ويمكن أن يؤدي الطموح أو الخطأ في التقدير إلى السقوط المأساوي. إن حياته وموته يعكسان التوترات العميقة التي سادت إنجلترا في تلك الحقبة الحاسمة، حيث كانت قضية الخلافة والتوجهات الدينية مسألتين تتشابكان وتحددان مصير الملوك والنبلاء على حد سواء.
الأسئلة المتكررة
- من هو هنري جراي؟
- كان هنري جراي، دوق سوفولك الأول ومركيز دورست الثالث، نبيلًا ورجل بلاط إنجليزيًا بارزًا خلال فترة تيودور، ويُعرف بشكل خاص بأنه والد السيدة جين جراي، "ملكة الأيام التسعة".
- ما هو دوره في بلاط تيودور؟
- شغل جراي مناصب رفيعة في البلاط الملكي، وكان مقربًا من الملك إدوارد السادس، وحصل على لقب دوق سوفولك، وكان معروفًا بتأييده للمذهب البروتستانتي. لعب دورًا رئيسيًا في محاولة تنصيب ابنته السيدة جين جراي ملكة لإنجلترا بعد وفاة الملك إدوارد السادس.
- ما علاقة هنري جراي بالملكة جين جراي؟
- كان هنري جراي والد السيدة جين جراي، التي عُرفت باسم "ملكة الأيام التسعة". دعم محاولتها لتولي العرش الإنجليزي لفترة وجيزة جدًا بعد وفاة الملك إدوارد السادس في عام 1553.
- لماذا أُعدم هنري جراي؟
- أُعدم هنري جراي بتهمة الخيانة العظمى لمشاركته في "تمرد وايت" في أوائل عام 1554، وهي انتفاضة بروتستانتية ضد حكم الملكة ماري الأولى الكاثوليكية. كان قد نجا من الإعدام بعد مؤامرة تنصيب ابنته في البداية، لكن مشاركته في التمرد الثاني ختمت مصيره.
- ماذا تعني عبارة "ملكة الأيام التسعة"؟
- تشير هذه العبارة إلى السيدة جين جراي، ابنة هنري جراي، التي تم إعلانها ملكة لإنجلترا لفترة وجيزة جدًا بلغت تسعة أيام فقط في يوليو 1553، قبل أن يتم عزلها لصالح الملكة ماري الأولى. يبرز هذا اللقب قصر مدة حكمها المأساوية التي انتهت بإعدامها.