أوبا تشاندلر ، قاتل أمريكي (مواليد 1946)

يُعد أوبا تشاندلر (11 أكتوبر 1946 – 15 نوفمبر 2011) أحد أشهر القتلة الأمريكيين المدانين في القرن العشرين، والذي أُعدم لارتكابه جريمة قتل مروعة في يونيو 1989 طالت جوان روجرز وابنتيها. لم تكن هذه القضية مجرد جريمة قتل عادية، بل هزت المجتمع الأمريكي وأصبحت معلمًا في تاريخ التحقيقات الجنائية الأمريكية، وذلك بفضل تفاصيلها البشعة وطرق التحقيق المبتكرة التي أدت إلى القبض على تشاندلر.

الجريمة المروعة في خليج تامبا

في يونيو من عام 1989، اختفت جوان روجرز وابنتاها اللاتي قدمن من ولاية أوهايو لقضاء عطلة قصيرة في فلوريدا. وبعد أيام قليلة، تحول البحث عنهن إلى مأساة حقيقية عندما عُثر على جثثهن طافية في مياه خليج تامبا بولاية فلوريدا. كانت المشاهد مروعة: فقد كشفت التحقيقات أن الضحايا كن مقيدات الأيدي والأقدام، وفي عمل يعكس قسوة لا توصف، كانت الحبال مربوطة بكتل إسمنتية حول أعناقهن. أظهر تشريح الجثث أن الضحايا أُلقين في الماء وهن لا يزلن على قيد الحياة، وهو ما يؤكد بشاعة الجريمة التي ارتكبها القاتل.

تحقيق غير مسبوق: اللوحات الإعلانية كدليل

على الرغم من بشاعة الجريمة وتوفر بعض الأدلة، بقيت القضية دون حل لعدة سنوات. لكن نقطة التحول الحاسمة جاءت في عام 1992، بعد ثلاث سنوات من الجريمة، عندما اتخذت الشرطة المحلية خطوة غير مسبوقة وغير تقليدية في تاريخ إنفاذ القانون بالولايات المتحدة. فقد قررت الشرطة نشر صور مكبرة لخط يد المشتبه به، الذي عُثر عليه في كتيب إرشادي تم استرجاعه من سيارة الضحايا، على لوحات إعلانية ضخمة عبر الولاية. كانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها اللوحات الإعلانية بهذه الطريقة لتحديد هوية مجرم، وهو تكتيك أثبت فعاليته بشكل مذهل. بفضل هذه المبادرة المبتكرة، تعرف أحد جيران أوبا تشاندلر على خط اليد المعروض في اللوحات الإعلانية، مما أدى إلى تحديد هويته واعتقاله. لم تكن هذه الطريقة ثورية في قضية تشاندلر فحسب، بل أصبحت اللوحات الإعلانية بعد ذلك أداة مفيدة تستخدمها سلطات إنفاذ القانون في البحث عن الأشخاص المفقودين وتحديد المشتبه بهم في قضايا أخرى.

أوبا تشاندلر: من مقاول إلى قاتل مدان

قبل اعتقاله، كان أوبا تشاندلر يعمل كمقاول غير مرخص له في تركيب الألواح الجانبية المصنوعة من الألومنيوم. هذه المهنة سمحت له بالتنقل والتفاعل مع أفراد مختلفين، مما قد يفسر كيف التقى بالضحايا. أثناء المحاكمة، ورغم نصيحة محاميه بعدم الإدلاء بشهادته، أصر تشاندلر على الدفاع عن نفسه. ادعى أنه التقى بالنساء من أوهايو وأعطاهن بعض التوجيهات، مؤكدًا أنه لم يرهن مرة أخرى إلا في التغطية الإخبارية للصحف وعلى اللوحات الإعلانية التي نشرتها السلطات. في البداية، افترضت الشرطة أن رجلين متورطان في جرائم القتل، لكن هذه الفرضية أُهملت بمجرد القبض على تشاندلر وتأكيد الأدلة ضده.

