جريفيل جانر ، بارون جانر من براونستون ، محامي وسياسي ويلزي إنجليزي (ت. 2015)
كان جريفل إيوان جانر، البارون جانر من براونستون، المحامي الملكي (11 يوليو 1928 - 19 ديسمبر 2015)، شخصية بارزة في المشهد السياسي والقانوني والأدبي البريطاني. شغل منصب سياسي ومحامٍ وكاتب، وترك بصمته في عدة مجالات خلال حياته الطويلة. امتدت مسيرته المهنية لعقود، وشهدت تحوله من عضو في مجلس العموم إلى عضو في مجلس اللوردات المرموق، بالإضافة إلى جهوده الكبيرة في خدمة المجتمع اليهودي والتوعية بالهولوكوست.
حياة جريفل جانر المهنية ودوره العام
مسيرته السياسية والقانونية
بدأت رحلة جريفل جانر السياسية في الانتخابات العامة لعام 1970 عندما انضم إلى حزب العمال، ممثلاً دائرة ليستر. كان اختياره كمرشح في اللحظة الأخيرة يحمل دلالة خاصة، حيث خلف والده، اللورد برنارد جانر، في هذا المقعد، مما يشير إلى استمرارية عائلية في الخدمة العامة. ظل جانر عضواً نشطاً في البرلمان حتى عام 1997، وهي فترة طويلة سمحت له بالمشاركة الفعالة في صياغة السياسات البريطانية. ورغم أنه لم يشغل أبداً منصباً في الصفوف الأمامية للحكومة أو المعارضة، إلا أن تأثيره كان ملحوظاً من خلال عمله الدؤوب في اللجان الاختيارية بالبرلمان. هذه اللجان، وهي هيئات مهمة في النظام البرلماني البريطاني، مكلفة بفحص سياسات الحكومة وإدارتها. ترأس جانر لجنة الاختيار المعنية بالتوظيف لفترة من الوقت، حيث ساهم في مناقشات مهمة حول قضايا العمل والبطالة. بعد تركه مجلس العموم، ارتقى إلى مجلس اللوردات، وهو الغرفة العليا للبرلمان البريطاني، حيث واصل مساهماته في النقاشات التشريعية بصفته باروناً مدى الحياة.
مساهماته في المجتمع اليهودي والتوعية بالهولوكوست
لم يقتصر دور جريفل جانر على السياسة، بل كان له ارتباط عميق وقوي بعدد من المنظمات اليهودية البارزة في المملكة المتحدة. شغل منصب رئيس مجلس نواب اليهود البريطانيين، وهي المنظمة التمثيلية الرئيسية للمجتمع اليهودي في بريطانيا، من عام 1978 إلى عام 1984. خلال هذه الفترة، لعب دوراً حيوياً في الدفاع عن مصالح الجالية اليهودية والتعبير عن آرائها. بعد ذلك، أصبح شخصية بارزة في مجال التثقيف حول الهولوكوست، مكرساً جهوده لضمان أن تبقى ذكرى هذه الفظائع حية، وأن يتعلم الجيل الجديد من دروسها الأليمة، وذلك لمنع تكرار مثل هذه المآسي.
مزاعم الاعتداء الجنسي والتحقيقات اللاحقة
بداية المزاعم والإجراءات القانونية
ابتداءً من عام 1991، بدأت سلسلة من مزاعم الاعتداء الجنسي على الأطفال تظهر ضد جريفل جانر. هذه المزاعم ألقيت بظلالها على مسيرته العامة في سنواته الأخيرة. تصاعدت القضية في عام 2015 عندما بدأت إجراءات جنائية رسمية ضده، ولكن هذه الإجراءات توقفت بوفاته في ديسمبر من العام نفسه، قبل أن تتمكن المحاكم من البت فيها. في أعقاب وفاته، تم إسقاط جميع الدعاوى المدنية المرفوعة ضد ممتلكاته بحلول مايو 2017. وقد وصفت عائلة جانر المطالبين في هذه الدعاوى بأنهم "متهمون كاذبون" كانوا يخشون من الاستجواب الدقيق للشهود في المحكمة.
