دوغلاس إتش جونستون ، حاكم أمة تشيكاسو (مواليد 1856)
يُعد دوغلاس هانكوك كوبر جونستون (16 أكتوبر 1856 - 28 يونيو 1939)، المعروف أيضاً باسم "دوغلاس هنري جونستون"، شخصية محورية تركت بصمة عميقة في تاريخ أمة تشيكاساو. قاد أمته خلال فترة عصيبة من التغيرات الجذرية، حيث شغل مناصب قيادية رفيعة، من الحاكم المنتخب إلى الحاكم المعين تحت السلطة الفيدرالية، ليُصبح رمزاً للمقاومة والمرونة في وجه السياسات الحكومية الأمريكية التي سعت إلى تفكيك الهياكل القبلية التقليدية. تميزت حياته بالدعوة المستمرة لحقوق شعبه، سواء من خلال السياسة الداخلية أو عبر التحديات القانونية ضد الحكومة الفيدرالية.
سنواته الأولى وبداية مسيرته في الخدمة العامة
وُلد دوغلاس هانكوك كوبر جونستون في 16 أكتوبر 1856، ونشأ داخل أمة تشيكاساو في الإقليم الهندي (التي أصبحت لاحقاً ولاية أوكلاهوما). تعكس نشأته في هذه البيئة الغنية تقاليدها وثقافتها، مما شكّل أساساً قوياً لالتزامه مدى الحياة تجاه شعبه. قبل أن يتولى أرفع المناصب القيادية، أظهر جونستون اهتماماً كبيراً بالتعليم والخدمة العامة. شغل منصب مدير أكاديمية بلومفيلد، وهي مدرسة داخلية مخصصة لتعليم الفتيات في تشيكاساو. كانت هذه التجربة حاسمة في صقل مهاراته الإدارية والقيادية، كما عكست التزامه بتعزيز فرص التعليم لأبناء أمته. لاحقاً، انتقل إلى الساحة السياسية الأوسع، حيث خدم في مجلس شيوخ تشيكاساو من عام 1902 إلى عام 1904، مما أتاح له فهماً أعمق للتحديات التشريعية التي تواجه الأمة.
حاكم أمة تشيكاساو: فترة التحول الجذري
انتُخب دوغلاس جونستون حاكماً لأمة تشيكاساو للمرة الأولى في عام 1898، وخدم حتى عام 1902. كانت هذه الفترة حاسمة، حيث كانت الأمة تواجه ضغوطاً متزايدة من الحكومة الفيدرالية لتفكيك أراضيها الجماعية ودمجها في نسيج الولايات المتحدة الأوسع، تمهيداً لقيام ولاية أوكلاهوما. بعد فترة وجيزة في مجلس الشيوخ، أعيد انتخابه حاكماً في عام 1904، وهي فترة شهدت ذروة هذه الضغوط. ولعل أبرز الأحداث خلال فترة ولايته كان تصديقه على اتفاقية أتوكا في عام 1897 (والتي تم تطبيقها وتصديقها خلال فترة حكمه)، وهي معاهدة بالغة الأهمية كانت جزءاً من قانون داوز. نصت هذه الاتفاقية على تخصيص الأراضي القبلية المشاع، والتي كانت مملوكة بشكل جماعي لأمة تشيكاساو، وتقسيمها إلى قطع فردية تُمنح للأسر. كان هذا التحول العميق يهدف إلى فرض مفهوم الملكية الفردية على القبائل، في محاولة لكسر الهياكل الاجتماعية والاقتصادية التقليدية وتشجيع الاندماج القسري.
تأثير قانون داوز وتعيين جونستون الفيدرالي
شكّل قانون داوز لعام 1887، وتعديلاته اللاحقة مثل اتفاقية أتوكا، نقطة تحول كبرى في علاقة الحكومة الفيدرالية بالقبائل الأصلية في الإقليم الهندي. لقد كان الهدف المعلن للقانون هو "تحرير" الأفراد الهنود من "العقبات" المزعومة للملكية القبلية الجماعية، لكن تأثيره الفعلي كان في تجريد القبائل من أراضيها الشاسعة، التي فُتح جزء كبير منها للاستيطان الأبيض. بعد أن غير قانون داوز بشكل جذري كيفية تخصيص الأراضي القبلية وتنظيمها في الإقليم الهندي تمهيداً لقيام ولاية أوكلاهوما في عام 1907، أصبح دور حاكم القبيلة يتطلب تفاعلاً مباشراً وواسع النطاق مع الحكومة الفيدرالية. في عام 1906، وباعتراف بقدراته القيادية واستعداده للتعامل مع هذا الواقع الجديد، عينه الرئيس الأمريكي آنذاك، ثيودور روزفلت، حاكماً لقبيلة تشيكاساو تحت سلطة فيدرالية. استمر جونستون في هذا المنصب المعين حتى وفاته في 28 يونيو 1939، أي لأكثر من ثلاثة عقود، مما جعله أطول الحكام خدمة في تاريخ أمة تشيكاساو، ورمزاً للاستمرارية القيادية خلال فترة اضطرابات غير مسبوقة.
