إنجين أريك ، عالم فيزيائي وأكاديمي تركي (مواليد 1948)

تُعد الدكتورة إنجين أريك، التي ولدت في الرابع عشر من أكتوبر عام 1948 ورحلت عن عالمنا بشكل مأساوي في الثلاثين من نوفمبر عام 2007، إحدى أبرز عالمات فيزياء الجسيمات التركيات، وقد تركت بصمة واضحة في الأوساط العلمية الوطنية والدولية. كانت أريك شخصية أكاديمية مرموقة وأستاذة ملتزمة في جامعة بوغازيتشي العريقة، حيث كرست حياتها لدراسة المكونات الأساسية للمادة والقوى التي تحكمها في عالم فيزياء الجسيمات الدقيقة.

لم تقتصر إسهامات الدكتورة أريك على التدريس والأبحاث الأكاديمية فحسب، بل امتدت لتشمل جهودًا حثيثة في مجالات السياسات العلمية والطاقة، وكانت لها رؤى سباقة ومواقف واضحة عكست اهتمامها بمستقبل تركيا العلمي والبيئي. شغلت مناصب دولية مهمة، ودافعت بقوة عن قضايا حيوية كانت تؤمن بها إيمانًا راسخًا.

مسيرة أكاديمية وإسهامات علمية

تخصصت إنجين أريك في مجال فيزياء الجسيمات، وهو فرع من الفيزياء يهدف إلى فهم البنية الأساسية للمادة والطاقة، وكيفية تفاعل الجسيمات الأولية التي تكون الكون. ساهمت أبحاثها بشكل كبير في هذا المجال المعقد، وكانت مرشدة للعديد من الطلاب والباحثين في جامعة بوغازيتشي، إحدى الجامعات الرائدة في تركيا والمعروفة بتميزها الأكاديمي.

كانت الدكتورة أريك صوتًا قويًا لتركيا على الساحة الدولية، حيث مثلت بلادها في منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO). تهدف هذه المنظمة العالمية إلى تعزيز السلامة والأمن العالميين من خلال حظر جميع أنواع التجارب النووية، وقد لعبت أريك دورًا في ضمان التزام تركيا بالجهود الدولية الرامية إلى نزع السلاح النووي ومنع انتشاره.

رؤى رائدة في الطاقة والتعاون الدولي

اشتهرت الدكتورة أريك بدعمها القوي والمتحمس للثوريوم كمصدر مستقبلي للطاقة. كانت ترى في الثوريوم بديلاً واعدًا وأكثر أمانًا واستدامة للوقود النووي التقليدي مثل اليورانيوم. وقد دعت إلى الاستفادة من احتياطيات تركيا الكبيرة من الثوريوم لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة بشكل مستدام وفعال. ميزاتها الرئيسية تشمل:

علاوة على ذلك، كانت الدكتورة أريك من أبرز الداعمين والناشطين من أجل الحصول على العضوية الكاملة لتركيا في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN). تُعتبر CERN مركزًا عالميًا للابتكار العلمي، حيث يُجرى البحث في أسرار الكون باستخدام مصادم الهادرونات الكبير وغيرها من المنشآت المتطورة. كان هدفها من هذه العضوية هو فتح آفاق جديدة للعلماء والباحثين الأتراك للمشاركة في أحدث الاكتشافات العلمية، وتبادل المعرفة، وتعزيز مكانة تركيا كدولة فاعلة في مجتمع البحث العلمي العالمي. وقد تحققت هذه العضوية لاحقًا، جزئيًا بفضل جهودها الرائدة.

حادث مؤسف وإرث دائم

توفيت إنجين أريك بشكل مأساوي في الثلاثين من نوفمبر عام 2007 في حادث تحطم طائرة أطلس جيت الرحلة رقم 4203 بالقرب من مدينة إسبرطة التركية. كان هذا الحادث المروع سببًا في فقدان العديد من الأرواح، بما في ذلك عدد من زملائها العلماء، مما شكل صدمة كبيرة للمجتمع العلمي في تركيا وخارجها. رغم هذه الخسارة الفادعة، لا يزال إرث الدكتورة إنجين أريك حيًا من خلال إسهاماتها العلمية، ورؤاها المستقبلية في مجال الطاقة، وجهودها الدؤوبة في تعزيز التعاون العلمي الدولي. كانت حياتها مثالاً للعزيمة والتفاني في خدمة العلم والمجتمع.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

من هي إنجين أريك؟
هي عالمة فيزياء جسيمات تركية بارزة وأستاذة جامعية في جامعة بوغازيتشي، اشتهرت بدعمها للثوريوم كمصدر للطاقة وجهودها لضم تركيا بشكل كامل إلى CERN.
ما هو مجال تخصصها العلمي؟
تخصصت في فيزياء الجسيمات، وهو فرع من الفيزياء يدرس المكونات الأساسية للمادة والقوى التي تحكمها.
لماذا دعت إنجين أريك إلى استخدام الثوريوم كمصدر للطاقة؟
لأنها اعتبرته بديلاً واعدًا وأكثر أمانًا واستدامة لليورانيوم، يتميز بوفرته، وسلامة مفاعلاته، ومقاومته لانتشار الأسلحة النووية، وكفاءته العالية في توليد الطاقة.
ما هو دورها في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)؟
كانت من أشد المؤيدين والداعمين للعضوية الكاملة لتركيا في CERN، ساعية لتمكين العلماء الأتراك من المشاركة في الأبحاث الرائدة وتبادل المعرفة على المستوى الدولي.
ما هي منظمة CTBTO التي مثلت فيها تركيا؟
هي منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وهي هيئة دولية تسعى إلى حظر جميع أنواع التجارب النووية لتعزيز السلام والأمن العالميين.
كيف توفيت الدكتورة إنجين أريك؟
توفيت إنجين أريك بشكل مأساوي في حادث تحطم طائرة أطلس جيت الرحلة رقم 4203 بتاريخ 30 نوفمبر 2007.