يوجين ب.ويلكنسون ، أميرال أمريكي (ب. 1918)
يُعدّ يوجين باركس "دينيس" ويلكنسون، المولود في العاشر من أغسطس عام 1918 والمتوفى في الحادي عشر من يوليو عام 2013، اسمًا له وزن كبير في تاريخ البحرية الأمريكية وفي مجال الطاقة النووية على حدٍ سواء. لم يكن ويلكنسون مجرد ضابط بحرية عادي، بل كان رائدًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد نال شرف قيادة ثلاث مهام تاريخية شكلت محطات فارقة في مساره المهني وساهمت في رسم ملامح عصر جديد.
مسيرة رائدة: ثلاث محطات تاريخية في قيادة الطاقة النووية
تجلت قيادة ويلكنسون الاستثنائية في اختياره لتولي مسؤولية ثلاثة مواقع قيادية لم يسبقه إليها أحد، كلٌ منها يمثل قفزة نوعية في مجاله:
1. قيادة الغواصة يو إس إس نوتيلوس: فجر العصر النووي البحري (1954)
كانت المحطة الأولى والأبرز في مسيرة ويلكنسون عام 1954، عندما تم اختياره ليصبح أول ضابط قائد للغواصة يو إس إس نوتيلوس. لم تكن "نوتيلوس" مجرد غواصة أخرى في الأسطول، بل كانت أول غواصة في العالم تعمل بالطاقة النووية، ممثلة بذلك ثورة حقيقية في مفهوم الملاحة البحرية والحرب تحت الماء. تحت قيادة ويلكنسون، أظهرت "نوتيلوس" قدرات غير مسبوقة من حيث السرعة والمدى، وقدرتها على البقاء مغمورة لفترات طويلة جدًا، الأمر الذي كان مستحيلاً في الغواصات التقليدية التي تعمل بالديزل والكهرباء. يُنسب إليه القول الشهير "سفينة تعمل بالطاقة النووية" عند إبلاغه عن جاهزية الغواصة للإبحار، وهو ما كان إعلانًا عن فجر حقبة جديدة للقوات البحرية حول العالم.
2. قيادة السفينة يو إس إس لونج بيتش: إطلاق العنان للأسطول السطحي النووي (1961)
بعد النجاح الباهر مع الغواصات، واصل ويلكنسون ريادته بقيادته لمشروع آخر لا يقل أهمية. ففي عام 1961، تولى قيادة السفينة يو إس إس لونج بيتش، التي كانت أول سفينة سطحية أمريكية تعمل بالطاقة النووية. كانت هذه السفينة، وهي طراد نووي، بمثابة برهان قاطع على إمكانية تطبيق الدفع النووي بكفاءة وفعالية على السفن الحربية الكبيرة. أظهرت "لونج بيتش" للعالم قدرة الأسطول السطحي على العمل بمدى غير محدود تقريبًا دون الحاجة للتزود بالوقود بشكل متكرر، مما عزز من مرونة وقدرات البحرية الأمريكية بشكل كبير وأثر في استراتيجيات بناء السفن الحربية لعقود تالية.
3. قيادة معهد عمليات الطاقة النووية (INPO): تعزيز السلامة المدنية (1980)
لم تقتصر إسهامات ويلكنسون على المجال العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل قطاع الطاقة النووية المدنية. ففي عام 1980، وبعد حادثة ثري مايل آيلاند الشهيرة التي هزت صناعة الطاقة النووية، تم اختياره ليصبح أول رئيس ومدير تنفيذي لمعهد عمليات الطاقة النووية (INPO). تأسس هذا المعهد بهدف تحسين معايير السلامة والتميز التشغيلي في محطات الطاقة النووية بالولايات المتحدة، وكان اختيار ويلكنسون لهذه المهمة الحيوية يعكس الثقة الكبيرة في خبرته وقيادته في مجال الطاقة النووية. شغل هذا المنصب حتى تقاعده عام 1984، ووضع خلالها الأسس الراسخة لعمل المعهد في تعزيز ثقافة السلامة والجودة.
إرث لا يُمحى
يمثل يوجين باركس "دينيس" ويلكنسون شخصية محورية في تطوير الطاقة النووية، سواء في تطبيقاتها العسكرية التي غيرت وجه القوات البحرية، أو في جهوده لضمان أعلى مستويات السلامة في الاستخدامات المدنية. لقد كانت حياته المهنية سلسلة من الأولويات والإنجازات التي أثرت بشكل عميق في مسار التاريخ التكنولوجي والعسكري.
أسئلة شائعة حول يوجين باركس "دينيس" ويلكنسون
- ما هي أبرز إنجازات يوجين باركس "دينيس" ويلكنسون؟
- يُعرف ويلكنسون بشكل أساسي بقيادته لأول غواصة نووية في العالم (يو إس إس نوتيلوس)، وأول سفينة سطحية أمريكية نووية (يو إس إس لونج بيتش)، وكونه أول رئيس تنفيذي لمعهد عمليات الطاقة النووية (INPO) الذي يُعنى بالسلامة النووية المدنية.
- لماذا كانت الغواصة يو إس إس نوتيلوس مهمة تاريخيًا؟
- كانت يو إس إس نوتيلوس أول غواصة في العالم تعمل بالطاقة النووية، وقد أحدثت ثورة في الحرب البحرية بفضل قدرتها على الإبحار بسرعات عالية ولمسافات طويلة جدًا دون الحاجة للتزود بالوقود أو الصعود إلى السطح، مما منحها ميزة تكتيكية واستراتيجية غير مسبوقة.
- ما هو الدور الذي لعبه ويلكنسون في تأسيس معهد عمليات الطاقة النووية (INPO)؟
- بعد حادثة ثري مايل آيلاند، تم اختيار ويلكنسون كأول رئيس ومدير تنفيذي لـ INPO عام 1980. وقد أشرف على تأسيس المنظمة التي تهدف إلى تحسين السلامة والتميز التشغيلي في محطات الطاقة النووية المدنية بالولايات المتحدة، مستفيدًا من خبرته العميقة في إدارة المشاريع النووية المعقدة.
- ما هو التعبير الشهير الذي يُنسب إليه عند قيادته للغواصة نوتيلوس؟
- يُنسب إليه القول الشهير "سفينة تعمل بالطاقة النووية" (Underway on nuclear power) الذي أطلقه عند إعلان جاهزية الغواصة نوتيلوس للإبحار، مخلدًا بذلك بداية عصر جديد للطاقة النووية في البحرية.
- متى تقاعد يوجين باركس ويلكنسون من معهد INPO؟
- تقاعد يوجين باركس "دينيس" ويلكنسون من منصبه كرئيس ومدير تنفيذي لمعهد INPO عام 1984، منهيًا بذلك مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات في كل من المجال العسكري والمدني.