Ehrenfried Walther von Tschirnhaus ، عالم رياضيات و فيزيائي وطبيب وفيلسوف ألماني (مواليد 1651)
يُعد إرينفريد فالتر فون تشيرنهاوس (يُنطق بالألمانية: [ˈeːʁənˌfrɪːt ˈvaltɐ fɔn ˈt͡ʃiːɐ̯nhaʊs]، ويكتب أحيانًا Tschirnhauß)، الذي وُلد في 10 أبريل 1651 وتُوفي في 11 أكتوبر 1708، شخصية محورية متعددة المواهب في أوروبا خلال فترة عصر التنوير. لم يكن تشيرنهاوس مجرد عالم رياضيات وفيزيائي بارز، بل امتدت اهتماماته لتشمل الطب والفلسفة، مما يجعله مثالاً ساطعاً للعالم الموسوعي الذي سعى لاكتشاف أسرار الطبيعة وتطويعها لخدمة البشرية. وقد ترك بصماته في مجالات متنوعة، من المعادلات الجبرية إلى البصريات، مروراً بالجدل الدائر حول الدور الحقيقي في اكتشاف البورسلين الأوروبي.
رحلة علمية متعددة الأوجه
وُلد إرينفريد فالتر فون تشيرنهاوس في كيزلينغسفالده، وهي قرية تقع الآن في بولندا وتتبع سابقًا منطقة ساكسونيا الألمانية. تلقى تعليماً رفيع المستوى في جامعة لايبزيغ، حيث درس الرياضيات والطب والعلوم الطبيعية. لم يكتفِ تشيرنهاوس بالتعليم الأكاديمي، بل انخرط في رحلات علمية واسعة النطاق عبر أوروبا، التقى خلالها بالعديد من كبار المفكرين والعلماء في عصره، بمن فيهم كريستيان هيغنز، وباروخ سبينوزا، وجوتفريد فيلهلم لايبنتس، الذي أصبح صديقاً ومراسلاً مقرباً له. هذه التفاعلات أثرت بشكل كبير في تشكيل فكره العلمي والفلسفي، ووسعت آفاق معرفته.
إسهاماته في عالم الرياضيات والفيزياء
في مجال الرياضيات، يُعرف تشيرنهاوس بشكل خاص بتقديمه لـ "تحويل تشيرنهاوس"، وهي طريقة رياضية مبتكرة تُستخدم لتبسيط المعادلات الجبرية متعددة الحدود عن طريق إزالة بعض حدودها الوسيطة. يُعد هذا التحويل أداة قوية في نظرية المعادلات، وقد ساعد في تبسيط حلول العديد من المشكلات المعقدة. لم تقتصر عبقرية تشيرنهاوس على الرياضيات النظرية؛ فقد كان له شغف كبير بالفيزياء التطبيقية، لا سيما في مجال البصريات. أجرى تجارب مكثفة على صناعة العدسات والمرايا الحارقة (Burning Mirrors) الضخمة التي كانت قادرة على تركيز أشعة الشمس لتوليد حرارة هائلة، مما فتح آفاقاً جديدة في البحث العلمي والصناعي في ذلك الوقت. كانت هذه التجارب شاهداً على اهتمامه العميق بتطوير الأدوات التي تخدم التقدم العلمي.
تشيرنهاوس والجدل حول اختراع البورسلين الأوروبي
لعل الجانب الأكثر إثارة للجدل في سيرة تشيرنهاوس هو دوره في اكتشاف سر صناعة البورسلين الصلب في أوروبا. كان البورسلين الصيني سلعة فاخرة ومرغوبة بشدة في أوروبا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وكانت وصفة صناعته سراً مجهولاً ظل لقرون حكراً على الصين. سعى العديد من العلماء والخبراء في أوروبا جاهدين لاكتشاف هذا السر، وكان تشيرنهاوس من أبرز هؤلاء. بدءاً من عام 1704، عمل تشيرنهاوس في المختبرات الساكسونية في درسدن ومايسن، وأجرى سلسلة لا حصر لها من التجارب على أنواع مختلفة من الطين والمعادن والحرارة، بهدف محاكاة جودة البورسلين الصيني وخصائصه الفريدة من الشفافية والمتانة. لقد حقق تقدماً ملحوظاً في فهم الخصائص الكيميائية والفيزيائية اللازمة لإنتاج هذه المادة الثمينة.
