ديكسي لي راي ، عالم أحياء وسياسي أمريكي ، الحاكم السابع عشر لواشنطن (ت 1994)

كانت دي إكسي لي راي، المولودة في 3 سبتمبر 1914 والتي غادرت عالمنا في 2 يناير 1994، شخصية أمريكية فريدة جمعت بين العبقرية العلمية والجرأة السياسية، لتترك بصمة لا تُمحى في تاريخ ولاية واشنطن والولايات المتحدة عمومًا. وُصفت بأنها "شخصية أيقونية" و "ذكية بشكل لاذع"، وهو وصف يليق بامرأة كسرت الحواجز لتصبح أول حاكمة لولاية أمريكية، وذلك عندما شغلت منصب الحاكم السابع عشر لواشنطن في الفترة من عام 1977 إلى عام 1981. شهدت فترة حكمها حدثًا طبيعيًا جللًا هز الولاية والعالم: الثوران المدمر لبركان جبل سانت هيلينز عام 1980، حيث أظهرت قيادة حاسمة في مواجهة الأزمة. كانت راي أيضًا مؤيدة قوية للطاقة الذرية، وهي قناعة شكلت جزءًا أساسيًا من رؤيتها السياسية والعلمية.

من العلم إلى الخدمة العامة

لم تكن دي إكسي لي راي سياسية بالمعنى التقليدي، فقد بدأت مسيرتها المهنية في عالم العلوم. أكملت تعليمها العالي المرموق، حيث تخرجت من كلية ميلز ثم جامعة ستانفورد العريقة، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في علم الأحياء، مما عكس شغفها العميق وتفوقها الأكاديمي. بحلول عام 1957، أصبحت أستاذًا مشاركًا في جامعة واشنطن، حيث كرست نفسها للبحث والتدريس.

كانت مساهماتها العلمية بارزة، فقد شغلت منصب كبيرة العلماء على متن المركب الشراعي SS Te Vega خلال الرحلة الاستكشافية الدولية للمحيط الهندي، وهي مغامرة علمية ضخمة ساهمت في فهمنا لبيئات المحيطات. لكن لعل إنجازها الأكثر تأثيرًا قبل دخولها معترك السياسة كان إنقاذها وتحويلها لمركز باسيفيك للعلوم (Pacific Science Center). فبفكرها التفاعلي، استطاعت تحويل هذا المتحف الذي كان على وشك الإفلاس من مجرد عرض تقليدي للمعارض إلى مركز تعليمي تفاعلي حيوي يجذب الجماهير، مما أعاده إلى الملاءة المالية وألهم أجيالًا من الشباب للاطلاع على العلوم.

في دفة القيادة الفيدرالية

شهد عام 1973 تحولًا جديدًا في مسيرة دي إكسي لي راي المهنية عندما عيَّنها الرئيس ريتشارد نيكسون رئيسة لهيئة الطاقة الذرية الأمريكية (AEC). كانت هذه الهيئة تلعب دورًا محوريًا في تطوير الطاقة النووية وتنظيمها في الولايات المتحدة. تحت قيادتها، اتخذت راي قرارات جريئة ومثيرة للجدل؛ فقد فصلت برامج البحث والتطوير عن برامج السلامة، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتجنب تضارب المصالح، كما أقالت ميلتون شو، رئيس قسم تطوير المفاعلات القوية، في إشارة واضحة إلى عزمها على إعادة هيكلة الهيئة وفق رؤيتها.

في عام 1975، واصلت راي خدمتها الفيدرالية عندما عينها الرئيس جيرالد فورد مساعدة لوزير الخارجية لشؤون المحيطات والشؤون البيئية والعلمية الدولية. ومع ذلك، لم تستمر في هذا المنصب سوى ستة أشهر. استقالت راي معللةً ذلك بعدم وجود دور حقيقي لها في اتخاذ القرارات داخل القسم، وهو ما يعكس شخصيتها التي لم ترضَ بأي منصب شكلي لا يسمح لها بتقديم إسهامات جوهرية.

