آنا وينتور ، صحفية إنجليزية أمريكية

تُعد السيدة آنا وينتور، المولودة في 3 نوفمبر عام 1949، صحفية بريطانية أمريكية أيقونية، ويُنظر إليها كقوة مؤثرة لا يمكن إنكارها في صناعة الأزياء العالمية. منذ عام 1988، وهي تشغل منصب رئيسة تحرير مجلة "فوغ" الأمريكية المرموقة، وتوسعت مسؤولياتها لتشمل منصب رئيسة المحتوى العالمي لشركة "كوندي ناست" (Condé Nast) الإعلامية العملاقة منذ عام 2020، بالإضافة إلى كونها المديرة الفنية للشركة والمديرة التحريرية العالمية لمجلة "فوغ".

بشعرها المميز بقصة "بيج بوي بوب" (pageboy bob) ونظاراتها الشمسية الداكنة التي نادرًا ما تفارق وجهها، أصبحت وينتور رمزًا يمكن التعرف عليه على الفور، وهي شخصية مهيمنة في عالم الموضة. تشتهر بعينها الثاقبة التي تستشرف اتجاهات الموضة الناشئة، وقدرتها على صياغة الذوق العام. غالبًا ما يوصف أسلوبها الشخصي بالتحفظ والتطلب الشديد، وهو ما أكسبها لقب "وينتور النووية" (Nuclear Wintour)، في إشارة إلى تأثيرها القوي وشخصيتها الحاسمة.

نشأتها وبداياتها في عالم الصحافة

ترعرعت آنا وينتور في بيئة صحفية، حيث كان والدها، تشارلز وينتور، محررًا لصحيفة "لندن إيفنينغ ستاندارد" (London Evening Standard) المرموقة بين عامي 1959 و1976. حتى أن والدها كان يستشيرها في كيفية جعل الصحيفة أكثر جاذبية للشباب في ذلك الوقت، مما غرس فيها فهمًا مبكرًا لأهمية التوجه للجمهور المستهدف وتأثير المحتوى. بدأت آنا تظهر اهتمامًا عميقًا بالموضة خلال فترة مراهقتها، وسرعان ما وجدت طريقها إلى عالم صحافة الموضة، حيث بدأت مسيرتها المهنية في مجلتين بريطانيتين.

بعد فترة وجيزة في بريطانيا، اتجهت وينتور نحو الولايات المتحدة، حيث واصلت صقل مهاراتها في نيويورك، وعملت في مجلات مثل "نيويورك" (New York) و"هاوس آند غاردن" (House & Garden). هذه التجربة الدولية المبكرة أكسبتها منظورًا واسعًا حول صناعة الإعلام والموضة على نطاق عالمي.

المسيرة المهنية في فوغ: من لندن إلى نيويورك

عادت آنا وينتور إلى لندن لتتولى منصب رئيسة تحرير مجلة "فوغ" البريطانية بين عامي 1985 و1987. خلال هذه الفترة، أثبتت قدرتها على إحداث تغييرات جوهرية وجذب انتباه القراء. وبعد عام واحد فقط، اتخذت وينتور الخطوة الأكبر في مسيرتها المهنية، حيث تولت دفة مجلة "فوغ" الأمريكية الرائدة في نيويورك عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المجلة، التي تعتبر حجر الزاوية في صناعة الموضة، تعاني من بعض الركود، وكان ينظر إليها على أنها تحتاج إلى تجديد شامل. وبفضل رؤيتها الجريئة وإدارتها الحازمة، نجحت وينتور في إعادة إحياء المجلة، محولةً إياها إلى قوة لا تضاهى تحدد الاتجاهات وتلهم الملايين حول العالم.

تأثيرها البالغ ومواجهتها للانتقادات

لم يقتصر دور آنا وينتور على مجرد نشر صور الأزياء، بل استخدمت المجلة كمنصة قوية لتشكيل صناعة الأزياء برمتها. لقد كانت رائدة في دمج عارضات الأزياء الشهيرات مع نجوم السينما على أغلفة "فوغ"، وأدت دورًا محوريًا في إطلاق مسيرات مهنية للعديد من المصممين. ومع ذلك، فإن نفوذها الكبير لم يخلُ من الجدل. فقد هاجمها نشطاء حقوق الحيوان بشدة لترويجها لاستخدام الفراء في صفحات المجلة، وهو ما اعتبره الكثيرون دعمًا لممارسات غير أخلاقية. كما اتهمها نقاد آخرون باستخدام "فوغ" للترويج لآراء نخبوية ومحدودة حول الأنوثة والجمال، مما أثار نقاشًا واسعًا حول مسؤولية وسائل الإعلام في تشكيل المعايير الاجتماعية.