دور يوهان فريدريش بوتغر والجدل التاريخي
تقليدياً، يُنسب الفضل في اختراع البورسلين الأوروبي إلى الكيميائي والكيميائي العضو يوهان فريدريش بوتغر (Johann Friedrich Böttger)، الذي كان تحت إشراف تشيرنهاوس. تشير العديد من الروايات إلى أن تشيرنهاوس كان المرشد العلمي الرئيسي لبوتغر، وأنه هو من وضع الأسس العلمية والمنهجية التي قودت إلى الاكتشاف النهائي. يعتقد الكثيرون أن تشيرنهاوس كان قد توصل فعلياً إلى وصفة ناجحة للبورسلين قبل وفاته في عام 1708، وأن بوتغر أكمل العمل بعده، مستفيداً من الملاحظات والتجارب التي تركها تشيرنهاوس. وبعد وفاته بفترة وجيزة، أُعلن عن الاكتشاف، وتأسس مصنع مايسن الشهير للبورسلين (Meissen Porcelain) في عام 1710، ليصبح الأول من نوعه في أوروبا. ومع ذلك، هناك من يرى أن الفضل يعود حصرياً لبوتغر، بينما يجادل آخرون بأن بعض المصنعين الإنجليز ربما كانوا قد أنتجوا شكلاً من أشكال البورسلين في وقت أبكر، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى هذه القصة التاريخية المثيرة.
إرث تشيرنهاوس الدائم
بغض النظر عن الجدل الدائر حول البورسلين، يظل إرينفريد فالتر فون تشيرنهاوس شخصية ذات إرث علمي وفكري عميق. لقد كانت روحه الفضولية وعقله التحليلي دافعاً له لاستكشاف حدود المعرفة في عصره. من خلال إسهاماته في الرياضيات والبصريات، وريادته في البحث عن المواد الجديدة، قدم تشيرنهاوس نموذجاً للعالم الموسوعي الذي لا يخشى التحديات. اسمه مرتبط بالتقدم في مجالات متعددة، ومساهماته لا تزال تُلهم الأجيال اللاحقة من العلماء والمخترعين.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- من هو إرينفريد فالتر فون تشيرنهاوس؟
- هو عالم رياضيات وفيزيائي وطبيب وفيلسوف ألماني بارز عاش في الفترة من 1651 إلى 1708، واشتهر بتنوع اهتماماته وإسهاماته العلمية.
- ما هو تحويل تشيرنهاوس؟
- هو طريقة رياضية ابتكرها تشيرنهاوس لتبسيط المعادلات الجبرية متعددة الحدود عن طريق إزالة بعض حدودها، مما يسهل حلها.
- ما هو دوره في اختراع البورسلين الأوروبي؟
- يعتبره البعض العقل المدبر وراء اكتشاف البورسلين الصلب في أوروبا، حيث أجرى تجارب مكثفة ووضع الأسس العلمية التي أدت إلى الاكتشاف، وكان المرشد ليوهان فريدريش بوتغر الذي يُنسب إليه الفضل تقليدياً.
- كيف يرتبط عمله بيوهان فريدريش بوتغر؟
- كان تشيرنهاوس هو المشرف العلمي والمعلم لبوتغر في البحث عن سر البورسلين. يُعتقد أن تشيرنهاوس قد وصل إلى وصفة ناجحة قبل وفاته، وأن بوتغر أكمل العمل بناءً على جهوده.
- ما هي أبرز إنجازاته الأخرى؟
- بالإضافة إلى تحويل تشيرنهاوس ودوره في البورسلين، كان له إسهامات مهمة في مجال البصريات، بما في ذلك تطوير العدسات والمرايا الحارقة الضخمة.