تصبح وايومنغ إحدى أراضي الولايات المتحدة.
وايومنغ: قلب الغرب الأمريكي الشاسع
تتربع ولاية وايومنغ الساحرة في قلب منطقة ماونتن ويست الفرعية، غرب الولايات المتحدة، مقدمةً لزوارها وسكانها مزيجًا فريدًا من الجمال الطبيعي الهادئ والمشاهد الجبلية المهيبة. لا تقتصر مكانتها على كونها عاشر أكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة فحسب، بل هي أيضًا الأقل كثافة سكانية والأقل اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة المتجاورة، مما يمنحها طابعًا خاصًا من العزلة والرحابة. يبلغ عدد سكانها، وفقًا لتعداد الولايات المتحدة لعام 2020، حوالي 576,851 نسمة فقط، وهو ما يؤكد على اتساع مساحاتها الخضراء ومناطقها البرية البكر.
تشارك وايومنغ حدودها مع مونتانا في الشمال والشمال الغربي، وداكوتا الجنوبية ونبراسكا من جهة الشرق، وأيداهو غربًا، بينما تجاور يوتا في الجنوب الغربي وكولورادو في الجنوب، مما يجعلها نقطة تواصل حيوية بين عدة ولايات غربية.
المشهد الطبيعي والمناخ: تناقضات خلابة
تتميز وايومنغ بتضاريسها المتنوعة التي تقسمها إلى شطرين متميزين. يغلب على نصفها الغربي السلاسل الجبلية الشاهقة لجبال روكي ومراعيها الخضراء المترامية، وهي منطقة تزخر بالقمم الثلجية والغابات الكثيفة والوديان العميقة. أما النصف الشرقي من الولاية فيتكون من سهول عالية الارتفاع تعرف باسم السهول العالية (High Plains)، وتتميز بمروجها الشاسعة وأفقها اللامتناهي.
يعتبر مناخ وايومنغ أكثر جفافًا ورياحًا مقارنة بمعظم أجزاء البلاد، حيث تتوزع الولاية بين مناخات شبه قاحلة وقارية، مع درجات حرارة غالبًا ما تكون متطرفة. هذا التنوع المناخي والجغرافي يسهم في خلق بيئة طبيعية فريدة من نوعها، وتجارب استكشافية لا تُنسى.
الأراضي الفيدرالية الشاسعة والكنوز الطبيعية
تحتضن وايومنغ نسبة كبيرة من الأراضي الفيدرالية، حيث تبلغ حوالي نصف مساحة الولاية الكلية. تُدار هذه الأراضي بشكل عام للاستخدامات العامة، بما في ذلك الحفاظ على البيئة، والترفيه، وإدارة الموارد. وتحتل الولاية المرتبة السادسة في البلاد من حيث مساحة الأراضي الفيدرالية ضمن حدودها، والخامسة من حيث نسبة أراضيها المملوكة للحكومة الفيدرالية. هذه الحقيقة تسلط الضوء على التزام الولاية بالحفاظ على كنوزها الطبيعية الرائعة.
تشمل هذه الأراضي الفيدرالية محميات طبيعية عالمية الشهرة مثل منتزه يلوستون الوطني الأيقوني ومنتزه غراند تيتون الوطني المهيب، بالإضافة إلى منطقتين ترفيهيتين وطنيتين، واثنين من المعالم الأثرية الوطنية. كما تضم العديد من الغابات الوطنية، والمواقع التاريخية، ومفرخات الأسماك، وملاجئ الحياة البرية التي توفر موائل حيوية لمجموعة واسعة من الكائنات. هذه المناطق تجذب ملايين الزوار سنويًا للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والحياة البرية المتنوعة، والأنشطة في الهواء الطلق.
نِسيجٌ تاريخيٌ غنيٌ
قبل وصول المستكشفين الأوروبيين، كانت أراضي وايومنغ موطنًا للسكان الأصليين لآلاف السنين. وقد تركت هذه القبائل بصمة ثقافية عميقة في المنطقة. تشمل القبائل التاريخية والحالية المعترف بها فيدراليًا قبائل أراباهو، وكرو، ولاكوتا، وشوشون، والتي ما زالت تحتفظ بتراثها وتقاليدها العريقة.
مع بداية الاستكشاف الأوروبي، كانت الإمبراطورية الإسبانية هي أول من طالب بالسيطرة على الجزء الجنوبي من وايومنغ. وعندما نالت المكسيك استقلالها، أصبحت هذه المنطقة جزءًا من الأراضي المكسيكية. ولكن بعد هزيمة المكسيك في الحرب المكسيكية الأمريكية، تم التنازل عن هذه الأراضي للولايات المتحدة في عام 1848، لتفتح بذلك فصلًا جديدًا في تاريخ الولاية.
