يُعد يوم تحرير الكويت، الموافق للسادس والعشرين من فبراير كل عام، من أقدس الأيام وأكثرها دلالة في تاريخ دولة الكويت الحديث. إنه ليس مجرد عطلة رسمية، بل هو احتفال وطني مهيب يُخلّد ذكرى إنهاء الاحتلال العراقي الغاشم الذي جثم على صدر البلاد لمدة سبعة أشهر مروعة، واستعادة السيادة الكاملة والحرية لشعب الكويت. هذا اليوم هو رمز للصمود والإصرار الكويتي، وتتويج لجهود دولية مشتركة لإحقاق الحق.
السياق التاريخي: الغزو والاحتلال
بدأ الفصل المظلم من تاريخ الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990، عندما اجتاحت القوات العراقية الأراضي الكويتية في غزو مفاجئ وغير مبرر. تسبب هذا العمل العدواني في احتلال دام قرابة سبعة أشهر، عانت خلاله الكويت وشعبها من ويلات القمع والنهب والتدمير الممنهج لمؤسساتها وبنيتها التحتية. لم يكن هذا الغزو انتهاكًا صارخًا للسيادة الكويتية فحسب، بل كان تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، مما دفع المجتمع الدولي إلى إدانته بشدة والمطالبة بانسحاب فوري.
الطريق إلى التحرير: جهود دولية بطولية
لم يقف العالم مكتوف الأيدي أمام هذا العدوان السافر. سرعان ما أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سلسلة من القرارات الحاسمة، أبرزها القرار رقم 678، التي طالبت بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات العراقية، وفرض حصارًا اقتصاديًا صارمًا على العراق. عندما فشلت الدبلوماسية في تحقيق الانسحاب، تشكل تحالف دولي غير مسبوق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وضم قوات من أكثر من 30 دولة، تحت مظلة عملية "عاصفة الصحراء". هذه العملية العسكرية الواسعة النطاق بدأت في السابع عشر من يناير عام 1991، بهدف تحرير الكويت بالقوة العسكرية بعد أن استنفدت كل الحلول السلمية.
إشراقة التحرير: 26 فبراير 1991
وبعد حملة عسكرية جوية وبرية حاسمة ودقيقة، تمكنت القوات المشتركة من دحر الجيش العراقي وإرغامه على الانسحاب من الأراضي الكويتية. في السادس والعشرين من فبراير عام 1991، أعلنت الكويت تحريرها الكامل وعودة الشرعية، وهو اليوم الذي طالما انتظرته البلاد بفارغ الصبر. يمثل هذا التاريخ علامة فارقة في تاريخ الكويت، فهو ليس فقط نهاية فصل مظلم من الاحتلال والمعاناة، بل هو شهادة حية على صمود الشعب الكويتي وتضامن المجتمع الدولي وقدرته على التصدي للعدوان واستعادة الحقوق المشروعة وسيادة الدول.
كيف تحتفل الكويت بيوم التحرير؟
يُحتفل بيوم التحرير في الكويت بأجواء من الفخر الوطني والبهجة، تخليداً لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وتكريماً لصمود الشعب الذي رفض الذل والاحتلال. تشمل هذه الاحتفالات مظاهر متعددة تعكس الروح الوطنية:
- تزيين الشوارع والمباني والمؤسسات الحكومية بالأعلام الكويتية والأضواء الملونة، مما يضفي على المدن روحًا احتفالية مميزة وبهيجة.
- تنظيم المسيرات والعروض العسكرية الوطنية التي تستعرض قوة الكويت ورمزية انتصارها، مع مشاركة واسعة من مختلف قطاعات المجتمع.
- إطلاق الألعاب النارية المبهرة التي تضيء سماء الكويت بألوان الفرح والأمل، تعبيرًا عن التحرر والنصر.
- تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية والعروض الفولكلورية التي تبرز التراث الكويتي الأصيل وتعزز الانتماء الوطني والوحدة بين أبناء الوطن.
- إقامة الندوات والمؤتمرات والفعاليات التعليمية التي تسلط الضوء على أهمية هذه الذكرى وتاريخ الغزو والتحرير، لغرس الوعي الوطني وقيم الولاء في نفوس الأجيال القادمة.
أسئلة شائعة حول يوم تحرير الكويت
- ما هو الفرق بين اليوم الوطني ويوم التحرير في الكويت؟
- اليوم الوطني للكويت هو 25 فبراير، ويحتفل بذكرى جلوس الشيخ عبد الله السالم الصباح على سدة الحكم عام 1950، ويعتبر يوم استقلال الكويت. أما يوم التحرير فهو 26 فبراير، ويحتفل بذكرى تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991. غالبًا ما يتم الاحتفال بهما معًا كجزء من عطلة وطنية طويلة ومتصلة تعرف بأيام الأعياد الوطنية.
- متى تم الغزو العراقي لدولة الكويت؟
- وقعت عملية الغزو العراقي لدولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990، وهو تاريخ مفصلي في تاريخ الكويت الحديث والمنطقة.
- ما المدة التي استغرقها الاحتلال العراقي للكويت؟
- استمر الاحتلال العراقي لدولة الكويت حوالي سبعة أشهر بالتمام والكمال، من 2 أغسطس 1990 حتى 26 فبراير 1991، وهي فترة مليئة بالتحديات والصمود.
- ما اسم العملية العسكرية التي أدت إلى تحرير الكويت؟
- العملية العسكرية الكبرى التي قادها التحالف الدولي لتحرير الكويت كانت تسمى "عملية عاصفة الصحراء" (Operation Desert Storm)، وهي من أضخم العمليات العسكرية في التاريخ الحديث.