قضية كارل بيتش وانتقادات عائلة جانر
كانت إحدى القضايا الرئيسية التي لفتت الانتباه هي اتهامات كارل بيتش، الذي أدت مزاعمه إلى بدء تحقيق شرطة واسع النطاق يعرف باسم "عملية ميدلاند". هذه العملية كلفت الشرطة ملايين الجنيهات وواجهت انتقادات شديدة فيما بعد. لاحقاً، أدين كارل بيتش بتهمة توجيه اتهامات كاذبة إلى جانر وآخرين، وحُكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً بسبب هذه الاتهامات. بعد هذه التطورات، وجهت عائلة جانر انتقادات حادة للسياسي العمالي توم واتسون لدوره في القضية، كما انتقدت النظام القضائي بشكل عام، معتبرة أنه يشجع على "تصديق الناس فوراً قبل فحص الأدلة" بشكل كافٍ.
تحقيق أكتوبر 2020 ونتائجه
لم تتوقف القضية عند هذا الحد، فقد أدت إلى دعوات لإجراء تحقيق مستقل في كيفية تعامل المسؤولين، وخاصة الشرطة، مع هذه المزاعم. بدأ هذا التحقيق في أكتوبر 2020، وكان يهدف إلى تقييم كفاءة وموضوعية الإجراءات المتخذة. وفي أكتوبر 2021، خلص التحقيق إلى نتائج حرجة، حيث أشار إلى أن الشرطة "بدت مترددة في إجراء تحقيق كامل" في المزاعم الموجهة ضد جانر، وأن عملية التعامل مع القضية شابتها "سلسلة من الإخفاقات" الكبيرة، مما أثار تساؤلات جدية حول النزاهة والإجراءات المتبعة في مثل هذه القضايا الحساسة.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- س: من هو جريفل جانر؟
- ج: كان جريفل إيوان جانر سياسياً ومحامياً وكاتباً بريطانياً بارزاً. شغل منصب عضو في البرلمان عن حزب العمال، ثم عضواً في مجلس اللوردات، وكان معروفاً أيضاً بدوره في قيادة منظمات يهودية وفي التوعية بالهولوكوست.
- س: ما هي طبيعة المزاعم الموجهة ضد جريفل جانر؟
- ج: ابتداءً من عام 1991، وُجهت ضد جريفل جانر عدة مزاعم بالاعتداء الجنسي على الأطفال.
- س: كيف انتهت الإجراءات القانونية المتعلقة بهذه المزاعم؟
- ج: توقفت الإجراءات الجنائية التي بدأت في عام 2015 بوفاته في ديسمبر من ذلك العام. وتم إسقاط جميع الدعاوى المدنية المرفوعة ضد ممتلكاته بحلول مايو 2017.
- س: ما هو دور كارل بيتش في هذه القضية؟
- ج: كان كارل بيتش هو الشخص الذي أدت اتهاماته إلى تحقيق الشرطة المعروف باسم "عملية ميدلاند". ومع ذلك، أدين بيتش لاحقاً بتهمة توجيه اتهامات كاذبة ضد جانر وآخرين، وحُكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً.
- س: ما هي نتائج التحقيق في كيفية تعامل المسؤولين مع القضية؟
- ج: في أكتوبر 2021، خلص تحقيق مستقل إلى أن الشرطة "بدت مترددة في إجراء تحقيق كامل" في المزاعم ضد جانر، وأن العملية شابتها "سلسلة من الإخفاقات" بشكل عام.
- س: ما هو موقف عائلة جريفل جانر من المزاعم؟
- ج: وصفت عائلة جانر المطالبين بأنهم "متهمون كاذبون" يخشون استجواب الشهود. كما انتقدت العائلة السياسي العمالي توم واتسون والنظام الذي "يصدق فيه الناس فوراً قبل فحص الأدلة".