ماثيو بريور ، شاعر ودبلوماسي إنجليزي ، سفير بريطاني في فرنسا (ت ١٧٢١)
يُعدّ ماثيو بريور (21 يوليو 1664 - 18 سبتمبر 1721) شخصية بارزة جمعت بين عوالم الأدب والسياسة في إنجلترا خلال فترة محورية من تاريخها. لقد كان شاعرًا ودبلوماسيًا موهوبًا، ترك بصمة واضحة في كلتا الساحتين. اشتهر بريور بشعره الساخر والفكاهي الذي غالبًا ما كان يحمل في طياته تأملات فلسفية عميقة، كما عُرف بدوره النشط والمؤثر في الحياة السياسية والدبلوماسية الإنجليزية، خاصة خلال مفاوضات السلام التي أعقبت حرب الخلافة الإسبانية. وقد امتد تأثيره ليشمل المجال الإعلامي آنذاك، حيث كان مساهمًا رئيسيًا في مجلة "ذا إكزامينر" (The Examiner)، التي كانت منبرًا سياسيًا مؤثرًا في أوائل القرن الثامن عشر.
رحلة من الشعر إلى السياسة: حياة ماثيو بريور
وُلد ماثيو بريور في دورست بإنجلترا، ونشأ في بيئة متواضعة، لكن ذكاءه وقدراته الأدبية سرعان ما مكنته من شق طريقه نحو المراتب العليا في المجتمع. تلقى تعليمه في مدرسة وستمنستر العريقة ثم التحق بكلية سانت جون في كامبريدج، حيث برع في دراساته الكلاسيكية وبدأ في صقل موهبته الشعرية التي كانت تمزج بين الفكاهة والعمق الفكري.
المسيرة الشعرية: فنّ الكلمة والسخرية اللطيفة
تميّز شعر بريور بتنوعه وغزارته، حيث كتب قصائد غنائية ورومانسية، بالإضافة إلى قصائد هجائية وساتيرية لاذعة. كان يُعرف بأسلوبه الواضح والمباشر، وقدرته على استخدام اللغة ببراعة لخلق تأثيرات فكاهية ودرامية. من أشهر أعماله قصيدته الطويلة "سليمان، أو خلود العالم" (Solomon, or the Immortality of the World)، والتي تعكس تأملاته الفلسفية حول الحياة والموت والوجود. كما اشتهر بقصائده الخفيفة والقصيرة التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة في الأوساط الاجتماعية والأدبية في عصره، وقد جعلته هذه الأعمال جزءًا لا يتجزأ من الأدب الإنجليزي في الفترة الأوغسطية.
الدبلوماسية في قلب أوروبا: مفاوضات ومعاهدات
إلى جانب موهبته الأدبية، كان ماثيو بريور دبلوماسيًا قديرًا. بدأ مسيرته الدبلوماسية في عهد الملك ويليام الثالث، حيث شغل عدة مناصب في السلك الدبلوماسي، بما في ذلك سكرتير سفارة. لكن أبرز أدواره الدبلوماسية جاءت خلال عهد الملكة آن، حيث لعب دورًا حاسمًا في المفاوضات التي أدت إلى توقيع معاهدة أوترخت عام 1713. هذه المعاهدة أنهت حرب الخلافة الإسبانية وأعادت تشكيل الخريطة السياسية لأوروبا. لقد كان بريور مبعوثًا خاصًا إلى فرنسا خلال هذه الفترة، حيث أظهر مهارات تفاوضية عالية وقدرة على بناء العلاقات، مما أكسبه احترام نظرائه الأوروبيين. ورغم أن ولائه السياسي تحول من حزب اليمينيين (Whigs) إلى حزب الأحرار (Tories) مع تغير المد السياسي، إلا أن قدراته الدبلوماسية ظلت محل تقدير.
مساهماته في "ذا إكزامينر": صوت في الجدل السياسي
في أوائل القرن الثامن عشر، كانت المجلات الدورية والصحف تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الرأي العام والمشاركة في النقاشات السياسية. في هذا السياق، برزت مجلة "ذا إكزامينر" (The Examiner) كواحدة من أبرز المنصات الإعلامية لحزب الأحرار. كان ماثيو بريور من المساهمين البارزين فيها، حيث كتب العديد من المقالات السياسية والتحليلات التي دافعت عن سياسات حزب الأحرار وانتقدت خصومهم اليمينيين. وقد سمحت له هذه المنصة باستخدام موهبته في الكتابة لخدمة أهدافه السياسية، حيث كان يقدم حججًا مقنعة وأحيانًا ساخرة في قلب الجدل السياسي المحتدم في تلك الحقبة. هذا الدور يسلط الضوء على تداخل الأدب والسياسة في حياته، وكيف استغل كل منهما لتعزيز الآخر.
الأسئلة الشائعة حول ماثيو بريور
- من كان ماثيو بريور؟
- كان ماثيو بريور شاعرًا ودبلوماسيًا إنجليزيًا بارزًا عاش في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، واشتهر بمساهماته الأدبية والسياسية.
- ما هي الفترة التاريخية التي عاش فيها؟
- عاش بريور خلال الفترة الأوغسطية في الأدب الإنجليزي، وهي فترة امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أوائل القرن الثامن عشر، وتميزت بالبلاغة والوضوح والسخرية في الكتابة.
- ما هي أهم إنجازاته الدبلوماسية؟
- كان له دور محوري في مفاوضات معاهدة أوترخت عام 1713، التي أنهت حرب الخلافة الإسبانية وأعادت تنظيم العلاقات الأوروبية.
- ما نوع الشعر الذي كتبه؟
- كتب بريور مجموعة متنوعة من الشعر، بما في ذلك القصائد الفلسفية الطويلة، والقصائد الغنائية، والقصائد الساخرة القصيرة التي كانت تتميز بالفكاهة والذكاء.
- ما هي مجلة "ذا إكزامينر" ولماذا كانت مهمة؟
- "ذا إكزامينر" كانت مجلة سياسية دورية مؤثرة في أوائل القرن الثامن عشر، وكانت منبرًا لحزب الأحرار. كانت مهمة لأنها سمحت لماثيو بريور وغيره من الكتاب المؤثرين بالتعبير عن آرائهم السياسية وتشكيل الرأي العام.
- هل كان لماثيو بريور أي علاقات أدبية مهمة؟
- نعم، كان جزءًا من الدائرة الأدبية والسياسية في لندن، وكان على صلة بشخصيات بارزة مثل جوناثان سويفت وألكسندر بوب، اللذين كانا من أبرز كتاب عصره.