يُعدّ عيد الظهور الإلهي، المعروف أيضاً بعيد الغطاس في العديد من التقاليد الشرقية، أحد الأعياد المسيحية المحورية التي تُسلّط الضوء على تجليات الله الخلاصية للبشرية. إنه ليس مجرد احتفال تاريخي، بل هو تأكيد حي لكيفية مجيء الإله لخاصته، كاشفاً عن طريق خلاصه للعالم أجمع. يُشتق اسم "الظهور الإلهي" من الكلمة اليونانية القديمة "epiphaneia" (ἐπιφάνεια)، والتي تعني حرفياً "مظهر" أو "ظهور" أو "تجلي"، مُشيرةً إلى لحظات كشف الإله عن ذاته بطريقة واضحة ومُعلنة.

تاريخياً، يُصادف هذا العيد في السادس من يناير من كل عام لدى غالبية الكنائس الغربية والشرقية التي تتبع التقويم الغريغوري، بينما تحتفل به بعض الكنائس الشرقية التي تتبع التقويم اليولياني في التاسع عشر من يناير. وفي مناطق معينة، قد يُحتفل به في يوم الأحد الذي يقع بين الثاني والثامن من يناير، ليتيح للجميع فرصة المشاركة في هذه المناسبة الروحية العميقة.

التجليات المتعددة لعيد الظهور الإلهي

يُعتبر عيد الظهور الإلهي مهرجاناً مسيحياً عريقاً وذا أهمية قصوى لعدة أسباب تاريخية ولاهوتية متجذرة. إنه يُذكّر المسيحيين بأساليب مختلفة تجلى بها الإله للعالم من خلال شخص يسوع المسيح. تشمل التجليات الرئيسية التي يُحتفل بها في هذا اليوم ما يلي:

الرمزية والألوان في عيد الظهور الإلهي

يُعتبر اللون الأبيض هو اللون الليتورجي التقليدي لعيد الظهور الإلهي، وهو يرمز إلى عدد من المعاني الروحية العميقة التي تتناسب مع جوهر العيد:

بالإضافة إلى اللون، تتضمن احتفالات عيد الظهور الإلهي طقوساً ورموزاً غنية، مثل "مباركة المياه" في الكنائس الشرقية، حيث يُعتقد أن مياه النهر أو أي مصدر للمياه تُصبح مباركة وتُستخدم للشفاء والتطهير. وفي بعض التقاليد الغربية، تُمارس طقوس مثل "وضع الطباشير على الأبواب" (Chalking the Door) بكتابة الأحرف الأولى لأسماء المجوس (مثل C+M+B) متبوعة بسنة العيد على عتبات المنازل، كنوع من المباركة وحماية المنزل خلال العام الجديد.

أسئلة شائعة حول عيد الظهور الإلهي

ما هو الفارق بين عيد الظهور الإلهي وعيد الميلاد؟
تقليدياً، كان عيد الظهور الإلهي هو الاحتفال الأقدم الذي يُركز على تجلي المسيح للعالم، بما في ذلك ميلاده، زيارة المجوس، ومعموديته. ومع مرور الوقت، انفصل عيد الميلاد (25 ديسمبر) ليُركز على حدث ميلاد المسيح الجسدي، بينما احتفظ عيد الظهور الإلهي (6 يناير) بالتركيز على تجليات لاهوت المسيح للعالم، وأبرزها معموديته وزيارة المجوس.
لماذا يُطلق على عيد الظهور الإلهي أيضاً اسم "عيد الغطاس"؟
يُشير اسم "عيد الغطاس" إلى طقس المعمودية أو "الغطس" في الماء، وهو الجزء الأبرز من احتفالات هذا العيد في الكنائس الشرقية، حيث يُحتفل بذكرى معمودية يسوع المسيح في نهر الأردن، والتي تُعتبر تجلياً عظيماً لهويته الإلهية.
هل يُحتفل بعيد الظهور الإلهي في جميع الكنائس المسيحية؟
نعم، يُحتفل بعيد الظهور الإلهي في معظم الكنائس المسيحية الرئيسية، بما في ذلك الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية، ولكن قد تختلف التقاليد والتركيز على الجوانب المختلفة للاحتفال حسب التقاليد المحلية واللاهوتية لكل طائفة.