يُحتفى بيوم القديس جورج، المعروف أيضًا باسم عيد القديس "جورج"، كواحدة من أهم المناسبات الدينية والثقافية التي تتجاوز حدود الكنائس لتصل إلى قلوب الأمم. إنه يوم مخصص لتكريم ذكرى قديس يُجلّ في مختلف الطوائف المسيحية، بما في ذلك الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والأنغليكانية، بالإضافة إلى العديد من المدن، البلدان، الممالك والعديد من الدول التي تعتبره شفيعها وحاميها الروحي. يُنظر إلى القديس "جورج" على أنه أيقونة للشجاعة والإيمان، وقد ألهمت قصته الأجيال على مر العصور.

ويُعتقد أن القديس "جورج"، وهو شخصية تاريخية تحيط بها الهالة والقداسة، كان جندياً رومانياً ذا أصول يونانية من منطقة كابادوكيا في الأناضول، والذي استُشهد بسبب إيمانه المسيحي. ورغم أن التفاصيل التاريخية لحياته قد اختلطت بالأساطير، إلا أن مكانته كشهيد قوي وشجاع لم تتزعزع. تعد أسطورته الشهيرة عن قتاله للتنين - رمز الشر - لإنقاذ أميرة، من أكثر القصص رسوخًا في الوعي الجمعي، وإن كانت هذه القصة قد ظهرت في العصور الوسطى ولم تكن جزءًا من الروايات الأصلية لحياته، إلا أنها عززت صورته كبطل للإيمان والخير.

متى يُحتفل بيوم القديس "جورج"؟

يُحتفل تقليدياً بيوم القديس "جورج" في 23 أبريل من كل عام. هذا التاريخ تم اعتماده تقليدياً باعتباره يوم استشهاد القديس، والذي يُعتقد أنه وقع خلال اضطهاد الإمبراطور الروماني "دقلديانوس" للمسيحيين في عام 303 ميلادي. كانت حملة "دقلديانوس" من أشد الاضطهادات التي تعرض لها المسيحيون في الإمبراطورية الرومانية، حيث سُعِيَ إلى القضاء على المسيحية بشكل كامل، مما أسفر عن استشهاد الآلاف من المؤمنين الأوائل.

التقويم الغريغوري واليولياني: اختلاف تواريخ الاحتفال

تجدر الإشارة إلى أن هناك تفاوتاً في تاريخ الاحتفال بين مختلف الكنائس بسبب اختلاف التقاويم المتبعة. فبينما تتبع معظم الكنائس الغربية التقويم الغريغوري الحديث الذي يحتفل بيوم القديس "جورج" في 23 أبريل، فإن العديد من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي ما زالت تستخدم التقويم اليولياني القديم تحتفل بهذا اليوم في تاريخ يوافق 6 مايو من التقويم الغريغوري الحالي. هذا الاختلاف ناتج عن فارق الأيام المتراكم بين التقويمين على مر القرون (حوالي 13 يوماً حالياً). وقد كان الاحتفال بهذا اليوم في القرن التاسع عشر يوافق الخامس من مايو، مما يوضح هذا التباين التاريخي وتأثير ضبط التقاويم على المواعيد الدينية.

القديس "جورج": شفيع الأمم والمجتمعات

تتجلى أهمية القديس "جورج" بشكل كبير في دوره كشفيع للعديد من الدول والمناطق حول العالم. فماذا يعني أن يكون قديس شفيعاً؟ يعني ذلك أنه يُنظر إليه كحامٍ ومدافع وملهم لتلك الشعوب أو المجموعات، وكثيرًا ما يُستدعى للمساعدة في الأوقات الصعبة. تشمل أبرز الأماكن التي تتخذ القديس "جورج" شفيعاً لها ما يلي:

كيف يُحتفل بيوم القديس "جورج"؟

تختلف طرق الاحتفال بيوم القديس "جورج" من منطقة لأخرى، لكنها غالباً ما تشمل عناصر مشتركة تجمع بين الروحانية والاحتفالات الشعبية:

أسئلة متكررة حول يوم القديس "جورج"

من هو القديس "جورج"؟
هو قديس مسيحي وشهيد يُعتقد أنه كان جندياً رومانياً من أصل يوناني استُشهد بسبب إيمانه المسيحي في عهد الإمبراطور "دقلديانوس" في أوائل القرن الرابع الميلادي.
لماذا يُعتبر القديس "جورج" شفيعاً للعديد من البلدان؟
يُعتبر شفيعاً لأنه يُنظر إليه كرمز للشجاعة والإيمان والمدافعة عن الحق والعدل. وقد ارتبطت به العديد من الأساطير والقصص، مثل قتله للتنين، التي عززت مكانته كحامٍ ومُلهم للشعوب في مواجهة التحديات.
ما هو الفارق بين التقويمين اليولياني والغريغوري في الاحتفال بيوم القديس "جورج"؟
بسبب الفارق الزمني المتراكم بين التقويمين (حوالي 13 يوماً حالياً)، تحتفل الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني (مثل بعض الكنائس الأرثوذكسية الشرقية) بيوم القديس "جورج" في 6 مايو من التقويم الغريغوري، بينما تحتفل معظم الكنائس الغربية به في 23 أبريل.
هل قصة القديس "جورج" والتنين حقيقية؟
قصة القديس "جورج" والتنين هي أسطورة نشأت في العصور الوسطى، وهي رمزية وليست تاريخية. تُستخدم لتمثيل انتصار الخير على الشر، والإيمان على الوثنية، والشجاعة في مواجهة التحديات الكبيرة.