قيادة ولاية واشنطن

بعد تجربتها الفيدرالية، قررت دي إكسي لي راي خوض غمار السياسة على مستوى الولاية. في عام 1976، ترشحت لمنصب حاكم ولاية واشنطن كديمقراطية. ورغم أسلوبها الذي وصف أحيانًا بالفظ أو المثير للمواجهة، إلا أنها تمكنت من الفوز بالانتخابات، لتصنع التاريخ كأول امرأة تتولى هذا المنصب في الولاية، وهو إنجاز عكس قدرتها على التواصل مع الناخبين وتجاوز التوقعات التقليدية للشخصيات السياسية.

أبرز سياساتها وتحدياتها

بصفتها حاكمة، تبنت دي إكسي لي راي سياسات جريئة عكست قناعاتها الراسخة. وافقت على السماح للناقلات العملاقة بالرسو في خليج بيوجيت ساوند، وهو قرار كان له أبعاده الاقتصادية والبيئية الهامة. كما أيدت بقوة دعم النمو والتطور غير المقيد للولاية، واستمرت في التعبير عن حماسها الشديد للطاقة الذرية كحل مستقبلي لتلبية احتياجات الطاقة، وهي قناعة لطالما دافعت عنها بحكم خلفيتها العلمية.

ثوران جبل سانت هيلينز عام 1980

لم تكن فترة حكم راي خالية من التحديات، ففي 3 أبريل 1980، وجدت نفسها في مواجهة واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة عندما ثار بركان جبل سانت هيلينز بقوة هائلة. أعلنت الحاكمة راي على الفور حالة الطوارئ، وقادت جهود الاستجابة للأزمة بفاعلية، محشدة الموارد الحكومية وموجهة جهود الإغاثة والإنقاذ. أظهرت قدرة قيادية لافتة في التعامل مع تداعيات الكارثة، من إجلاء السكان إلى تنسيق جهود إعادة الإعمار، وتركت بصمتها في ذاكرة الولاية كحاكمة واجهت محنة طبيعية بهذه الشجاعة والصرامة.

في وقت لاحق من نفس العام، سعت دي إكسي لي راي لإعادة انتخابها لمنصب الحاكم، لكنها خسرت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. بعد هذه الهزيمة، تقاعدت من الحياة السياسية، تاركةً وراءها إرثًا من الخدمة العامة المكرسة والعزيمة التي لا تلين.

الأسئلة المتكررة (FAQs)

من هي دي إكسي لي راي؟
دي إكسي لي راي (1914-1994) كانت عالمة أحياء وسياسية أمريكية، اشتهرت بكونها أول امرأة تتولى منصب حاكم ولاية واشنطن (1977-1981) وبدورها كرئيسة لهيئة الطاقة الذرية الأمريكية.
ما هي أبرز إنجازاتها كحاكمة؟
كانت أبرز إنجازاتها قيادتها لولاية واشنطن خلال الثوران المدمر لجبل سانت هيلينز عام 1980، وكسرها حاجز تولي النساء لمنصب الحاكم، بالإضافة إلى دعمها لسياسات النمو الاقتصادي والطاقة الذرية.
ما هو دورها في حادثة جبل سانت هيلينز؟
أعلنت الحاكمة دي إكسي لي راي حالة الطوارئ في 3 أبريل 1980 بعد ثوران جبل سانت هيلينز، وقادت استجابة الولاية للأزمة، بما في ذلك جهود الإجلاء والإغاثة وإعادة الإعمار، مما أظهر قيادتها القوية في مواجهة الكوارث الطبيعية.
لماذا تُعتبر شخصية مثيرة للجدل؟
وُصفت دي إكسي لي راي بأنها "شخصية أيقونية" وذات أسلوب "فظ ومواجه أحيانًا"، كما أثارت بعض سياساتها، مثل دعمها للنمو غير المقيد والطاقة الذرية، نقاشات وجدلًا في الأوساط السياسية والبيئية.
ما هو موقفها من الطاقة النووية؟
كانت دي إكسي لي راي مؤيدة قوية ومتحمسة للطاقة الذرية، وقد تجلى ذلك في مسيرتها العلمية والسياسية، بدءًا من ترؤسها لهيئة الطاقة الذرية الأمريكية وصولًا إلى دعمها لهذه الطاقة كحاكمة لولاية واشنطن.