يوم العرش، أو كما يُعرف شعبياً بـ "عيد العرش"، هو احتفال وطني مهيب ومناسبة غالية تحتفي بها المملكة المغربية كل عام. تتجاوز هذه المناسبة كونها مجرد ذكرى تاريخية، لتصبح رمزاً حياً للتلاحم الوثيق بين العرش والشعب، وتجسيداً لاستمرارية المؤسسة الملكية العلوية، التي تظل ركيزة أساسية لوحدة البلاد وسيادتها. ويعود أصل هذا الاحتفال إلى حدث تاريخي بالغ الأهمية: تنصيب جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، بطل التحرير ورمز المقاومة، سلطاناً على المغرب في 30 يوليو من عام 1927. هذا التاريخ، الذي يصادف صيفاً حاراً، لم يكن مجرد يوم لتبوء الحكم، بل كان إيذاناً بمسيرة نضالية طويلة توّجت باستقلال المغرب.

يتم الاحتفال بيوم العرش سنوياً في نفس التاريخ، 30 يوليو، وهو موعد ثابت في الأجندة الوطنية المغربية. ورغم أن الذكرى الأصلية تعود لتنصيب الملك محمد الخامس، فقد تطور الاحتفال ليصبح مناسبة لتجديد البيعة والولاء للعاهل المغربي الحالي، وتأكيد الارتباط المتين بين الأمة وقائدها. إنه يوم تعكس فيه كل مدينة وقرية في المغرب مشاعر الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية.

دلالات تاريخية ووطنية عميقة

في عام 1927، شهد المغرب، الذي كان آنذاك تحت نظام الحماية، حدثاً تاريخياً بارزاً بتنصيب الشاب سيدي محمد بن يوسف، الذي سيُعرف لاحقاً بالملك محمد الخامس، سلطاناً. ورغم ظروف الحماية، كان اختيار هذا اليوم بمثابة نقطة تحول، حيث بدأت ملامح قيادة وطنية قوية تتشكل، قادت الأمة لاحقاً نحو استعادة سيادتها واستقلالها. الملك محمد الخامس (الذي تُوفي عام 1961) لم يكن مجرد حاكم، بل كان زعيماً روحياً ووطنياً التف حوله الشعب في مسيرته نحو الحرية. يوم العرش اليوم هو امتداد لذاك الإرث العظيم، وتكريم لتضحيات الآباء والأجداد في سبيل بناء دولة حديثة ومستقلة.

كيف يُحتفل بيوم العرش في المغرب؟

تتسم احتفالات يوم العرش بمزيج من الطقوس الرسمية والاحتفالات الشعبية التي تعكس الغنى الثقافي للمملكة والروابط الروحية بين الشعب والعرش. من أبرز مظاهر هذا اليوم:

  • حفل الولاء والبيعة: يُعد هذا الحفل، الذي يقام في القصر الملكي، تتويجاً لاحتفالات العرش. يحضر هذا الحفل كبار المسؤولين ورجال القبائل والأعيان من مختلف أنحاء المملكة، حيث يجددون البيعة والولاء للعاهل المغربي وفقاً للتقاليد العريقة. إنه مشهد يجسد التلاحم والتآزر بين كافة مكونات المجتمع المغربي ورمزه الأسمى.
  • الاستقبالات الرسمية والأوسمة: يقوم الملك باستقبالات رسمية ويُمنح خلالها الأوسمة الملكية لشخصيات وطنية تقديراً لخدماتها وإنجازاتها في مختلف المجالات.
  • الاحتفالات الشعبية: تزين الشوارع والساحات في المدن والقرى المغربية بالأعلام الوطنية والأضواء البهجة. تُقام العروض الفنية والثقافية، والمسيرات، والألعاب النارية، التي يشارك فيها المواطنون بكل فئاتهم العمرية، تعبيراً عن فرحتهم واعتزازهم بهذا اليوم المجيد.


أسئلة متكررة حول يوم العرش

ما هو يوم العرش في المغرب؟
هو عيد وطني يُحتفل به في المملكة المغربية لتخليد ذكرى تنصيب الملك محمد الخامس عام 1927، وتجديد البيعة والولاء للملك الحالي، وتأكيد الارتباط بين الشعب والعرش كرمز للوحدة والسيادة الوطنية.
متى يُحتفل بيوم العرش؟
يُحتفل بيوم العرش سنوياً في 30 يوليو من كل عام، وهو تاريخ ثابت ومحدد في التقويم الوطني المغربي.
لماذا يُعتبر يوم العرش مهماً للمغاربة؟
لأن هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد للروابط التاريخية والروحية التي تجمع المغاربة بملوكهم من الأسرة العلوية الشريفة. إنه يرمز إلى الاستمرارية والاستقرار والوحدة، كما يُذكر بنضال الأمة من أجل استقلالها وسيادتها، التي قادها الملك محمد الخامس.