محمد هابرال ، جراح تركي وأكاديمي

يُعد البروفيسور الدكتور محمد هابرال، المولود عام 1944، شخصية محورية في تاريخ الطب التركي الحديث، ومؤسس جامعة باشكنت المرموقة في أنقرة، تركيا. لكن إرثه يمتد أبعد من دوره الأكاديمي والإداري، حيث يُعرف على نطاق واسع بأنه الجراح الرائد الذي فتح آفاقًا جديدة في مجال زراعة الأعضاء في البلاد، مقدمًا بذلك أملًا جديدًا لآلاف المرضى.

ريادة الجراحة وزراعة الكلى الأولى

اكتسب البروفيسور هابرال لقب أول جراح زرع في تركيا بعد قيادته للفريق الطبي الذي أجرى أول عملية زرع كلى ناجحة في تركيا عام 1975. كان هذا الإنجاز التاريخي تتويجًا لتدريب جراحي مكثف وعميق تلقاه تحت إشراف الجراح الأمريكي الشهير البروفيسور توماس ستارزل، الذي يُعرف بأنه أحد الآباء المؤسسين لجراحة زراعة الأعضاء في العالم. لم يقتصر تعاونه مع ستارزل على اكتساب المعرفة والمهارات فحسب، بل شاركه أيضًا في إجراء بعض من عمليات زراعة الكبد المبكرة التي حققت أطول فترات بقاء للمرضى في ذلك الوقت، مما منحه خبرة لا تقدر بثمن في هذا المجال الحيوي والمعقد.

توسيع نطاق الرعاية والجهود التشريعية

بعد عودته إلى تركيا بفترة وجيزة، لم يكتفِ الدكتور هابرال بنقل الخبرات الجراحية المتقدمة، بل ركز اهتمامه أيضًا على تحسين البنية التحتية للرعاية الصحية الموجهة للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي. في خطوة استباقية لمعالجة الأعداد المتزايدة من هؤلاء المرضى في مراحله النهائية، أنشأ شبكة متكاملة وواسعة من مراكز غسيل الكلى في جميع أنحاء البلاد. كانت هذه المراكز بمثابة شريان حياة حقيقي لآلاف المرضى الذين كانوا في أمس الحاجة إلى العلاج، مما خفف من معاناتهم ووفر لهم فرصة للحياة.

واصل البروفيسور هابرال رحلته الرائدة في مجال زراعة الأعضاء، ففي عام 1978، قاد الفريق الذي أجرى أول عملية زرع كلى في تركيا باستخدام كلية من متبرع متوفى. أدرك الدكتور هابرال أن التقدم المستمر في زراعة الأعضاء يتطلب أكثر من مجرد مهارة جراحية فائقة؛ بل يستلزم أيضًا إطارًا قانونيًا واضحًا يدعم التبرع بالأعضاء من المتوفين وينظم عملية الزرع. لذلك، نجح في ممارسة ضغط مكثف ومثمر لتعديل القوانين القائمة في تركيا، وهي خطوة حاسمة مهدت الطريق أمام مزيد من التطورات في هذا المجال الحيوي. وبفضل جهوده التشريعية الدؤوبة، تمكن فريقه في عام 1979 من إجراء أول عملية زرع كلى محلية من متبرع متوفى في جامعة هاسيتيب، وهو إنجاز عكس التزام تركيا بالاستقلالية والتميز في هذا المجال الطبي الدقيق.

إنجازات محورية في زراعة الكبد والإرث الدائم

لم تتوقف مساهمات الدكتور هابرال عند زراعة الكلى. فقد استمر دوره الحيوي في سن المزيد من التشريعات المتعلقة بالتبرع بالأعضاء، مما أثر بشكل مباشر على تطور زراعة الكبد في البلاد. ففي عام 1988، شهدت تركيا إنجازًا آخر بقيادة فريقه، وهو أول عملية زرع كبد من متبرع متوفى، مما فتح آفاقًا جديدة للمرضى الذين كانوا يعانون من أمراض الكبد المستعصية. وبعد ذلك بعامين فقط، في عام 1990، حققوا إنجازًا غير مسبوق آخر بإجراء أول عملية زرع كبد من متبرع على قيد الحياة، وهو ما يؤكد التزامهم المستمر بالابتكار ورعاية المرضى.

يُعتبر البروفيسور الدكتور محمد هابرال رمزًا للإصرار والابتكار في مجال الطب التركي الحديث. فمن خلال تأسيس جامعة باشكنت، وتطوير برامج غسيل الكلى المُنقذة للحياة، وقيادة فرق جراحة زراعة الأعضاء التي حققت إنجازات عالمية، بالإضافة إلى دوره المحوري في تحديث التشريعات الطبية، ترك إرثًا دائمًا وملموسًا ساهم في إنقاذ آلاف الأرواح ورفع مستوى الرعاية الصحية في تركيا بشكل كبير ومستدام.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

من هو البروفيسور الدكتور محمد هابرال؟
هو جراح تركي بارز، ومؤسس جامعة باشكنت في أنقرة، ويُعرف بأنه الرائد في مجال زراعة الأعضاء في تركيا وأول جراح زرع في البلاد.
ما هي أبرز مساهماته في الطب التركي؟
تشمل مساهماته قيادة أول عملية زرع كلى في تركيا (1975)، وتأسيس شبكة مراكز غسيل الكلى، وإجراء أولى عمليات زراعة الكلى والكبد من متبرعين متوفين وأحياء، بالإضافة إلى دوره المحوري في تمرير التشريعات المهمة لدعم التبرع بالأعضاء وزراعتها.
متى أُجريت أول عملية زرع كلى في تركيا؟
أُجريت أول عملية زرع كلى في تركيا عام 1975، وقاد الفريق الذي أجرى هذه العملية البروفيسور الدكتور محمد هابرال.
ما أهمية التغييرات القانونية التي قادها الدكتور هابرال؟
كانت التغييرات القانونية حاسمة لتمكين التبرع بالأعضاء من المتوفين، وتسهيل الإجراءات الطبية لزراعة الأعضاء، مما أدى إلى زيادة فرص المرضى في الحصول على عمليات زرع منقذة للحياة وتطوير برامج زراعة الأعضاء المحلية في تركيا.
هل قام الدكتور هابرال بإجراء عمليات زرع كبد أيضًا؟
نعم، بعد دوره الفعال في تحديث التشريعات، قاد فريقه لإجراء أول عملية زرع كبد من متبرع متوفى في تركيا عام 1988، وأول عملية زرع كبد من متبرع على قيد الحياة عام 1990، مما عزز مكانة تركيا في هذا المجال.