جراهام هابرفيلد ، ممثل إنجليزي (ب .1941)

يُعد مسلسل "كورونيشن ستريت" (Coronation Street) واحدًا من أيقونات الدراما التلفزيونية البريطانية، فهو ليس مجرد مسلسل عادي، بل هو ظاهرة ثقافية استمرت لعقود. بدأ هذا المسلسل الدرامي، المعروف باسم "أوبرا الصابون" أو "سوب أوبرا"، رحلته بإنتاج تلفزيون غرناطة (Granada Television)، إحدى المحطات التلفزيونية التجارية الرائدة في المملكة المتحدة آنذاك. وُلدت فكرة هذا العمل الذي يصور حياة الطبقة العاملة في شمال إنجلترا على يد الكاتب المبدع توني وارن، الذي رسم ببراعة قصصًا وشخصيات لا تزال محفورة في ذاكرة المشاهدين.

كان الظهور الأول لـ"كورونيشن ستريت" على شاشة قناة ITV في تاريخ مميز، التاسع من ديسمبر عام 1960. منذ ذلك الحين، رسخ المسلسل مكانته كواحد من أطول المسلسلات التلفزيونية استمرارًا في تاريخ العالم، مقدمًا للمشاهدين لمحات أصيلة عن الحياة اليومية في شارع خيالي يُدعى "ويذر فيلد"، مليء بالضحكات والدموع والصراعات والتفاصيل الإنسانية العميقة.

تحديات عام 1962: إضراب نقابة إيكويتي

لم يكن طريق "كورونيشن ستريت" مفروشًا بالورود دائمًا، فقد واجه تحديًا كبيرًا خلال سنته الثالثة. ففي معظم النصف الأول من عام 1962، توقفت عجلة الإنتاج تقريبًا بسبب إضراب واسع النطاق قادته نقابة الممثلين البريطانية "إيكويتي" (Equity). بدأ هذا الإضراب المؤثر في نوفمبر 1961، وكان له تداعيات خطيرة على صناعة التلفزيون بأكملها، حيث منع أعضاء النقابة من توقيع أي عقود عمل جديدة طوال مدة الإضراب.

كان تأثير الإضراب على "كورونيشن ستريت" ملموسًا بشكل خاص؛ فقد اضطر فريق العمل إلى الاعتماد على مجموعة محدودة للغاية من الممثلين، بلغ عددهم أربعة عشر ممثلًا فقط، وذلك لمدة خمسة أشهر كاملة. السبب في ذلك يعود إلى أن هؤلاء الممثلين كانوا قد وقعوا عقودًا سنوية سابقة للإضراب، وهو أمر كان يعتبر نادرًا نسبيًا في صناعة التلفزيون البريطاني آنذاك. هذا الوضع فرض قيودًا كبيرة على كتابة الحلقات وتطور القصص، حيث كان على الكتاب العمل ضمن إطار الشخصيات المتاحة فقط.

نتج عن هذا الإضراب غياب عدد من الشخصيات المحبوبة والمنتظمة عن الشاشات، منهم إميلي نوجينت (التي أدت دورها إيلين ديربيشاير وتطورت لاحقًا لتصبح إميلي بيشوب، إحدى أطول الشخصيات بقاءً في المسلسل)، وليونارد سويندلي (الذي جسده آرثر لوي)، ولاحقًا دينيس تانر (فيليب لوري). لم يتمكن المسلسل من تقديم أي شخصيات جديدة حتى انتهى الإضراب في أبريل 1962، مما أثر بشكل واضح على ديناميكية العرض.

خلال هذه الفترة العصيبة، غادر المنتج الأصلي للمسلسل، وحل محله إتش. في. كيرشو (H. V. Kershaw). كانت هذه أولى فترات كيرشو الثمانية المنفصلة كمنتج للمسلسل على مدى السنوات العشر التالية، مما يدل على أهميته وتأثيره الكبير على مسار "كورونيشن ستريت".

