فرانسيس بيل ، سياسي ومحامي يهودي نيوزيلندي ، رئيس الوزراء العشرين لنيوزيلندا (د. 1936)

يُعد السير فرانسيس هنري ديلون بيل (المولود في 31 مارس 1851 والمتوفى في 13 مارس 1936) شخصية بارزة في تاريخ نيوزيلندا، فقد كان محامياً وسياسياً مخضرماً ترك بصمته على المشهد السياسي للبلاد. اشتهر بيل بأنه الرئيس العشرين لوزراء نيوزيلندا، وشغل هذا المنصب لفترة وجيزة لكنها تاريخية من 14 إلى 30 مايو 1925. وقد حمل شرف كونه أول رئيس وزراء يولد على أرض نيوزيلندا، وهي حقيقة تعكس التطور المتنامي للهوية الوطنية النيوزيلندية في تلك الحقبة.

النشأة والمسيرة التعليمية

رأى السير فرانسيس بيل النور في مدينة نيلسون الخلابة، وهي إحدى أقدم مدن نيوزيلندا، وجاء من عائلة ذات باع طويل في الخدمة العامة. كان والده، السير ديلون بيل، سياسياً معروفاً في عصره، مما غرس في فرانسيس منذ صغره شعوراً بالواجب العام والاهتمام بالشؤون الوطنية. تلقى تعليمه الأولي في مؤسسات تعليمية مرموقة داخل نيوزيلندا، حيث التحق بمدرسة أوكلاند للقواعد ثم مدرسة أوتاجو الثانوية للبنين. وبعد صقل مهاراته الأكاديمية محلياً، شد الرحال إلى إنجلترا ليكمل دراسته العليا في كلية سانت جون المرموقة بجامعة كامبريدج، ليعود بعد ذلك إلى وطنه مزوداً بمعرفة قانونية عميقة وشغف بخدمة بلاده.

المسيرة القانونية والخدمة المحلية

عند عودته إلى نيوزيلندا، استقر السير فرانسيس بيل في العاصمة ويلينغتون، حيث بدأ ممارسة مهنة المحاماة التي برع فيها بسرعة. لم يمض وقت طويل حتى أصبح اسماً لامعاً في الأوساط القانونية، متوجاً مسيرته بتقلده رئاسة جمعية القانون النيوزيلندية، وهو منصب يعكس الاحترام الكبير الذي كان يحظى به بين أقرانه. وإلى جانب تفوقه المهني، كان بيل يتمتع بروح الخدمة المدنية، مما دفعه لدخول غمار السياسة المحلية. فقد شغل منصب عمدة ويلينغتون على فترتين متميزتين، الأولى من عام 1891 إلى عام 1893، والثانية من عام 1896 إلى عام 1897، تاركاً بصمته على تنمية وتطور المدينة.

المسار السياسي الوطني والتقاعد المؤقت

بعد نجاحه في الساحة المحلية، سعى بيل لدخول مجلس النواب النيوزيلندي، وبعد محاولتين سابقتين لم يحالفه فيهما الحظ، تمكن من الفوز بمقعد في عام 1893. ورغم كونه عضواً نشيطاً، إلا أنه قرر بعد فترة واحدة فقط أن يعود إلى شغفه الأول بمهنة المحاماة، ليتقاعد من مجلس النواب في عام 1896. كان هذا القرار دليلاً على التزامه العميق بمهنته القانونية، إلا أن القدر كان يحمل له عودة أخرى إلى الساحة السياسية على مستوى أوسع.

العودة إلى البرلمان والمناصب الوزارية

في عام 1912، عاد السير فرانسيس بيل إلى معترك السياسة الوطنية، ولكن هذه المرة من خلال المجلس التشريعي (المجلس الأعلى في ذلك الوقت)، حيث تم تعيينه ممثلاً عن حزب الإصلاح. كانت هذه العودة إيذاناً ببدء فصل جديد وحيوي في مسيرته السياسية. في حكومة الإصلاح التي ترأسها ويليام ماسي، أثبت بيل كفاءة عالية وتفانياً في العمل، وشغل مجموعة من الحقائب الوزارية الهامة التي عكست خبرته ومهاراته الإدارية. ومن أبرز المناصب التي تولاها: وزير الشؤون الداخلية (من 1912 إلى 1915)، ووزير الهجرة (من 1912 إلى 1920)، والمدعي العام (من 1918 إلى 1926)، ووزير الصحة (من 1919 إلى 1920)، وأخيراً وزير الشؤون الخارجية (من 1923 إلى 1926). هذه الفترة الطويلة والمثمرة في مناصب عليا جعلت منه شخصية ذات نفوذ وخبرة لا تقدر بثمن في الحكومة النيوزيلندية.