مناصراً لحقوق القبائل: تحدي الحكومة الفيدرالية
لم تقتصر جهود دوغلاس جونستون على إدارة شؤون أمة تشيكاساو في ظل الظروف الصعبة، بل امتدت لتشمل الدفاع النشط عن حقوقها. ففي عشرينيات القرن الماضي، اتخذ خطوة جريئة برفع دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية أمام محكمة المطالبات الأمريكية. كان الهدف من هذه الدعوى هو استعادة الأموال التي حصلت عليها الحكومة بشكل غير قانوني من الموارد القبلية لأمة تشيكاساو. لقد كانت هذه المعركة القانونية شهادة على مثابرته والتزامه بحماية مصالح شعبه، حتى عندما كان ذلك يعني مواجهة أقوى سلطة في البلاد. أظهر جونستون بهذه الخطوة أنه لم يكن مجرد إداري، بل كان محامياً ومدافعاً عن العدالة لأمته.
إرث دائم
ترك دوغلاس هانكوك كوبر جونستون إرثاً غنياً ومتعدداً الأوجه. لقد كان قائداً جمع بين الخبرة الإدارية العميقة، والبصيرة السياسية، والالتزام الثابت برفاهية أمة تشيكاساو. سواء كمدير لمدرسة، أو عضو في مجلس الشيوخ، أو حاكم منتخب، أو حاكم معين، فقد كرس حياته لخدمة شعبه خلال فترة من التحديات الهائلة. مساهماته، خاصة في التفاوض على اتفاقيات الأراضي ومقاضاة الحكومة الفيدرالية، تُعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخ كفاح أمة تشيكاساو للحفاظ على سيادتها ومواردها. لا يزال يُحتفى به كشخصية تاريخية مهمة، ليس فقط لتشيكاساو، بل لتاريخ السكان الأصليين في الولايات المتحدة بشكل عام.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- من هو دوغلاس هانكوك كوبر جونستون؟
- هو زعيم قبلي بارز من أمة تشيكاساو، شغل منصب الحاكم المنتخب لأمته قبل أن يتم تعيينه حاكماً تحت السلطة الفيدرالية. يُعرف بدفاعه عن حقوق أمة تشيكاساو وتحديه للحكومة الفيدرالية.
- ما هي الفترة التي شغل فيها منصب الحاكم؟
- شغل منصب الحاكم المنتخب من 1898 إلى 1902، ثم أُعيد انتخابه في 1904. وفي عام 1906، عينه الرئيس ثيودور روزفلت حاكماً للقبيلة تحت سلطة فيدرالية، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته في عام 1939.
- ما هو قانون داوز وكيف أثر على دور جونستون؟
- قانون داوز (أو قانون التخصيص العام) لعام 1887 كان قانوناً أمريكياً يهدف إلى تقسيم الأراضي القبلية المشاع وتخصيصها للأفراد، بهدف دمج السكان الأصليين في المجتمع الأمريكي. غيّر هذا القانون بشكل جذري طريقة تنظيم الأراضي القبلية، مما أدى إلى تحول دور جونستون من حاكم منتخب يتمتع بسلطة قبلية مستقلة إلى حاكم معين يعمل تحت إشراف فيدرالي.
- ما هي اتفاقية أتوكا؟
- كانت اتفاقية أتوكا معاهدة حاسمة أُبرمت كجزء من قانون داوز. نصت على تقسيم الأراضي الجماعية لأمة تشيكاساو وتخصيصها لأسر فردية. صدق عليها جونستون خلال فترة حكمه، وكان لها تأثير عميق على الملكية والأرض داخل الأمة.
- ماذا كانت أهم إنجازاته كحاكم؟
- إضافة إلى تصديقه على اتفاقية أتوكا التي أعادت تشكيل ملكية الأراضي، يُعرف بدعوته المستمرة لحقوق شعبه، بما في ذلك رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية في عشرينيات القرن الماضي لاستعادة أموال قبائلية حصل عليها بطرق غير مشروعة.