أصل اسم "وايومنغ"
اسم "وايومنغ" نفسه له جذور تاريخية ولغوية عميقة. فقد تم تقديم مشروع قانون إلى الكونجرس الأمريكي عام 1865، ينص على تأسيس حكومة مؤقتة لإقليم وايومنغ. وقد استعير هذا الاسم من وادي وايومنغ الشهير في ولاية بنسلفانيا. وهو مشتق من كلمة "وامونك" (Wamunk) في لغة مونسي التابعة للغة لينابي الأصلية، والتي تعني "في شقة النهر الكبير"، في إشارة إلى طبيعة الأراضي المنخفضة المحيطة بالنهر.
الاقتصاد: موارد ورعي
يعتمد اقتصاد وايومنغ اليوم بشكل كبير على قطاعين رئيسيين: السياحة، التي تستفيد من المتنزهات الوطنية والمناظر الطبيعية الخلابة، واستخراج المعادن. تعد الولاية مصدرًا غنيًا بالفحم، والغاز الطبيعي، والنفط، بالإضافة إلى معدن الترونا (كربونات الصوديوم الطبيعية) الذي تحتل وايومنغ المرتبة الأولى عالميًا في إنتاجه، مما يجعله عنصرًا حيويًا في الاقتصاد المحلي.
أما القطاع الزراعي في وايومنغ فيرتكز بشكل كبير على تربية الماشية، وهو جزء لا يتجزأ من ثقافة الغرب الأمريكي. وتشمل السلع الزراعية الأخرى الشعير، والتبن (الضروري لتغذية الماشية)، وبنجر السكر، والقمح، والصوف، وكلها تسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية للولاية.
"دولة المساواة": إرث من الحقوق والسياسة
تحمل وايومنغ لقب "دولة المساواة" (The Equality State)، وشعارها الرسمي هو "حقوق متساوية"، وذلك بفضل تاريخها الرائد في مجال حقوق المرأة. كانت وايومنغ أول إقليم (ثم ولاية) يمنح المرأة الحق في التصويت عام 1869، والحق في تولي المناصب المنتخبة. كما كانت أول ولاية تنتخب امرأة لمنصب حاكم الولاية، وهي نيللي تايليو روس في عام 1925، مما يعكس التزامها المبكر بالمساواة والعدالة الاجتماعية. هذا الإرث المميز يجعل وايومنغ رمزًا للتقدم في حقوق المرأة.
من الناحية السياسية، تُعرف وايومنغ بأنها ولاية محافظة بقوة منذ الخمسينيات من القرن الماضي. وقد فاز المرشح الجمهوري للرئاسة في جميع الانتخابات الرئاسية التي جرت في الولاية منذ عام 1968، مما يؤكد على ميولها السياسية الثابتة.
الأسئلة الشائعة حول وايومنغ
- ما الذي تشتهر به ولاية وايومنغ؟
- تشتهر وايومنغ بجمالها الطبيعي الخلاب، واحتضانها لأول متنزه وطني في العالم (يلوستون)، ودورها الرائد في منح المرأة حقوق التصويت والترشح، بالإضافة إلى ثرواتها المعدنية الكبيرة.
- لماذا يطلق على وايومنغ لقب "دولة المساواة"؟
- اكتسبت وايومنغ هذا اللقب لأنها كانت أول إقليم في الولايات المتحدة يمنح المرأة الحق في التصويت وتولي المناصب المنتخبة عام 1869، قبل سنوات عديدة من بقية الولايات.
- ما هي الصناعات الرئيسية في وايومنغ؟
- تعتمد الصناعات الرئيسية في وايومنغ على استخراج المعادن (الفحم والغاز الطبيعي والنفط والترونا)، والسياحة التي تجذبها المتنزهات الوطنية، بالإضافة إلى الزراعة وتربية الماشية.
- ما هو حجم ولاية وايومنغ وعدد سكانها؟
- وايومنغ هي عاشر أكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة، لكنها الأقل سكانًا في الولايات المتجاورة، حيث بلغ عدد سكانها حوالي 576,851 نسمة في عام 2020، مما يعني كثافة سكانية منخفضة جدًا.
- ما هي أبرز المعالم الطبيعية في وايومنغ؟
- أبرز المعالم الطبيعية هي منتزه يلوستون الوطني الشهير عالميًا، ومنتزه غراند تيتون الوطني الذي يتميز بسلاسل جباله المهيبة وبحيراته الصافية، بالإضافة إلى العديد من الغابات الوطنية والمناطق البرية.