غودموند هيرنس ، عالم اجتماع وسياسي نرويجي ، وزير التعليم والبحث النرويجي

يُعدّ جودموند هيرنس، المولود في تروندهايم بالنرويج في الخامس والعشرين من مارس عام 1941، شخصية بارزة في الحياة العامة النرويجية، معروفًا بمسيرته المهنية المتنوعة كأستاذ جامعي، وسياسي محنك، ومفكر عالمي. لقد ترك هيرنس بصمة واضحة في قطاعات متعددة، بدءًا من صياغة السياسات التعليمية وصولًا إلى إسهاماته في الخطاب العالمي للعلوم الاجتماعية. تعكس رحلته التزامًا عميقًا بالخدمة العامة، والبحث الأكاديمي الدقيق، والتعاون الدولي.

مسيرته الأكاديمية المبكرة وتأسيسه العلمي

بدأت رحلته الأكاديمية بتحقيق مميز، حيث نال درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة جونز هوبكنز المرموقة بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1971. وقد زوده هذا التدريب الأساسي في إحدى المؤسسات الأمريكية الرائدة بإطار تحليلي متين شكّل حجر الزاوية لإسهاماته اللاحقة في مختلف المجالات.

المسيرة الأكاديمية المرموقة

لدى عودته إلى النرويج في العام ذاته، 1971، عُين هيرنس أستاذًا في جامعة بيرغن، وسرعان ما رسخ مكانته داخل المشهد الأكاديمي النرويجي. انتقل لاحقًا إلى جامعة أوسلو، ليزيد من ترسيخ سمعته في أقدم وأكبر جامعات البلاد. وقد قادته فضوليته الفكرية ومساعيه العلمية إلى آفاق دولية؛ ففي الفترة من 1974 إلى 1975، كان زميلًا في مركز الدراسات المتقدمة في العلوم السلوكية بجامعة ستانفورد، وهو مركز بحثي متميز للتخصصات البينية. كما شغل منصب أستاذ زائر في جامعة هارفارد المرموقة عامي 1986 و1990، حيث تفاعل مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في إحدى أشهر المؤسسات الأكاديمية عالميًا. هذه التجارب الدولية لم توسّع آفاقه فحسب، بل أكدت أيضًا مكانته ضمن النخبة الأكاديمية العالمية.

خدمته السياسية البارزة

لم يقتصر التزام جودموند هيرنس بالخدمة العامة على المجال الأكاديمي فحسب، بل امتد ليشمل عالم السياسة، حيث أصبح شخصية محورية في حزب العمال (Arbeiderpartiet)، القوة المهيمنة في التاريخ السياسي النرويجي والمعروفة بمبادئها الديمقراطية الاجتماعية. وقد شغل عدة مناصب حكومية حاسمة، مظهرًا بذلك مرونته وقدرته القيادية.

تضمنت مسيرته السياسية:

من خلال هذه الأدوار، لعب هيرنس دورًا محوريًا في صياغة إصلاحات سياساتية هامة واستراتيجيات وطنية، مؤثرًا في المشهد الاجتماعي والتعليمي والصحي في النرويج.

القيادة والتأثير العالمي

امتد تأثير هيرنس ليتردد صداه على الساحة الدولية أيضًا. ففي الفترة من 1999 إلى 2005، شغل منصب مدير المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو (IIEP) في باريس، وهي منظمة حيوية مكرسة لتعزيز قدرة الدول الأعضاء في اليونسكو على تخطيط وإدارة أنظمتها التعليمية. وخلال هذه الفترة، اضطلع أيضًا بدور حيوي كمنسق لليونسكو بشأن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، متناولًا تحديًا صحيًا عالميًا ملحًا من منظور تعليمي.

استمرت قيادته الدولية حيث ترأس المجلس الدولي للعلوم الاجتماعية (ISSC) في الفترة من 2006 إلى 2011، وهو هيئة عالمية تعزز أبحاث العلوم الاجتماعية وتطبيقها على المشكلات العالمية الكبرى. ومؤخرًا، منذ عام 2017، ترأس مجلس الجامعة (Konsistorium) في جامعة أوبسالا بالسويد، وهي واحدة من أقدم وأعرق الجامعات في منطقة الشمال الأوروبي، مما يظهر التزامه الدائم بالحوكمة الأكاديمية على أعلى المستويات.

العضويات الفخرية والأوسمة المرموقة

لقد حظيت إسهاماته الاستثنائية بتقدير واسع النطاق من خلال العديد من العضويات المرموقة والتكريمات الفخرية. جودموند هيرنس عضو فخري في:

بالإضافة إلى هذه الانتماءات المرموقة، مُنح درجات دكتوراه فخرية (Doctor Honoris Causa) من جامعة أوميو في السويد وجامعة بيرغن في النرويج، مما يدل على احترام عميق لخدمته الفكرية والعامة. وتشمل الجوائز الأخرى التي حصل عليها:

تؤكد هذه التكريمات إرثه الدائم وتأثيره العميق عبر الأوساط الأكاديمية والعامة.

المفكر العام وإسهاماته المستمرة

حتى في خضم أدواره السياسية والدولية المتطلبة، حافظ جودموند هيرنس على اتصال قوي بالخطاب العام. لقد كان كاتب عمود غزير الإنتاج في العديد من الصحف النرويجية، مشاركًا رؤاه حول القضايا المجتمعية الملحة. على مدار الثلاثة عشر عامًا الماضية، كان صوته سمة منتظمة في الأسبوعية النرويجية "Morgenbladet"، وهي مطبوعة تحتفل بتحليلاتها المتعمقة وتعليقاتها الثقافية، مما عزز دوره كمفكر عام بارز. حاليًا، يواصل المساهمة بنشاط كباحث في معهد فافو في أوسلو، وهو مؤسسة بحثية مستقلة رائدة متخصصة في قضايا العمل والرعاية الاجتماعية، وكمدرس مساعد في كلية بي آي النرويجية للأعمال، مواصلاً بذلك تفاعله مع الأجيال القادمة من القادة والباحثين.

الأسئلة الشائعة

من هو جودموند هيرنس؟
هو أستاذ جامعي، وسياسي نرويجي بارز من حزب العمال، ومفكر عالمي له مسيرة مهنية غنية في الأوساط الأكاديمية والحكومية والدولية.
ما هي أبرز المناصب الوزارية التي شغلها؟
شغل منصب وزير الدولة لأمانة التخطيط طويل الأمد، ووزير التعليم والبحث والشؤون الكنسية والثقافية، ووزير الصحة والشؤون الاجتماعية في فترات مختلفة خلال الثمانينات والتسعينات.
ما هي إسهاماته الأكاديمية الرئيسية؟
حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة جونز هوبكنز، وعمل أستاذًا في جامعتي بيرغن وأوسلو، وكان زميلًا في مركز الدراسات المتقدمة في العلوم السلوكية بستاتفورد، وأستاذًا زائرًا في جامعة هارفارد.
ما هو دوره في المنظمات الدولية؟
كان مديرًا للمعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو في باريس، ومنسق اليونسكو المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، ورئيسًا للمجلس الدولي للعلوم الاجتماعية، ورئيسًا لمجلس الجامعة في جامعة أوبسالا.
هل حصل على أي تكريمات أو جوائز؟
نعم، نال درجات دكتوراه فخرية من جامعتي أوميو وبيرغن، وهو عضو في عدة أكاديميات نرويجية مرموقة، وحصل على عضويات وزمالات فخرية من جمعيات أكاديمية أوروبية ونرويجية.