في الثاني من أبريل من كل عام، تتجه أنظار العالم نحو قضية محورية تستدعي اهتمامنا ووعينا الجماعي، ألا وهي اضطراب طيف التوحد (ASD). لم يعد هذا التاريخ مجرد يوم عادي في التقويم، بل أصبح بمثابة منارة أمل ومحطة سنوية تخصصها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ تدابير مكثفة ومتنوعة تهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بهذا الاضطراب العصبي النمائي المعقد.

يُعد اضطراب طيف التوحد حالة معقدة تؤثر على التواصل الاجتماعي والسلوك وأنماط الاهتمامات المتكررة، ويتميز بكونه "طيفًا" مما يعني أن تأثيراته تتجلى في مجموعة واسعة من الأعراض والشدة بين الأفراد. لذا، فإن فهم هذا التنوع وقبوله يعد حجر الزاوية في تمكين الأشخاص ذوي التوحد من عيش حياة كريمة ومنتجة. ويهدف اليوم العالمي للتوعية بالتوحد إلى تسليط الضوء على الحاجة الملحة للتشخيص المبكر والتدخلات المناسبة ودمج هؤلاء الأفراد في مجتمعاتهم على قدم المساواة.

ميلاد اليوم العالمي للتوعية بالتوحد: مبادرة قطرية رائدة

تعود فكرة تخصيص هذا اليوم العالمي إلى مبادرة كريمة ومتبصرة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، حرم سمو الأمير الوالد، التي مثلت دولة قطر في الأمم المتحدة. لقد اقترحت صاحبة السمو هذا اليوم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز الوعي بالقضايا الصحية العالمية. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا ودعمًا واسعًا، لتُكلل بالنجاح في الأول من نوفمبر عام 2007 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرار رقم 62/139، بإجماع جميع الدول الأعضاء، ليصبح الثاني من أبريل يومًا عالميًا للتوعية بالتوحد.

إن اعتماد الأمم المتحدة لهذا اليوم لم يكن مجرد قرار شكلي، بل كان بمثابة إقرار عالمي بأهمية التوحد كقضية صحية عامة وتنموية، وحث الدول على العمل المشترك لتعزيز حقوق ورفاهية الأشخاص ذوي التوحد وأسرهم. منذ ذلك الحين، شهدنا جهودًا عالمية متزايدة في مجالات البحث العلمي، وتطوير برامج الدعم، وتنظيم الفعاليات التثقيفية، وإضاءة المعالم الشهيرة باللون الأزرق – اللون الرمزي للتوعية بالتوحد – في إشارة تضامنية تبعث على الأمل.

لماذا الوعي بالتوحد ضروري؟

إن الوعي ليس مجرد معرفة، بل هو الخطوة الأولى نحو القبول والدمج. فعندما يرتفع مستوى الوعي المجتمعي بالتوحد، تتحقق عدة فوائد جوهرية:

أسئلة متكررة حول اليوم العالمي للتوعية بالتوحد

متى يتم الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالتوحد؟
يتم الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالتوحد سنويًا في الثاني من أبريل.
من اقترح اليوم العالمي للتوعية بالتوحد؟
اقترحت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ممثلة دولة قطر في الأمم المتحدة، فكرة هذا اليوم العالمي.
ما هو الهدف الرئيسي لليوم العالمي للتوعية بالتوحد؟
الهدف الرئيسي هو زيادة الوعي العام باضطراب طيف التوحد، وتعزيز الفهم والقبول للأشخاص ذوي التوحد، وتشجيع التشخيص المبكر والتدخلات المناسبة، ودعم حقوقهم في الاندماج الكامل في المجتمع.
ما هي أهمية اعتماد الأمم المتحدة لهذا اليوم؟
يعكس اعتماد الأمم المتحدة لهذا اليوم التزامًا عالميًا بمعالجة قضايا التوحد، ويساهم في تنسيق الجهود الدولية لدعم الأشخاص ذوي التوحد وعائلاتهم، ويمنح هذه القضية منصة دولية للحصول على الاهتمام والموارد اللازمة.