سنوات في سجن الإعدام وإعدامه

بعد إدانته، أُرسل أوبا تشاندلر إلى سجن Union Correctional Institution، وهو أحد سجون الإعدام الرئيسية في ولاية فلوريدا. أمضى تشاندلر سبعة عشر عامًا في السجن في انتظار تنفيذ حكم الإعدام. خلال هذه الفترة الطويلة، اشتهر تشاندلر بعدم تلقيه أي زائر واحد، وهو ما يثير التساؤلات حول طبيعة علاقاته بمن حوله أو مدى نبذه من المجتمع وحتى عائلته. في النهاية، نُفذ حكم الإعدام بحقه في 15 نوفمبر 2011. قبل إعدامه، كتب تشاندلر تصريحًا أخيرًا لمسؤولي السجن جاء فيه: "إنك تقتل رجلًا بريئًا [كذا] اليوم". وقد قُرئ هذا البيان في مؤتمر صحفي بعد تنفيذ الإعدام.

كشف ما بعد الإعدام: قاتل متسلسل

بعد ثلاث سنوات من إعدامه، وتحديدًا في فبراير 2014، جاء تطور مروع آخر في قصة أوبا تشاندلر. فقد أكدت أدلة الحمض النووي (DNA) أن تشاندلر كان وراء جريمة قتل أخرى لم تكن قد حُلت. ربطت الأدلة الجنائية تشاندلر بجريمة قتل إيفيليس بيروس بيجيريزي (Ivelisse Berrios-Beguerisse)، التي عُثر عليها ميتة في كورال سبرينغز، فلوريدا، في 27 نوفمبر 1990. هذا الكشف المتأخر بعد وفاته رسّخ صورته كقاتل متسلسل خطير ووضع نهاية لمطاردة طويلة لقاتل آخر مجهول في قضية بقيت مفتوحة لعقود.

الأسئلة الشائعة حول قضية أوبا تشاندلر

من كان أوبا تشاندلر؟
كان أوبا تشاندلر قاتلًا أمريكيًا أُدين وأُعدم في فلوريدا لقتله جوان روجرز وابنتيها في عام 1989. لاحقًا، رُبط اسمه بجريمة قتل أخرى عبر أدلة الحمض النووي.
ما هي الجريمة التي اشتهر بها أوبا تشاندلر؟
اشتهر بقتله جوان روجرز وابنتيها، حيث عُثر على جثثهن طافية في خليج تامبا بولاية فلوريدا، مقيدات الأيدي والأقدام ومربوطة بكتل إسمنتية.
كيف تم القبض على أوبا تشاندلر؟
تم القبض عليه بفضل تقنية تحقيق غير مسبوقة في الولايات المتحدة، حيث نشرت الشرطة صورًا مكبرة لخط يده على لوحات إعلانية. تعرف جاره على خط اليد وأبلغ الشرطة.
هل كانت هناك جرائم أخرى مرتبطة بأوبا تشاندلر؟
نعم. بعد سنوات من إعدامه، في عام 2014، ربطت أدلة الحمض النووي (DNA) تشاندلر بجريمة قتل إيفيليس بيروس بيجيريزي التي وقعت في عام 1990، مما أكد أنه كان قاتلًا متسلسلًا.
ما هي الفترة التي قضاها أوبا تشاندلر في السجن قبل إعدامه؟
قضى أوبا تشاندلر سبعة عشر عامًا في سجن Union Correctional Institution في فلوريدا، وهو سجن مخصص للمحكوم عليهم بالإعدام، قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه عام 2011.
ما هي أبرز تفاصيل فترة سجنه؟
خلال السنوات السبع عشرة التي قضاها في السجن، اشتهر تشاندلر بعدم تلقيه أي زائر واحد، مما كان ملاحظة فريدة ومحيرة في قضيته.