تيري ألدرمان ، لاعب كريكيت ومذيع رياضي أسترالي

تيرينس مايكل ألدرمان، المعروف على نطاق واسع بتيري ألدرمان، وُلد في الثاني عشر من يونيو عام 1956، وهو اسم يتردد صداه في أروقة تاريخ الكريكيت الأسترالي. تميز هذا اللاعب الدولي السابق بكونه رامياً سريعاً متوسط ​​السرعة، يستخدم ذراعه اليمنى بمهارة، وهو ما جعله قوة لا يُستهان بها على أرض الملعب، خاصة في تشكيلة المنتخب الأسترالي التي طالما اشتهرت ببراعتها في الرماية.

مسيرته الكروية المبكرة والبروز الدولي

بدأ ألدرمان مسيرته في عالم الكريكيت من الدرجة الأولى عام 1974، مرتدياً ألوان فريق أستراليا الغربية في بطولة شيفيلد شيلد العريقة. هذه البطولة، التي تعد بمثابة العمود الفقري للكريكيت المحلي في أستراليا، كانت المحطة الأولى التي أبرزت موهبته الفذة. لم يمر وقت طويل حتى لفت ألدرمان الأنظار، ليتوج ذلك باختياره ضمن صفوف المنتخب الأسترالي لخوض جولة تاريخية في إنجلترا عام 1981، وهي اللحظة التي شهدت انطلاقته الحقيقية على الساحة الدولية. وعلى الرغم من إسهاماته الكبيرة بصفته رامياً، إلا أن سجل ألدرمان كضارب لم يكن بتلك الأهمية؛ ففي مسيرته المهنية الطويلة، لم يتمكن من تجاوز حاجز الخمسين نقطة سوى مرة واحدة، وبمتوسط نقاط لم يتجاوز الثماني في مباريات الدرجة الأولى. هذا الجانب كان يبرز تخصصه كرامي، وهي سمة شائعة بين لاعبي الرماية السريعة الذين غالباً ما يركزون على تطوير مهاراتهم الأساسية.

امتدت رحلة ألدرمان الكروية لتشمل ثلاثة مواسم في دوري المقاطعات الإنجليزي، حيث اكتسب خبرة قيمة ولعب بجانب نخبة من اللاعبين العالميين. مثل نادي كنت للكريكيت في عامي 1984 و1986، ثم انتقل لتمثيل نادي جلوسيسترشاير كاونتي للكريكيت في عام 1988. هذه التجربة في الكريكيت الإنجليزي أثرت مسيرته المهنية ومنحته منظوراً أوسع للعبة.

تألقه في سلسلة الرماد 1981

لا شك أن عام 1981 يظل محفوراً في ذاكرة تيري ألدرمان ومحبي الكريكيت، وذلك بفضل أدائه الاستثنائي في سلسلة الرماد (Ashes) المرموقة ضد إنجلترا. في تلك السلسلة، تمكن ألدرمان من انتزاع 42 ويكيت (شباك) مذهل، وهو رقم يمثل إنجازاً تاريخياً، خاصة وأنه بدأ مسيرته الدولية بتسعة ويكيت في أول ظهور له. كان هذا الأداء هو الأبرز منذ أن حقق جيم ليكر 46 ويكيت في عام 1956، ويحتل المركز الرابع في قائمة أعلى مجموع ويكيت يحرزه لاعب في سلسلة واحدة على الإطلاق. اللافت للنظر أن ألدرمان حطم الرقم القياسي لأكبر عدد من الويكيت التي يتم الحصول عليها في سلسلة دون إحراز 10 ويكيت في مباراة واحدة، وهو ما يؤكد على اتساق أدائه وتأثيره المتواصل. تقديراً لمساهماته المذهلة، حصل ألدرمان على لقب لاعب الكريكيت ويزدن للعام في طبعة عام 1982 من روزنامة ويزدن (Wisden Almanack)، وهو أحد أرفع الأوسمة التي يمكن أن يحصل عليها لاعب كريكيت.

