في التقويمات الشعائرية الغربية، التي تشمل طوائف مسيحية عريقة مثل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والكنيسة الأنجليكانية، وبعض الكنائس اللوثرية، يحتفل بعيد القديس ميخائيل وجميع الملائكة الكرام في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر كل عام. هذا التاريخ، المعروف تاريخياً باسم "عيد ميخائيلماس"، هو أكثر من مجرد مناسبة دينية؛ فلقد ارتبط على مر العصور بأحداث هامة في التقويم الزراعي والمدني في أوروبا، مثل نهاية موسم الحصاد التقليدي وبداية العام المالي أو الأكاديمي.

رئيس الملائكة ميخائيل: القائد الحارس

يعتبر رئيس الملائكة ميخائيل في اللاهوت المسيحي، واليهودي، والإسلامي، شخصية محورية ومهيبة. فاسم "ميخائيل" نفسه يعني "من مثل الله؟" أو "الذي يشبه الله؟" وهو سؤال بلاغي يؤكد على تفرد وعظمة الخالق. يُصوَّر ميخائيل غالباً على أنه قائد جيوش السماء، والمدافع عن الإيمان، والمحارب العظيم ضد قوى الشر، لاسيما في رواية رؤيا يوحنا اللاهوتي، حيث يقود الملائكة في معركة ضد التنين (الشيطان). وبالتالي، فإن الاحتفال به في هذا اليوم يعكس الإجلال لدوره كحامٍ للمؤمنين وشفيع ضد المخاطر.

لماذا "وجميع الملائكة"؟

لا يقتصر الاحتفال في هذا العيد على رئيس الملائكة ميخائيل وحده، بل يمتد ليشمل "جميع الملائكة". هذا يشمل الرتب الملائكية المختلفة التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس والتقاليد الكنسية، من السيرافيم والكاروبيم والعرش، إلى السادة والقوات والسلطات، والرياسات ورؤساء الملائكة والملائكة العاديين. ومن بين رؤساء الملائكة الذين يُحتفى بهم في هذا السياق، نجد جبرائيل (رسول الله) الذي يحمل البشائر الإلهية، ورفائيل (شفاء الله) الذي يُعرف بكونه الملاك الشافي والمرافق في الأسفار.

إدراج الملاك أوريئيل: الملاك الرابع

في بعض الطوائف المسيحية، لا سيما في التقليد الأرثوذكسي الشرقي، وبعض الفروع الأنجليكانية، يُضاف اسم الملاك "أوريئيل" ليُصبح جزءاً من مجموعة رؤساء الملائكة الأربعة الكبار. كلمة "أوريئيل" تعني "نور الله" أو "نار الله"، ويُصوَّر غالباً كملاك الحكمة أو المعرفة الإلهية، وملاك التوبة. على الرغم من أن ذكره شائع في النصوص الأبوكريفا (غير القانونية) مثل سفر أخنوخ، إلا أنه ليس معترفاً به رسمياً ضمن قائمة رؤساء الملائكة الثلاثة الرئيسيين (ميخائيل، جبرائيل، رفائيل) في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي تعتمد بشكل صارم على النصوص الكتابية القانونية.

يعكس هذا التباين في الاعتراف بأوريئيل التنوع الغني للتقاليد اللاهوتية داخل المجتمع المسيحي الأوسع، حيث لكل طائفة تقويمها وطقوسها الخاصة التي تتجلى فيها رؤيتها للقداسة والشخصيات السماوية.

الأسئلة الشائعة حول عيد ميخائيلماس

متى يُحتفل بعيد الملاك ميخائيل وجميع الملائكة؟
يُحتفل به سنوياً في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر.
من هو القديس ميخائيل في المسيحية؟
هو أحد رؤساء الملائكة الأقوياء، يُعرف بقائد جيوش السماء، والمدافع عن الإيمان، والمحارب ضد قوى الشر.
لماذا يُشار إلى الملاك أوريئيل كـ"ملاك رابع"؟
في بعض التقاليد المسيحية، لا سيما الأرثوذكسية وبعض الأنجليكانية، يُضاف أوريئيل (بمعنى نور الله) إلى رؤساء الملائكة الثلاثة الرئيسيين (ميخائيل، جبرائيل، رفائيل)، على الرغم من أن ذكره غالباً ما يرد في نصوص خارجة عن القانون الكنسي لبعض الطوائف.
ما هي الأهمية التاريخية لـ29 سبتمبر بخلاف الجانب الديني؟
تاريخياً، ارتبط هذا اليوم بنهاية موسم الحصاد وبداية العقود الزراعية الجديدة في أجزاء من أوروبا، وكان يُعرف بكونه يوم دفع الإيجارات وتنظيم المعارض التجارية.