وليام سكرانتون ، الكابتن والسياسي الأمريكي ، سفير الولايات المتحدة الثالث عشر لدى الأمم المتحدة (ت. 2013)
يُعد ويليام وارين سكرانتون (19 يوليو 1917 - 28 يوليو 2013) شخصية محورية في المشهد السياسي والدبلوماسي الأمريكي، حيث ترك بصمة واضحة خلال مسيرته الطويلة كجمهوري. عُرف سكرانتون بمسيرته المهنية المتنوعة التي شملت حاكمية بنسلفانيا وسفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وقد جسّد نموذجاً للقيادة الفعالة والالتزام بالخدمة العامة. وتخليداً لإرثه، قالت إلسي هيلمان، عضوة اللجنة الوطنية الجمهورية في الولاية، عند وفاته عام 2013: "لا يزال الكثير ممن يشغلون منصب الحاكم اليوم يقاسون ضد قيادة بيل سكرانتون – بعد حوالي 50 عاماً"، وهي شهادة على تأثيره الدائم.
الجذور المبكرة والمسيرة التعليمية
وُلد ويليام وارين سكرانتون في عائلة سكرانتون البارزة التي كانت لها أهمية تاريخية في بنسلفانيا، والتي سميت باسمها مدينة سكرانتون نفسها، وكانت معروفة بتأثيرها في الصناعة والسياسة بالمنطقة. تلقى سكرانتون تعليمه في جامعة ييل العريقة، حيث صقل مهاراته الفكرية والقيادية. وبعد تخرجه، خدم بشجاعة في القوات الجوية للجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، مكتسباً خبرة قيمة في القيادة والخدمة في أوقات التحدي.
من القانون إلى الكونجرس
بعد انتهاء الحرب، عاد سكرانتون إلى الحياة المدنية ومارس القانون، وسرعان ما انخرط في الحزب الجمهوري في بنسلفانيا، حيث أظهر التزاماً قوياً بالخدمة العامة. في عام 1960، فاز بانتخابات مجلس النواب الأمريكي، وبدأ مسيرته في الكونجرس. خلال هذه الفترة، اكتسب سكرانتون سمعة كسياسي معتدل وصريح، متميزاً بقدرته على تجاوز الانقسامات الحزبية والبحث عن حلول وسط، وهو ما ميزه في بيئة سياسية كانت تتجه نحو الاستقطاب.
حاكم ولاية بنسلفانيا: حقبة من الإصلاح
في عام 1962، ترشح سكرانتون لمنصب حاكم ولاية بنسلفانيا وفاز بترشيح الحزب الجمهوري. في الانتخابات العامة، خاض منافسة قوية ضد الديمقراطي ريتشاردسون ديلورث، وتمكن من الفوز ليصبح الحاكم الثامن والثلاثين للولاية في عام 1963. شهدت فترة حكمه، التي استمرت حتى عام 1967، إصلاحات شاملة وتطورات ملحوظة، لا سيما في نظام التعليم بالولاية. كان أبرز إنجازاته إنشاء نظام الكليات المجتمعية في بنسلفانيا، مما فتح أبواب التعليم العالي أمام آلاف الطلاب وقلل من الحواجز أمام الحصول على المعرفة والتدريب المهني. وقد تركت هذه الإصلاحات أثراً عميقاً على مستقبل الأجيال في الولاية.
السباق الرئاسي عام 1964 والمرحلة الوطنية
في عام 1964، دخل سكرانتون السباق للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في لحظة حرجة من تاريخ الحزب. جاء ترشحه بعد تعثر حملة نيلسون روكفلر، الذي كان يُنظر إليه كزعيم للجناح المعتدل في الحزب. ومع تزايد نفوذ التيار المحافظ، قدم سكرانتون نفسه كبديل معتدل في مواجهة بارك غولدووتر، الذي فاز في النهاية بالترشيح. ورغم عدم فوزه، أبرز هذا السباق مكانة سكرانتون كشخصية وطنية ذات مبادئ قوية ومرونة سياسية.
خدمة عامة مستمرة ودبلوماسية دولية
بعد انتهاء ولايته كحاكم عام 1967، بسبب قيود الولاية، ظل سكرانتون نشطاً للغاية في السياسة والحياة العامة. لقد استمر في تقديم خبرته في قضايا وطنية ودولية. ومن أبرز أدواره في تلك الفترة:
- ترأس لجنة الرئيس حول اضطرابات الحرم الجامعي، المعروفة باسم "لجنة سكرانتون"، والتي شكلها الرئيس نيكسون عام 1970 للتحقيق في أسباب العنف والاضطرابات في الجامعات الأمريكية وتقديم توصيات لمعالجتها.
- عمل كعضو مهم في الفريق الانتقالي للرئيس جيرالد فورد في عام 1974، مما يدل على ثقة القيادة الفيدرالية في قدراته الاستشارية والسياسية.
- شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من عام 1976 إلى عام 1977، حيث مثل بلاده ببراعة في المحافل الدولية، مستفيداً من خبرته الواسعة في السياسة الداخلية والخارجية.
إلى جانب أدواره الحكومية، خدم ويليام وارين سكرانتون في مجالس إدارة العديد من الشركات البارزة، وكان مرتبطاً بمؤسسات فكرية مؤثرة مثل اللجنة الثلاثية ومجلس العلاقات الخارجية، مما عزز مكانته كصوت مسموع في قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي. توفي سكرانتون في 28 يوليو 2013، تاركاً وراءه إرثاً غنياً من الخدمة العامة والتفاني في بناء أمة أفضل.
الأسئلة المتكررة حول ويليام دبليو سكرانتون
- من هو ويليام وارين سكرانتون؟
- ويليام وارين سكرانتون (1917-2013) كان سياسياً ودبلوماسياً أمريكياً بارزاً من الحزب الجمهوري، شغل منصب الحاكم الثامن والثلاثين لولاية بنسلفانيا وسفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
- ما هي أبرز إنجازاته كحاكم لبنسلفانيا؟
- كرئيس لولاية بنسلفانيا من عام 1963 إلى 1967، أشرف سكرانتون على إصلاحات تعليمية شاملة، كان أهمها إنشاء نظام الكليات المجتمعية في الولاية، مما وسّع فرص التعليم العالي للمواطنين.
- لماذا يُذكر سكرانتون بـ "المعتدل الصريح"؟
- اكتسب هذه السمعة خلال فترة خدمته في الكونجرس، حيث عُرف بقدرته على التعبير عن آرائه الوسطية والانخراط في حلول توافقية، مما جعله صوتاً معتدلاً في الحزب الجمهوري خلال فترة صعود التيار المحافظ.
- ما هو دوره في السباق الرئاسي عام 1964؟
- دخل سكرانتون السباق للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 1964 كبديل معتدل بعد تعثر حملة نيلسون روكفلر، لكن الترشيح ذهب في النهاية إلى باري غولدووتر.
- ما هي أهم أدواره بعد انتهاء ولايته كحاكم؟
- بعد تركه منصب الحاكم عام 1967، ترأس سكرانتون "لجنة الرئيس حول اضطرابات الحرم الجامعي" (لجنة سكرانتون)، وعمل في الفريق الانتقالي للرئيس جيرالد فورد، ثم شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من 1976 إلى 1977.