كارل إرنست كرافت ، منجم ومؤلف سويسري (مواليد 1900)
كارل إرنست كرافت، الذي وُلد في بازل بسويسرا في العاشر من مايو عام 1900، يُعد شخصية مثيرة للجدل في تاريخ علم التنجيم، وقد فارق الحياة في الثامن من يناير عام 1945. كان كرافت منجمًا سويسريًا بارزًا، وتجاوز اهتمامه التنجيم ليشمل مجالات أخرى مثل علم الخطوط. حياته المهنية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بأحداث تاريخية كبرى، لا سيما صعود النازية في ألمانيا.
مسيرته في علم التنجيم وعلم الخطوط
انغمس كرافت بعمق في دراسة علم التنجيم، حيث سعى إلى تطبيق مبادئه في فهم شخصيات الأفراد ومسارات حياتهم وحتى التنبؤ بالأحداث الكبرى. لم يقتصر عمله على التنجيم الفلكي التقليدي فحسب، بل امتد ليشمل علم الخطوط، وهو فن تحليل سمات الشخصية من خلال دراسة خط اليد. كان يعتقد أن هناك روابط خفية بين التكوين الفلكي للفرد وخصائص خط يده، مما يسمح بتحليل شامل متعدد الأوجه. هذا الدمج بين التخصصين منحه منظورًا فريدًا في عمله، وجذب إليه اهتمامًا واسعًا في الأوساط المهتمة بالغيبيات والتحليل النفسي آنذاك.
ارتباطه المثير للجدل بالنظام النازي
لكن الجانب الأكثر إثارة للجدل في حياة كرافت يتمثل في علاقته بالنظام النازي في ألمانيا. ففي عام 1939، قبل فترة وجيزة من محاولة اغتيال هتلر في Bürgerbräukeller (التي تُعرف بحادثة "بير هول بوتش")، أرسل كرافت تحذيرًا بشأن هذا الحدث، مستندًا إلى تحليلاته الفلكية. وعندما تحققت نبوءته، لفت ذلك انتباه الدوائر العليا في الحزب النازي، بما في ذلك هاينريش هيملر ورودلف هيس. جُلب كرافت إلى برلين ليعمل تحت إشراف وزارة الدعاية بقيادة جوزيف غوبلز. كانت مهمته الرئيسية تتركز على تفسير نبوءات نوستراداموس الشهيرة، وتحويرها لتناسب الرواية النازية، وتوقع أحداث الحرب العالمية الثانية بما يخدم مصالح ألمانيا. على الرغم من أنه لم يكن مؤيدًا أيديولوجيًا للنازية بالمعنى التقليدي، إلا أن مهاراته كانت ذات قيمة دعائية للنظام، مما وضعه في موقع حساس ومعقد.
سنواته الأخيرة ووفاته
مع تصاعد حدة الحرب وتراجع حظوظ ألمانيا، بدأت الشكوك تحيط بالمنجمين والمتنبئين داخل النظام النازي. في عام 1943، تم اعتقال كرافت كجزء من حملة واسعة ضد "المنجمين والمشعوذين" بعد رحلة رودلف هيس الغامضة إلى اسكتلندا. رغم محاولاته لإثبات ولائه وتقديم خدماته الفلكية، إلا أنه اعتُبر في النهاية خطرًا محتملاً أو على الأقل غير مجدٍ. قضى كرافت سنواته الأخيرة في ظروف قاسية، وتنقل بين عدة سجون ومعسكرات اعتقال. توفي في الثامن من يناير عام 1945، أثناء نقله إلى معسكر بوخنفالد، غالبًا بسبب مرض التيفوس أو الإرهاق الشديد، منهيًا بذلك فصول حياته الغامضة والمثيرة للجدل في ظل أحلك فترات التاريخ البشري.
أسئلة متكررة حول كارل إرنست كرافت
- من هو كارل إرنست كرافت؟
- كان كارل إرنست كرافت منجمًا سويسريًا معروفًا، ولد في بازل عام 1900. اشتهر بعمله في مجالات علم التنجيم وعلم الخطوط، وبشكل خاص، بارتباطه المثير للجدل بالنظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
- ما هي المجالات الرئيسية التي عمل بها؟
- تركز عمله بشكل أساسي على علم التنجيم الفلكي، حيث استخدم الخرائط الفلكية لتحليل الشخصيات والأحداث. كما كان خبيرًا في علم الخطوط، وهو فن تحليل الشخصية من خلال خط اليد، معتقدًا بوجود روابط بين هذين المجالين.
- ما هي علاقته بالنظام النازي؟
- بدأت علاقته بالنازية عندما تحققت إحدى نبوءاته الفلكية حول محاولة اغتيال أدولف هتلر عام 1939. بعد ذلك، استُدعي للعمل لدى وزارة الدعاية النازية، حيث كانت مهمته الرئيسية تفسير نبوءات نوستراداموس بطريقة تخدم الأجندة النازية ورفع الروح المعنوية الألمانية خلال الحرب.
- هل كان كارل إرنست كرافت مؤمنًا بالنازية من الناحية الأيديولوجية؟
- لا توجد أدلة قاطعة تشير إلى أنه كان مؤمنًا بالنازية أيديولوجيًا. يبدو أنه كان مهتمًا بتطبيق مهاراته الفلكية وقد استغل النظام النازي قدراته لأغراض دعائية، مما وضعه في موقف معقد اضطر فيه للتعاون.
- كيف انتهت حياة كارل إرنست كرافت؟
- في عام 1943، ومع تدهور الوضع العسكري لألمانيا، تم اعتقال كرافت كجزء من حملة قمع ضد المنجمين. قضى سنواته الأخيرة في السجون ومعسكرات الاعتقال النازية، وتوفي في الثامن من يناير 1945، أثناء نقله إلى معسكر اعتقال بوخنفالد، غالبًا بسبب المرض والإرهاق.