النهضة بعد الإضراب: وجوه جديدة وعودة شخصيات محبوبة

مع انتهاء إضراب نقابة إيكويتي في أبريل 1962، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى "شارع التتويج". عاد معظم الممثلين الذين اضطروا إلى التوقف عن الظهور في أواخر عام 1961 إلى أدوارهم، لتعيد البهجة والتعقيد إلى نسيج الحكايات. ولم يقتصر الأمر على العودة فحسب، بل شهدت هذه الفترة أيضًا تقديم وجوه جديدة أثرت المسلسل.

في يوليو من عام 1962، قدم المنتج إتش. في. كيرشو شخصية "جيري بوث"، الباني الشاب واللطيف، والذي جسد دوره الممثل غراهام هابرفيلد. سرعان ما أصبح جيري شخصية محورية وأساسية في حياة الشارع على مدى الثلاثة عشر عامًا التالية، مشاركًا في العديد من القصص المؤثرة، حتى وفاته المفاجئة في عام 1975، والتي كانت مرتبطة بوفاة هابرفيلد نفسه، لتترك بصمة حزينة في تاريخ المسلسل.

شهد شهر أغسطس من العام نفسه "ولادة" ثانية للشارع، حيث وُلد الطفل "كريستوفر هيويت" لأبويه كونسبتا وهاري، في حدث يعكس دائمًا التجديد واستمرارية الأجيال في "كورونيشن ستريت". وفي سبتمبر، ظهرت شخصية أخرى ستصبح متكررة وطويلة الأمد وهي "ديف سميث"، مضيفة المزيد من الأبعاد والتفاعل إلى مجتمع الشارع الصغير.

شخصيات رئيسية قُدمت في السنة الثالثة (1962)

شهد عام 1962، رغم التحديات، تقديم بعض الشخصيات التي أضافت نكهة خاصة للمسلسل. وفيما يلي قائمة بالشخصيات التي انضمت إلى نسيج "كورونيشن ستريت" في هذه السنة، مرتبة حسب أول ظهور لها:

أسئلة متكررة حول "كورونيشن ستريت" وسنة 1962

متى بدأ عرض مسلسل "كورونيشن ستريت" لأول مرة؟
بدأ عرض "كورونيشن ستريت" لأول مرة في 9 ديسمبر 1960 على قناة ITV في المملكة المتحدة.
من هو مبتكر مسلسل "كورونيشن ستريت"؟
ابتكره الكاتب البريطاني توني وارن (Tony Warren)، الذي كان له رؤية فريدة لتصوير حياة الطبقة العاملة.
ما هو إضراب نقابة إيكويتي عام 1961-1962 وتأثيره على المسلسل؟
كان إضرابًا من قبل نقابة الممثلين البريطانية "إيكويتي" بدأ في نوفمبر 1961 واستمر حتى أبريل 1962، منع الممثلين من توقيع عقود جديدة. أدى ذلك إلى تقييد "كورونيشن ستريت" بالاعتماد على 14 ممثلًا فقط لمدة خمسة أشهر، مما سبب غياب العديد من الشخصيات وظهور تحديات في الإنتاج.
لماذا غابت شخصيات مثل إميلي نوجينت وليونارد سويندلي في عام 1962؟
غابت هذه الشخصيات بسبب إضراب نقابة إيكويتي، حيث لم يكن الممثلون الذين يجسدونها قد وقعوا عقودًا سنوية طويلة الأمد قبل بدء الإضراب، وبالتالي لم يتمكنوا من الظهور في المسلسل خلال تلك الفترة.
من هو إتش. في. كيرشو وما دوره في "كورونيشن ستريت"؟
إتش. في. كيرشو (H. V. Kershaw) هو منتج تولى دفة "كورونيشن ستريت" بعد رحيل المنتج الأصلي خلال فترة الإضراب عام 1962. وقد عمل كمنتج في ثماني فترات منفصلة خلال السنوات العشر التالية، وكان له تأثير كبير في تطوير المسلسل.
ما هي الشخصية البارزة التي قُدمت بعد انتهاء إضراب 1962؟
بعد انتهاء الإضراب في يوليو 1962، قُدمت شخصية الباني الشاب جيري بوث (Jerry Booth)، الذي جسده غراهام هابرفيلد، وأصبح شخصية رئيسية في المسلسل لمدة 13 عامًا.