وينتور في الثقافة الشعبية: من الروايات إلى الأفلام الوثائقية

امتد تأثير آنا وينتور ليشمل الثقافة الشعبية بطرق غير متوقعة. ففي عام 2003، أصدرت مساعدتها الشخصية السابقة، لورين ويسبرغر، روايتها الأكثر مبيعًا "الشيطان يرتدي برادا" (The Devil Wears Prada). وسرعان ما تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي ناجح في عام 2006، من بطولة النجمة ميريل ستريب التي أدت دور "ميراندا بريستلي"، رئيسة تحرير مجلة أزياء، والتي يُعتقد على نطاق واسع أن شخصيتها مستوحاة بشكل كبير من آنا وينتور. وقد ساهم هذا الفيلم في ترسيخ صورتها العامة كشخصية قوية ومتطلبة في عالم الموضة.

وفي عام 2009، كانت وينتور نفسها محور فيلم آخر، وهو الفيلم الوثائقي للمخرج آر. جي. كاتلر، بعنوان "عدد سبتمبر" (The September Issue). قدم هذا الفيلم نظرة نادرة وحميمية خلف كواليس عملية إعداد أكبر وأهم عدد من مجلة "فوغ" في العام، مما سمح للجمهور بالاطلاع على التفاني والعمل الشاق وراء صناعة الموضة وتأثير آنا وينتور المباشر عليها.

أسئلة متكررة حول آنا وينتور

من هي آنا وينتور وما هي أدوارها الحالية؟
آنا وينتور صحفية بريطانية أمريكية تُعد واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم الموضة. تشغل حاليًا منصب رئيسة تحرير مجلة "فوغ" الأمريكية، ورئيسة المحتوى العالمي لشركة "كوندي ناست"، والمديرة الفنية لـ "كوندي ناست"، والمديرة التحريرية العالمية لـ "فوغ".
لماذا تُعرف بلقب "وينتور النووية"؟
اكتسبت آنا وينتور هذا اللقب نظرًا لشخصيتها المنعزلة، ومعاييرها العالية، وأسلوب إدارتها الصارم والمباشر، مما يعكس نفوذها القوي وتأثيرها الكبير في صناعة الأزياء.
ما هو الدور الذي لعبته في إحياء مجلة "فوغ"؟
تولت آنا وينتور إدارة مجلة "فوغ" الأمريكية في عام 1988 في وقت كانت تعتبر فيه مطبوعة راكدة. نجحت في تجديدها بالكامل من خلال إحداث تغييرات جذرية في التحرير والتصوير الفوتوغرافي، مما حولها إلى مجلة تحدد الاتجاهات وتلهم عالم الموضة.
ما هي أبرز الانتقادات الموجهة لآنا وينتور؟
واجهت وينتور انتقادات من نشطاء حقوق الحيوان لترويجها للفراء في "فوغ". كما اتهمها بعض النقاد باستخدام المجلة للترويج لآراء نخبوية ومحدودة حول معايير الجمال والأنوثة.
هل فيلم "الشيطان يرتدي برادا" مبني على شخصيتها الحقيقية؟
على الرغم من أن الفيلم لم يذكرها بالاسم، إلا أنه يُعتقد على نطاق واسع أن شخصية رئيسة التحرير المتطلبة "ميراندا بريستلي" في رواية وفيلم "الشيطان يرتدي برادا" مستوحاة من آنا وينتور، حيث كتبتها مساعدتها الشخصية السابقة، لورين ويسبرغر.
ما هو الفيلم الوثائقي "عدد سبتمبر"؟
هو فيلم وثائقي صدر عام 2009 من إخراج آر. جي. كاتلر، ويتناول كواليس إعداد أهم وأكبر عدد من مجلة "فوغ" الأمريكية وهو عدد سبتمبر، ويقدم نظرة نادرة على عملية العمل الشاقة ودور آنا وينتور المحوري في هذه العملية.