يُعد عيد الأم، أو كما يُعرف في فرنسا بـ "Fête des Mères"، مناسبةً خاصةً يحتفل بها الفرنسيون لتكريم الأمهات ودورهن المحوري في الأسرة والمجتمع. ومع ذلك، على عكس العديد من الدول التي تعتبره يوم عطلة رسمية، فإنه في فرنسا يُصنّف كيوم عمل عادي، حيث تستمر معظم الشركات والمؤسسات في مزاولة أنشطتها وساعات عملها المعتادة. هذا يعني أن الاحتفالات العائلية غالباً ما تُنظم في ساعات المساء أو خلال عطلة نهاية الأسبوع التي يقع فيها العيد.

يُحدد تاريخ عيد الأم في فرنسا عادةً في الأحد الأخير من شهر مايو. لكن توجد حالة استثنائية مهمة تتعلق بالتقويم الديني: إذا تزامن هذا التاريخ مع أحد العنصرة (Pentecost Sunday)، الذي يُعرف أيضاً بعيد العنصرة أو الأحد الأبيض، يتم تأجيل الاحتفال بعيد الأم إلى الأحد الأول من شهر يونيو بدلاً من ذلك. أحد العنصرة هو عيد مسيحي هام يحل بعد خمسين يوماً من عيد الفصح، ويُعتبر عطلة رسمية في فرنسا، ولهذا يُعطى الأولوية في الترتيب الزمني.

الجذور التاريخية والتطور الرسمي لعيد الأم في فرنسا

تعود الجذور الأولى لفكرة تكريم الأمهات في فرنسا إلى بدايات القرن التاسع عشر، وبالتحديد إلى عهد الإمبراطور نابليون بونابرت. في عام 1806، أعلن نابليون عن فكرة تخصيص يوم للاحتفال بالأمهات في إطار جهوده لتعزيز القيم الأسرية وتشجيع النمو السكاني بعد الحروب النابليونية التي أثرت بشكل كبير على الديموغرافيا الفرنسية. كانت رؤيته في الأساس مرتبطة بمصلحة الدولة في إعادة بناء المجتمع وزيادة عدد السكان.

بعد فترة طويلة من التوقف أو عدم التفعيل الشامل لهذه المبادرة المبكرة، عاد الاهتمام بتكريم الأمهات للظهور بقوة في القرن العشرين، خاصةً في أعقاب الحرب العالمية الأولى، عندما برزت الحاجة الماسة لتقدير تضحيات الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وإعادة بناء النسيج الاجتماعي. بدأت مدن مثل ليون بتنظيم "أيام للأمهات" بشكل غير رسمي في عام 1918 لتكريم الأمهات وعائلاتهن الكبيرة.

جاء التحول الأهم في عام 1950، عندما سُنّ قانون خاص ومحدد بتاريخ 24 مايو 1950، والذي أعلن فيه يوم الأم كإشادة رسمية ووطنية للأمهات. هذا القانون لم يؤسس فقط عيد الأم كحدث وطني، بل أكد على أهمية دور الأم في المجتمع الفرنسي الحديث، الذي كان حينها في مرحلة إعادة البناء بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية. يُقدم الفرنسيون في هذا اليوم الزهور، والهدايا الرمزية، ويجتمعون لتناول الوجبات العائلية احتفاءً بالأمهات، مع التركيز على تقدير الحب والرعاية التي يقدمنها لأبنائهن وعائلاتهن.

أسئلة متكررة حول عيد الأم في فرنسا

هل عيد الأم عطلة رسمية في فرنسا؟
لا، عيد الأم في فرنسا ليس عطلة رسمية. إنه يوم عمل عادي حيث تستمر معظم الشركات والمؤسسات في العمل كالمعتاد.
ما هو التاريخ المحدد لعيد الأم في فرنسا؟
يُحتفل بعيد الأم في فرنسا عادةً في الأحد الأخير من شهر مايو. ومع ذلك، إذا تزامن هذا التاريخ مع أحد العنصرة (Pentecost Sunday)، يتم تأجيل الاحتفال إلى الأحد الأول من شهر يونيو.
لماذا يتم تغيير تاريخ عيد الأم أحيانًا؟
يُغير التاريخ إذا تزامن مع أحد العنصرة (Pentecost Sunday)، وهو عيد مسيحي هام وعطلة رسمية في فرنسا، حيث يُعطى الأولوية لهذا العيد.
ما هي جذور عيد الأم التاريخية في فرنسا؟
تعود جذور الفكرة إلى عهد الإمبراطور نابليون في عام 1806، الذي سعى لتكريم الأمهات وتشجيع الأسر الكبيرة. ثم أعيد تفعيلها رسمياً بموجب قانون في عام 1950 بعد الحروب العالمية لتقدير دور الأم في بناء المجتمع.