الإصابة وعقوبة جولات الفصل العنصري

في ذروة تألقه، تعرض ألدرمان لانتكاسة مؤسفة في 13 نوفمبر 1982. فقد أصيب في كتفه خلال حادثة غريبة، عندما تدخل بشجاعة لصد مشجع اقتحم أرض الملعب في ملعب (WACA) ببيرث، وكان المشجع مؤيداً للفريق الإنجليزي. هذه الإصابة الخطيرة أبعدته عن الملاعب لأكثر من عام كامل، وكانت نقطة تحول مؤلمة في مسيرته. ولكن التحدي الأكبر جاء مع قراره بالمشاركة في جولات أسترالية غير رسمية إلى جنوب إفريقيا في موسمي 1985-1986 و1986-1987. في ذلك الوقت، كانت جنوب إفريقيا محظورة من ممارسة الكريكيت الدولي كعقوبة من الكومنولث لممارساتها العنصرية (الفصل العنصري أو الأبارتايد). نتيجة لهذه المشاركة، فرضت عليه عقوبة حظر من الكريكيت الدولي لمدة ثلاث سنوات، مما حرمه من فرصة المشاركة في سلسلة الرماد عام 1985 في إنجلترا، وكانت تلك فترة صعبة في حياة اللاعب.

العودة المظفرة والسنوات الأخيرة

بعد انتهاء فترة الإيقاف القاسية، عاد تيري ألدرمان بقوة إلى صفوف المنتخب الأسترالي، ليثبت من جديد براعته وقدرته على العطاء. استأنف نجاحه المعهود ضد إنجلترا، حيث انتزع 41 ويكيت في سلسلة الرماد عام 1989، ثم أتبعها بـ 16 ويكيت أخرى في سلسلة 1990-1991، والتي كانت آخر ظهور له في سلسلة الرماد الأيقونية. ورغم تفوقه البارز ضد إنجلترا، إلا أنه نادراً ما حقق نجاحاً مماثلاً ضد الدول الأخرى. اختتم ألدرمان مسيرته الدولية في سلسلة اختباراته الأخيرة ضد جزر الهند الغربية في موسم 1990-1991، ليضع حداً لمسيرة حافلة بالإنجازات مع رصيد إجمالي بلغ 170 ويكيت في مباريات الاختبار، مخلّفاً وراءه إرثاً كبيراً كأحد أبرز الرماة الأستراليين في عصره.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

من هو تيري ألدرمان؟
تيري ألدرمان هو لاعب كريكيت أسترالي دولي سابق، وُلد عام 1956، واشتهر بكونه رامياً سريعاً متوسط ​​السرعة ومُتخصصاً في الرماية بذراعه اليمنى.
ما هو دوره الرئيسي في لعبة الكريكيت؟
كان دوره الرئيسي كرامي (bowler)، حيث اشتهر بقدرته على انتزاع الويكيت وكان عنصراً أساسياً في هجوم الرماية الأسترالي.
ما هو أبرز إنجازاته الكروية؟
أبرز إنجازاته كانت في سلسلة الرماد عام 1981، حيث حصل على 42 ويكيت وهو إنجاز تاريخي، مما أهله للحصول على لقب لاعب الكريكيت ويزدن للعام 1982.
لماذا تم إيقافه عن اللعب الدولي؟
تم إيقافه لمدة ثلاث سنوات بسبب مشاركته في جولات كريكيت غير رسمية إلى جنوب إفريقيا في منتصف الثمانينيات، وهو الوقت الذي كانت فيه جنوب إفريقيا محظورة دولياً بسبب سياسات الفصل العنصري.
كم عدد الويكيت التي حققها في مسيرته الدولية؟
أنهى تيري ألدرمان مسيرته الكروية برصيد 170 ويكيت في مباريات الاختبار (Test Wickets).
هل كان ألدرمان ضارباً جيداً؟
لا، لم يكن ألدرمان ضارباً جيداً على الإطلاق، حيث تجاوز الخمسين نقطة مرة واحدة فقط في مسيرته وكان متوسط نقاطه منخفضاً جداً في الكريكيت من الدرجة الأولى.