فترة رئاسة الوزراء المؤقتة

في عام 1925، واجهت نيوزيلندا أزمة سياسية مفاجئة بوفاة رئيس الوزراء ويليام ماسي، الذي كان في منصبه حينها. في خضم هذه الظروف، وقع الاختيار على السير فرانسيس بيل، الذي كان يبلغ من العمر 74 عاماً، لتولي منصب رئيس الوزراء بشكل مؤقت. استمرت فترة ولايته 16 يوماً فقط، من 14 إلى 30 مايو 1925، وكان الهدف الأساسي من تكليفه هو ضمان استقرار البلاد وتسيير شؤونها لحين انتخاب حزب الإصلاح لزعيم جديد. لعب بيل دوراً حاسماً في هذه الفترة الانتقالية الحساسة، حيث قاد الحكومة ببراعة وحكمة حتى تمكن الحزب من اختيار جوردون كوتس خلفاً لماسي. كانت هذه الفترة القصيرة، على الرغم من قصرها، شهادة على مكانته الرفيعة واحترام زملائه ووطنه له.

التقاعد والإرث التاريخي

بعد أن أدى واجبه الوطني على أكمل وجه في قيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية، قرر السير فرانسيس بيل أن يتقاعد من الحياة السياسية في العام التالي، 1926، منهياً بذلك مسيرة حافلة بالعطاء والخدمة. يُعرف بيل بأنه أحد رؤساء الوزراء النيوزيلنديين الذين خدموا لفترة قصيرة جداً، ولا يتجاوزه في قصر المدة سوى هنري سيويل. كما أنه كان من أكبر رؤساء الوزراء سناً عند توليه المنصب، فلم يتجاوزه في ذلك سوى والتر ناش. لقد كان بيل مثالاً للخدمة العامة المتفانية، سواء في مجاله القانوني أو في مختلف المناصب السياسية التي شغلها، ويبقى اسمه محفوراً في ذاكرة نيوزيلندا كأول رئيس وزراء من مواليد أرضها.

الأسئلة الشائعة

من هو السير فرانسيس بيل؟
كان السير فرانسيس هنري ديلون بيل محامياً وسياسياً نيوزيلندياً بارزاً، شغل منصب رئيس الوزراء العشرين لنيوزيلندا.
متى تولى منصب رئيس الوزراء؟
تولى منصب رئيس الوزراء من 14 إلى 30 مايو 1925، لمدة 16 يوماً فقط.
ما الذي يميز فترة ولايته كرئيس للوزراء؟
كان أول رئيس وزراء لنيوزيلندا يولد على أرضها، وكانت فترة ولايته مؤقتة ووجيزة جداً، حيث جاءت بعد وفاة رئيس الوزراء ويليام ماسي.
لماذا كانت فترة رئاسته للوزراء قصيرة جداً؟
تولى المنصب بصفة مؤقتة (رئيس وزراء تصريفي) لتسيير شؤون الحكومة بعد وفاة سلفه ويليام ماسي، وذلك لحين يتمكن حزبه من انتخاب زعيم جديد يقود البلاد.
ما هي المناصب الأخرى التي شغلها السير فرانسيس بيل؟
شغل العديد من المناصب الهامة، بما في ذلك عمدة ويلينغتون، وعضواً في مجلس النواب، ثم عضواً في المجلس التشريعي، كما تولى حقائب وزارية متعددة مثل وزير الشؤون الداخلية، ووزير الهجرة، والمدعي العام، ووزير الصحة، ووزير الشؤون الخارجية.