إليزابيث بير ، صحفية أمريكية (مواليد 1936)

كانت إليزابيث بير يانسون، التي ولدت باسم إليزابيث كلو بير وعُرفت غالبًا باسم ليز بير فقط، صحفية أمريكية رائدة تركت بصمة لا تُمحى في عالم الإعلام. وُلدت في 3 فبراير 1936، وامتدت مسيرتها المهنية اللامعة مع مجلة نيوزويك من عام 1958 حتى وفاتها المأساوية في 26 مايو 1984. كانت بير شخصية محورية في وقت شهد تحولات كبيرة في أدوار المرأة داخل غرف الأخبار، حيث كسرت حواجز متعددة ومهدت الطريق للأجيال القادمة من الصحفيات.

الانطلاقة المهنية وتحدي القيود

بدأت بير رحلتها في عالم الصحافة المزدحم بمجلة نيوزويك عام 1958 في دور "فتاة النسخ" (copy girl). كان هذا المنصب، في ذلك الوقت، يمثل النقطة التي تبدأ منها العديد من النساء في هذا المجال، حيث كانت الفرص المتاحة لهن محدودة للغاية وغالبًا ما كانت مقصورة على الأدوار المساعدة. إلا أن إصرارها وموهبتها لم يمضيا دون ملاحظة. ففي عام 1962، رصد أوزبورن إليوت، الذي كان له دور مؤثر في المجلة، إمكاناتها، وقام بترقيتها إلى كاتبة، لتتجاوز بذلك الدور التقليدي وتنتقل إلى صميم العمل الصحفي. وبعد عامين فقط، جاءت لحظة فاصلة في مسيرتها: تم إرسالها إلى باريس لتصبح أول مراسلة أجنبية لمجلة نيوزويك على الإطلاق. كان هذا التعيين يمثل إنجازًا تاريخيًا، ليس فقط لبير نفسها، بل لجميع النساء الطامحات في أدوار قيادية ومرموقة في الصحافة الدولية.

تحديات المهنة وتغطية عالمية

عادت بير إلى الولايات المتحدة عام 1969 لتنضم إلى مكتب نيوزويك في واشنطن العاصمة، لتواصل تغطية الأخبار من قلب المشهد السياسي. وشهدت هذه الفترة حدثًا محوريًا في تاريخ المجلة وفي سياق النضال من أجل حقوق المرأة: فقد تقدمت 46 موظفة من نيوزويك بشكوى تاريخية إلى لجنة تكافؤ فرص العمل، متهمات المجلة بالتمييز المنهجي ضد النساء في التوظيف والترقيات والمهام. وفي حين كان هذا الحدث يمثل نقطة تحول كبيرة في مسار حقوق المرأة في الإعلام، بقيت بير على الهامش من هذه الشكوى، وهو ما يعكس تعقيدات الولاءات الشخصية والمهنية في تلك الحقبة. وفي عام 1973، تعرضت بير لخيبة أمل شخصية عندما تم تجاوزها في الترقية إلى منصب محرر أول، لأسباب ظلت غير واضحة في ذلك الوقت، مما أثار تساؤلات حول المعايير المتبعة في الترقيات داخل المؤسسة.

عودة إلى باريس وتغطية الصراعات

في عام 1975، عادت إليزابيث بير إلى باريس، لكن هذه المرة كرئيسة لمكتب نيوزويك هناك، وهو منصب مرموق يؤكد مكانتها الصحفية وقدرتها على القيادة. ولم يمض وقت طويل حتى رسخت اسمها كواحدة من أشجع الصحفيات الميدانيات. ففي عام 1977، أصبحت بير أول مراسلة حربية لمجلة نيوزويك، حيث غطت حرب أوغادين الدائرة بين إثيوبيا والصومال. كانت تغطيتها لهذه الحرب القاسية جريئة ومتقنة، وحازت على تقدير واسع النطاق لجودتها وعمقها. إلا أن هذه التجربة القاسية تركت أثرًا دائمًا عليها؛ فقد عانت من إصابة منهكة خلال تغطيتها للصراع، إصابة لم تتعاف منها أبدًا. يُعتقد أن هذه الإصابة، وما تبعها من آلام جسدية ونفسية مستمرة، ساهمت بشكل كبير في تدهور صحتها النفسية. وفي نهاية المطاف، أدت هذه المعاناة إلى وفاتها المأساوية نتيجة الانتحار في 26 مايو 1984، منهية بذلك حياة مهنية حافلة بالإنجازات والتحديات.

إرث لا يُمحى

على الرغم من نهايتها المأساوية، لا يزال إرث إليزابيث بير حيًا كصحفية رائدة كسرت الحواجز وشقت طريقًا للنساء في مهنة كانت يهيمن عليها الرجال. تظل قصتها تذكيرًا بالقوة والمرونة المطلوبة في الصحافة، وبالتضحيات التي يمكن أن يتكبدها الأفراد في سعيهم لتقديم الحقيقة من أشد مناطق العالم خطورة.

الأسئلة الشائعة حول إليزابيث بير

من هي إليزابيث بير؟
كانت إليزابيث بير صحفية أمريكية رائدة عملت في مجلة نيوزويك من عام 1958 حتى وفاتها في عام 1984، واشتهرت بكونها أول مراسلة أجنبية وحربية للمجلة.
ما هي أهم إسهاماتها في الصحافة؟
تعد إسهاماتها الرئيسية كونها أول مراسلة أجنبية وأول مراسلة حربية لمجلة نيوزويك، مما فتح الباب أمام النساء في أدوار كانت حكرًا على الرجال في الصحافة الدولية وتغطية الصراعات.
ماذا كان دور "فتاة النسخ"؟
كان دور "فتاة النسخ" (copy girl) منصبًا مساعدًا في غرف الأخبار، حيث كانت المهام تقتصر عادةً على نقل النسخ والمستندات، ويعكس هذا الدور القيود المفروضة على النساء في بداية مسيرتهن المهنية في الصحافة في تلك الحقبة.
ما علاقتها بدعوى التمييز ضد نيوزويك؟
عندما رفعت 46 موظفة من نيوزويك شكوى تاريخية ضد المجلة بسبب التمييز الجنسي في عام 1970، بقيت إليزابيث بير على الهامش من هذه الدعوى، رغم أنها كانت تواجه تحديات شخصية في الترقيات داخل المؤسسة.
ما الذي أدى إلى وفاتها المأساوية؟
توفيت إليزابيث بير منتحرة في عام 1984. يُعتقد أن السبب الرئيسي وراء ذلك كان إصابة منهكة تعرضت لها أثناء تغطيتها لحرب أوغادين في عام 1977، والتي لم تتعاف منها أبدًا، مما أدى إلى آلام جسدية ونفسية مزمنة أثرت بشكل كبير على صحتها العقلية.