يُعد "بهاي دوج" احتفالاً دينياً هندوسياً ذا أهمية بالغة، يُقام في اليوم القمري الثاني من "شوكلا باكشا" (الشطر المشرق للقمر) خلال شهر "كارتيكا" في التقويم الهندوسي، والذي يوافق عادةً شهري أكتوبر أو نوفمبر من التقويم الميلادي. هذا المهرجان المبهج، الذي يتجذر بعمق في التقاليد الثقافية لشبه القارة الهندية، يجسد الاحتفاء بالرابطة الأبدية والنقية بين الإخوة والأخوات.
على نطاق واسع في الهند ونيبال، لا يُعتبر "بهاي دوج" مجرد مناسبة احتفالية، بل هو أيضاً عطلة رسمية في نيبال، حيث يُعرف باسم "بهاي تيكا". يتزامن هذا اليوم المبارك عادةً مع ختام سلسلة مهرجانات "ديوالي" التي تستمر لخمسة أيام في الهند، أو "تيهار" في نيبال، ليُشكل تتويجاً مشرقاً لاحتفالات النور والفرح.
جوهر الاحتفال والطقوس
يكمن جوهر "بهاي دوج" في تعزيز وتقوية العلاقة العميقة بين الأشقاء، حيث تؤدي الأخوات طقوساً خاصة لضمان طول العمر والرخاء لإخوتهن، فيما يقدم الإخوة لهن تعبيراً عن حبهم وحمايتهم. تتضمن الاحتفالات مجموعة من الطقوس المفعمة بالحب:
تطبيق الـ "تيكا": تبدأ الأخت اليوم بتجهيز وعاء مقدس (كالاواش) وأداء طقوس الـ "بوجا". ثم تقوم بوضع علامة "تيكا" (تُعرف أيضاً بالتيلاك) على جبين أخيها، وهي عبارة عن مزيج من مسحوق الروميليون (التيلاك الأحمر)، وحبوب الأرز (أكشات)، والماء، وأحياناً أوراق جوز الهند. هذه العلامة ترمز إلى البركة، الحماية من الشر، والتمني لطول العمر والازدهار للأخ.
الدعاء والـ "آرتي": بعد وضع الـ "تيكا"، تؤدي الأخت طقس الـ "آرتي" (الدوران بضوء الشموع أو المصباح حول وجه الأخ) وتتلو الصلوات المخصصة لرفاهية أخيها وحمايته من كل مكروه.
وجبة "بهاي دوج": تقوم العديد من الأخوات بإعداد وجبات شهية ومفضلة لإخوتهن، وتُعتبر هذه الوجبة جزءاً لا يتجزأ من الاحتفال، حيث يتناول الأشقاء الطعام معاً في جو من الدفء والمودة.
تبادل الهدايا: رداً على بركات الأخوات وصلواتهن، يقدم الإخوة الهدايا لهن، والتي قد تتراوح بين الملابس والمجوهرات والمال أو أي شيء آخر يعبر عن تقديرهم وحبهم لأخواتهم. هذا التبادل يعزز روح الحماية والمسؤولية المتبادلة.
الأصول والارتباطات الثقافية
تُروى عدة أساطير حول أصل "بهاي دوج"، أبرزها أسطورة "ياما" (إله الموت) وأخته "يامونا". يُقال إن "يامونا" دعت أخيها "ياما" لزيارتها في هذا اليوم، وعندما وصل، استقبلته بكل حب وقدمت له وجبة شهية، ففرح "ياما" ووعد كل أخ يزور أخته في هذا اليوم بأن ينعم بالصحة وطول العمر. كما يُعتقد أن "لورد كريشنا" قد زار أخته "سوبادرا" بعد هزيمته للشيطان "ناراكاسورا"، وقدمت له "سوبادرا" استقبالاً حافلاً بوضع الـ "تيكا" على جبينه، مما أضاف بعداً تاريخياً للاحتفال.
تنوعات إقليمية
يُعرف هذا العيد بأسماء مختلفة ويُحتفل به بطرق متنوعة عبر مناطق شبه القارة الهندية، مما يعكس الثراء الثقافي للمنطقة:
بهاي تيكا: في نيبال، حيث يُعد عطلة وطنية رسمية.
بهاو بيج: في ولايات ماهاراشترا وغوا وغوجارات جنوب غرب الهند.
بهاي فونتا: في البنغال الغربية وأوديشا وولاية آسام، ويُركز فيه على حفل الـ "تيلاك" والدعاء لطول العمر.
ياما دويتيا: اسم آخر يُستخدم أحياناً في بعض المناطق إشارةً إلى الأسطورة التي تربط العيد بإله الموت "ياما".
بهاي جيونتيا: في بعض أجزاء شمال الهند، حيث تقوم الأخوات بصوم ليوم كامل من أجل سلامة إخوتهن.
بغض النظر عن الاسم أو التنوعات الطقسية، يظل المغزى الأعمق لـ "بهاي دوج" واحداً: الاحتفاء بالروابط الأخوية المقدسة التي تُعد دعامة أساسية في النسيج الاجتماعي والثقافي لشبه القارة الهندية.
الأسئلة الشائعة حول "بهاي دوج"
- ما هو "بهاي دوج"؟
- "بهاي دوج" هو عيد هندوسي يحتفل بالرابطة بين الإخوة والأخوات، حيث تقوم الأخوات بأداء طقوس وبركات لأشقائهن الذكور في المقابل يقدم الإخوة الهدايا.
- متى يتم الاحتفال بـ "بهاي دوج"؟
- يُحتفل به في اليوم القمري الثاني من "شوكلا باكشا" (الشطر المشرق للقمر) في شهر "كارتيكا" من التقويم الهندوسي، والذي يصادف عادةً أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر.
- هل يرتبط "بهاي دوج" بمهرجان "ديوالي"؟
- نعم، "بهاي دوج" هو اليوم الخامس والأخير من سلسلة احتفالات "ديوالي" في الهند و"تيهار" في نيبال، ويُختتم به المهرجان الكبير.
- ما هي الطقوس الرئيسية في "بهاي دوج"؟
- تشمل الطقوس الرئيسية تطبيق الأخت لعلامة "تيكا" على جبين أخيها، وأداء صلوات "آرتي" لصحته وطول عمره، وتجهيز وجبات خاصة، وتبادل الهدايا بين الأشقاء.
- هل يُحتفل بـ "بهاي دوج" فقط في الهند؟
- لا، يُحتفل به على نطاق واسع في جميع أنحاء شبه القارة الهندية، بما في ذلك نيبال، وبأسماء مختلفة مثل "بهاي تيكا"، "بهاو بيج"، و"بهاي فونتا"، وغيرها، مع اختلافات طفيفة في التقاليد المحلية.