يحتفل المغرب في الثامن عشر من نوفمبر من كل عام بـ يوم الاستقلال المغربي، وهو عيد وطني يحمل في طياته أعمق معاني الفخر والعزة لكل مواطن مغربي. هذا اليوم ليس مجرد عطلة رسمية، بل هو تخليد لذكرى نقطة تحول حاسمة في تاريخ المملكة الشريفة، ممثلة في نهاية عهد الحماية الأجنبية الذي استمر لعقود، وبزوغ فجر السيادة الوطنية الكاملة للمغرب. إنه اليوم الذي استعاد فيه الشعب المغربي زمام أموره، وأعاد بناء دولته المستقلة على أسس قوية من الوحدة والعزيمة.
التاريخ العريق ليوم الاستقلال المغربي
لفهم الأهمية الجوهرية ليوم 18 نوفمبر، لا بد من استعراض السياق التاريخي. خضع المغرب منذ عام 1912 لنظام الحماية الأجنبية، حيث قُسمت أراضيه إلى منطقتين نفوذ رئيسيتين: حماية فرنسية في الوسط والجنوب، وحماية إسبانية في الشمال والصحراء. كما تميزت مدينة طنجة بوضع دولي خاص. وعلى الرغم من أن هذا النظام كان يهدف ظاهريًا إلى "الإصلاح والتحديث"، إلا أنه في جوهره قيد سيادة البلاد وفرض نفوذًا أجنبيًا على مقدراتها.
عبر عقود من الزمن، ناضل الشعب المغربي قاطبة، بقيادة ملكه الراحل المغفور له محمد الخامس، من أجل التحرر واستعادة السيادة. لم تكن هذه المسيرة سهلة، بل كانت محفوفة بالتضحيات والاعتقالات والنفي. في ذروة هذه المقاومة، وُضع السلطان محمد الخامس وعائلته في المنفى القسري عام 1953، وهو حدث أثار غضبًا شعبيًا عارمًا وعزز من لهيب النضال الوطني.
إن تاريخ الثامن عشر من نوفمبر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعودة المظفرة للمغفور له الملك محمد الخامس من منفاه في 16 نوفمبر 1955، وإلقائه خطاب العرش التاريخي في 18 نوفمبر من نفس العام. هذا الخطاب، الذي أعلن فيه المغفور له عن نهاية عهد الحماية وبداية مرحلة استكمال السيادة، شكل اللحظة الحاسمة التي بشرت بعودة المغرب إلى مكانته الطبيعية كدولة مستقلة ذات سيادة. ورغم أن الإعلان الرسمي عن استقلال المغرب من الحماية الفرنسية تم في 2 مارس 1956، ومن الحماية الإسبانية في 7 أبريل 1956، وتصفية الوضع الدولي لطنجة في أكتوبر 1956، فإن 18 نوفمبر يظل هو التاريخ الذي يُحتفل به سنويًا بصفته عيد الاستقلال، نظرًا لرمزيته الكبيرة كإعلان فعلي لبزوغ فجر الحرية والسيادة الوطنية.
كيف يحتفل المغاربة بيوم الاستقلال؟
تكتسي احتفالات يوم الاستقلال في المغرب طابعًا خاصًا يعكس الروح الوطنية العميقة والفخر بهذا الإنجاز التاريخي. ففي هذا اليوم، تزدان الشوارع والساحات في جميع أنحاء المملكة بالأعلام المغربية الحمراء المتوهجة بنجمتها الخضراء الخماسية. تُقام المسيرات الرسمية والعسكرية التي تستعرض قوة البلاد وتاريخها المجيد، وتُعقد الاحتفالات الشعبية والفعاليات الثقافية التي تُحيي الذاكرة الوطنية وتُبرز تضحيات الأجداد. يجتمع أفراد العائلات والأصدقاء في أجواء من البهجة والاحتفال، ويتشارك الجميع مشاعر الانتماء والولاء للوطن. كما تُبث البرامج الوثائقية الخاصة والمقابلات التي تستعرض مراحل النضال الوطني وتسلط الضوء على الإنجازات التي تحققت بفضل الاستقلال، من بناء البنية التحتية إلى التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
أسئلة متكررة حول يوم الاستقلال المغربي
- ما هو يوم الاستقلال المغربي؟
- يوم الاستقلال المغربي هو عيد وطني يُحتفل به سنويًا في المغرب لتخليد ذكرى نهاية عهد الحماية الأجنبية (الفرنسية والإسبانية) وبداية السيادة الكاملة للمملكة.
- متى يتم الاحتفال بيوم الاستقلال المغربي؟
- يُحتفل بيوم الاستقلال المغربي في الثامن عشر من نوفمبر من كل عام.
- لماذا يُحتفل بيوم 18 نوفمبر كعيد للاستقلال بالرغم من أن الإعلان الرسمي كان في عام 1956؟
- يُحتفل بيوم 18 نوفمبر لأنه يصادف تاريخ إلقاء المغفور له الملك محمد الخامس لخطاب العرش التاريخي عام 1955، بعد عودته من المنفى، والذي أعلن فيه عن نهاية نظام الحماية وبداية استكمال السيادة. يُعتبر هذا التاريخ رمزًا لبداية مسار الاستقلال الفعلي، حتى وإن كانت الإعلانات الرسمية قد تلت ذلك في مارس وأبريل وأكتوبر 1956.
- من هو الملك الذي قاد المغرب نحو الاستقلال؟
- الملك الذي قاد المغرب نحو الاستقلال هو المغفور له الملك محمد الخامس، الذي يُعرف بلقب "أبو الأمة" لدوره المحوري في قيادة النضال الوطني.
- ما هي أبرز مظاهر الاحتفال بهذا اليوم؟
- تشمل أبرز مظاهر الاحتفال المسيرات الرسمية والعسكرية، وتزيين المدن بالأعلام المغربية، والفعاليات الثقافية والشعبية، وتجمعات العائلات، وبث البرامج التلفزيونية والإذاعية الخاصة بالحدث.