جوزيف هاو ، صحفي وسياسي كندي ، رئيس وزراء نوفا سكوشا الخامس (مواليد 1804)

يُعد جوزيف هاو (13 ديسمبر 1804 – 1 يونيو 1873) شخصية محورية في تاريخ نوفا سكوشا وكندا، حيث جمع ببراعة بين أدوار الصحفي والسياسي والموظف الحكومي والشاعر. غالبًا ما يُصنف هاو كواحد من أبرز السياسيين وأكثرهم إثارة للإعجاب في مقاطعته، وقد أكسبته مهاراته الاستثنائية كصحفي وكاتب مكانة أسطورية إقليمية، تاركًا بصمة لا تُمحى على المشهد السياسي والإعلامي في عصره. وُلد جوزيف هاو في هاليفاكس لأبوين هما جون هاو وماري إديس، وورث عن والده الذي كان مواليًا للتاج البريطاني حبًا عميقًا ومؤكدًا لبريطانيا العظمى وإمبراطوريتها الواسعة. على الرغم من كونه عصاميًا، إلا أن شغفه بالقراءة جعله مُثقفًا واسع الاطلاع. في سن الثالثة والعشرين، اشترى هاو صحيفة نوفاسكوتيان، وسرعان ما حولها إلى منبر شعبي ومؤثر. لم يقتصر دوره على التحرير، بل قام بتغطية شاملة ومكثفة للمناقشات التي كانت تدور في مجلس نوفا سكوشا، كما سافر إلى كل ركن من أركان المقاطعة، موثقًا جغرافيتها المتنوعة وقصص سكانها، ما منحه فهمًا عميقًا لتحديات واحتياجات مجتمعه.

معركة حرية الصحافة: قضية التشهير عام 1835

كان عام 1835 نقطة تحول حاسمة في حياة جوزيف هاو وفي تاريخ حرية الصحافة الكندية. فقد اتُهم هاو بالتشهير التحريضي، وهي تهمة جنائية خطيرة في ذلك الوقت، بعد أن نشرت صحيفة نوفاسكوتيان خطابًا جريئًا يهاجم فيه سياسيين من هاليفاكس والشرطة، متهمًا إياهم بالفساد واختلاس الأموال العامة. في محاكمة غيرت مجرى الأحداث، خاطب هاو هيئة المحلفين لأكثر من ست ساعات متواصلة، مقدمًا حجة قوية دفاعًا عن نفسه ومستشهدًا بمثال تلو الآخر على الفساد المدني المتفشي في الإدارة المحلية. وعلى الرغم من مطالبة القاضي بإدانة هاو، إلا أن بلاغته الخطابية وعاطفته الصادقة أثرت في هيئة المحلفين بعمق، فبرأوه من جميع التهم. تُعتبر هذه القضية علامة فارقة وانتصارًا تاريخيًا في النضال من أجل حرية الصحافة وحرية التعبير في كندا.

الدخول في معترك السياسة وقيادة الإصلاح

بعد عام واحد فقط من انتصاره في المحكمة، فتح هذا الحدث الباب أمام جوزيف هاو لدخول معترك السياسة، حيث تم انتخابه في الجمعية التشريعية كمُصلح ليبرالي عام 1836، لتبدأ بذلك مسيرة عامة طويلة وحافلة بالإنجازات. كان هاو لاعبًا أساسيًا في مساعدة نوفا سكوشا لتصبح أول مستعمرة بريطانية تفوز بـ حكومة مسؤولة في عام 1848. هذا الإنجاز التاريخي منح المستعمرة سيطرة أكبر على شؤونها الداخلية، وقلص نفوذ الحكام المعينين من لندن، وهو ما كان يمثل خطوة عملاقة نحو الحكم الذاتي والديمقراطية المحلية.

رئاسة الوزراء ومعارضة الاتحاد الكندي

تولى جوزيف هاو منصب رئيس وزراء نوفا سكوشا من عام 1860 إلى عام 1863، وهي فترة شهدت تطورات مهمة. ومع ذلك، فإن أبرز فصول مسيرته السياسية ربما كانت قيادته للمعركة الشرسة والفاشلة ضد الانضمام إلى الاتحاد الكندي من عام 1866 إلى عام 1868. كان هاو يؤمن بأن الاتحاد قد يضر بمصالح نوفا سكوشا الاقتصادية والسياسية، وبأن المقاطعة ستفقد جزءًا من هويتها واستقلالها الذاتي. قاد حملة قوية، جاب خلالها المقاطعة يشرح مخاطر الاتحاد، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح في نهاية المطاف أمام التيار الجارف نحو التوحيد الوطني.

المسار الفيدرالي والنهاية

بعد فشله في إقناع البريطانيين بإلغاء الاتحاد الذي كان قد تم بالفعل، اتخذ هاو قرارًا عمليًا بالانضمام إلى مجلس الوزراء الفيدرالي لرئيس الوزراء جون إيه ماكدونالد في عام 1869. ورغم موقفه السابق، لعب هاو دورًا رئيسيًا في ضم مقاطعة مانيتوبا إلى الاتحاد، مما يعكس مرونته السياسية وقدرته على العمل ضمن الأطر الجديدة لتحقيق المصالح الوطنية. وفي عام 1873، عُين هاو في منصب مرموق ليكون ثالث ملازم حاكم لنوفا سكوشا، وهو تتويج لمسيرة حافلة. ومع ذلك، لم يمهله القدر كثيرًا للاستمتاع بهذا المنصب، حيث توفي بعد ثلاثة أسابيع فقط من توليه مهام منصبه، تاركًا خلفه إرثًا ضخمًا كأحد أبرز مهندسي الحداثة في نوفا سكوشا وكندا.

الأسئلة المتكررة (FAQs)

من هو جوزيف هاو؟
كان جوزيف هاو صحفيًا وسياسيًا وموظفًا حكوميًا وشاعرًا بارزًا من نوفا سكوشا، كندا، اشتهر بدوره في النضال من أجل حرية الصحافة والحكومة المسؤولة ومعارضته الأولية للاتحاد الكندي.
ما هو أهم إنجاز لهاو كصحفي؟
يُعتبر انتصاره في قضية التشهير عام 1835 علامة فارقة في تاريخ حرية الصحافة الكندية، حيث أثبت حق الصحافة في مساءلة السلطة دون خوف من الاضطهاد.
ماذا تعني "الحكومة المسؤولة" التي ساعد هاو في تحقيقها؟
الحكومة المسؤولة هي نظام حكم تصبح فيه الحكومة (السلطة التنفيذية) مسؤولة أمام الجمعية التشريعية المنتخبة (البرلمان) وليس أمام ممثل التاج البريطاني، مما يمنح المستعمرة سيطرة أكبر على شؤونها الداخلية.
لماذا عارض هاو الاتحاد الكندي في البداية؟
عارض هاو الاتحاد الكندي لأنه كان يعتقد أنه سيضر بالمصالح الاقتصادية والسياسية لنوفا سكوشا، وقد يقلل من استقلاليتها وهويتها داخل الكيان الجديد.
كيف انتهت مسيرة جوزيف هاو المهنية؟
بعد معارضته الفاشلة للاتحاد، انضم هاو إلى مجلس الوزراء الفيدرالي ولعب دورًا في توسيع الاتحاد. توفي عام 1873 بعد ثلاثة أسابيع فقط من تعيينه ملازمًا لحاكم نوفا سكوشا.