يعد الثامن عشر من نوفمبر موعدًا محوريًا في التقويم العماني، إذ تحتفل سلطنة عمان الشامخة كل عام بـ اليوم الوطني العماني، وهو يوم عطلة عامة يترقبه الجميع بفارغ الصبر. لا يقتصر هذا اليوم على كونه مجرد احتفال، بل هو تجسيد لروح الأمة وتاريخها العريق ورمز لسيادتها التي اكتسبتها بعد عقود من النضال.

تاريخ غني: تحرير عمان من النفوذ البرتغالي

يعود جوهر الاحتفال باليوم الوطني إلى عام 1650م، وهو العام الذي شهد لحظة تاريخية فارقة في مسيرة عمان الطويلة. فبعد قرن ونصف من الوجود البرتغالي الذي بدأ مع وصول البحار فاسكو دا جاما إلى المنطقة في أواخر القرن الخامس عشر، ثم ترسيخ سيطرتهم على موانئ استراتيجية مثل مسقط وصحار، تمكن العمانيون من طرد الغزاة. كانت عمان جزءًا من المستعمرة البرتغالية، وقد فرض البرتغاليون هيمنتهم على السواحل العمانية من خلال حصونهم الشاهقة مثل قلعتي الجلالي والميراني في مسقط، محكمين قبضتهم على الطرق التجارية البحرية الحيوية.

تُحيي ذكرى الثامن عشر من نوفمبر التحرير البطولي الذي قاده الإمام سلطان بن سيف اليعربي، الذي استطاع توحيد الصفوف العمانية وتوجيه ضربة قاضية للوجود البرتغالي. هذا الانتصار لم يكن مجرد طرد لمستعمر، بل كان نقطة تحول أعادت لعمان سيادتها ومجدها البحري، ومهدت الطريق لإنشاء إمبراطورية بحرية عمانية امتد نفوذها إلى شرق أفريقيا وجنوب آسيا، لتصبح قوة إقليمية مهيمنة.

رمزية الثامن عشر من نوفمبر: عيد الاستقلال وذكرى الميلاد المجيد

يكتسب الثامن عشر من نوفمبر أهمية مضاعفة في قلوب العمانيين، فهو ليس فقط ذكرى جلاء آخر جندي برتغالي عن الأراضي العمانية وتحقيق الحكم الذاتي عام 1650م، بل يتزامن أيضًا مع ذكرى ميلاد المغفور له بإذن الله، السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، الذي قاد مسيرة النهضة المباركة منذ عام 1970م. لقد نجح السلطان قابوس في بناء دولة عصرية مزدهرة، حافظت على أصالتها وتراثها مع الانفتاح على العالم، ورسخ مفهوم الاستقلال الوطني في أبهى صوره.

تتجلّى الاحتفالات في هذا اليوم بمظاهر الفرح والفخر التي تعمّ البلاد. تُزيّن الشوارع والمباني بالأعلام العمانية وشعارات الولاء، وتُقام العروض العسكرية والمهرجانات الثقافية التي تُبرز التراث العماني الأصيل. كما تُضاء سماء المدن بالألعاب النارية المبهرة التي تعكس البهجة والاحتفال بهذه المناسبة الغالية. يشارك المواطنون والمقيمون على حد سواء في هذه الفعاليات، مُعبرين عن حبهم وولائهم لوطنهم وقيادته الرشيدة، مجددين العهد بمواصلة مسيرة البناء والتنمية.

أسئلة شائعة حول اليوم الوطني العماني

متى يتم الاحتفال باليوم الوطني العماني؟
يُحتفل باليوم الوطني العماني سنويًا في الثامن عشر من نوفمبر، وهو يوم عطلة رسمية في السلطنة.
ما هو الحدث التاريخي الذي يخلده اليوم الوطني العماني؟
يُحيي هذا اليوم ذكرى تحقيق عمان للحكم الذاتي عام 1650م، بعد طرد المستعمرين البرتغاليين الذين سيطروا على أجزاء من البلاد لأكثر من قرن ونصف.
لماذا يعتبر الثامن عشر من نوفمبر ذا أهمية مضاعفة للعمانيين؟
بالإضافة إلى كونه ذكرى تحرير عمان من البرتغاليين، يتزامن هذا التاريخ مع ذكرى ميلاد السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، مؤسس نهضة عمان الحديثة، مما يضفي عليه قيمة تاريخية وعاطفية خاصة.
كيف يتم الاحتفال باليوم الوطني في سلطنة عمان؟
تشمل الاحتفالات مجموعة واسعة من الفعاليات مثل العروض العسكرية، المهرجانات الثقافية، تزيين الشوارع بالأعلام والإضاءات، وعروض الألعاب النارية، بالإضافة إلى تجمعات عائلية واجتماعية تعمها روح الفخر الوطني.