يحتفل اليمن في السادس والعشرين من سبتمبر كل عام بيوم ثورة سبتمبر اليمنية المجيدة، وهو تاريخ محفور في الذاكرة الوطنية كعلامة فارقة في مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة. يُعرف هذا اليوم غالبًا باسم "يوم ثورة سبتمبر"، ويُعد عطلة رسمية شاملة في جميع أنحاء البلاد، تخليدًا لذكرى تأسيس الجمهورية العربية اليمنية، التي أشرقت بنورها بعد حقبة طويلة من الحكم الإمامي الملكي الذي استمر لقرون.

تاريخ عميق وجذور الثورة

تعود جذور ثورة 26 سبتمبر 1962 إلى تطلعات الشعب اليمني نحو الحرية والتقدم، ورفضًا لنظام الإمامة المتوكلية الذي كان يحكم شمال اليمن. اتسمت تلك الحقبة بالانغلاق والتخلف والظلم، حيث كانت اليمن تعيش في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، وتفتقر إلى أبسط مقومات الدولة الحديثة من تعليم وصحة وبنية تحتية. كانت الثورة انفجارًا طبيعيًا لتلك المعاناة المتراكمة، مدفوعة بضباط وطنيين وقادة قبليين وشخصيات مستنيرة حلمت بوطن مزدهر ومتحرر.

في فجر يوم الخميس الموافق 26 سبتمبر 1962، انطلقت الشرارة الأولى للثورة من العاصمة صنعاء، بقيادة مجموعة من الضباط الأحرار من الجيش اليمني، منهم العقيد عبدالله السلال، الذي أصبح أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية. استهدف الثوار قصر الإمام محمد البدر حميد الدين، معلنين نهاية حكم الإمامة الذي امتد لأكثر من ألف عام، ومبشرين بعهد جمهوري جديد يقوم على مبادئ العدل والمساواة والتنمية.

إنجازات ورمزية يوم 26 سبتمبر

لم تكن ثورة سبتمبر مجرد تغيير سياسي، بل كانت نقطة تحول جذرية رسمت ملامح اليمن المعاصر. لقد مهدت الطريق أمام بناء مؤسسات الدولة الحديثة، وإطلاق مشاريع التنمية، وفتح آفاق التعليم والصحة أمام كل اليمنيين، وكسر عزلة اليمن على الصعيدين الإقليمي والدولي. على الرغم من التحديات والصراعات التي تلت الثورة، بما في ذلك حرب السنوات السبع الجمهورية الملكية، إلا أن مبادئها ظلت راسخة كركيزة للوعي الوطني اليمني.

إن الاحتفال بيوم 26 سبتمبر هو تجديد للعهد مع تلك المبادئ السامية، وتذكير دائم بتضحيات الأجداد من أجل بناء يمن حر وكريم. إنه يوم للتأمل في مسيرة الوطن، واستلهام روح الصمود والعزيمة التي قادت الأمة نحو التغيير والفداء.

كيف يتم الاحتفال بيوم الثورة؟

يُعد يوم 26 سبتمبر مناسبة وطنية عظيمة يتم إحياؤها في جميع أنحاء اليمن عبر فعاليات متنوعة تشمل:

  • الخطابات الرسمية: يلقي كبار المسؤولين كلمات تذكارية تسلط الضوء على أهمية الثورة وتاريخها وإنجازاتها.
  • الاحتفالات الشعبية: تُقام المسيرات والعروض الاحتفالية في المدن والقرى، ويشارك فيها المواطنون من مختلف الأعمار، مزينين الشوارع بالأعلام اليمنية وصور قادة الثورة.
  • الفعاليات الثقافية: تُنظم المعارض الفنية، الأمسيات الشعرية، والندوات الفكرية التي تستعرض تاريخ الثورة وتأثيرها على الهوية اليمنية.
  • تجديد الولاء: يرمز هذا اليوم إلى الوحدة الوطنية وتجديد الولاء للقيم الجمهورية التي قامت عليها الدولة اليمنية الحديثة.

أسئلة متكررة حول يوم ثورة سبتمبر

متى يتم الاحتفال بيوم ثورة سبتمبر اليمنية؟
يتم الاحتفال بيوم ثورة سبتمبر اليمنية سنويًا في السادس والعشرين من شهر سبتمبر.
ما هي الأهمية التاريخية ليوم 26 سبتمبر في اليمن؟
يوم 26 سبتمبر 1962 يمثل تاريخًا محوريًا في تاريخ اليمن، حيث شهد قيام ثورة أطاحت بحكم الإمامة الملكي الذي استمر لمئات السنين، وأسست للجمهورية العربية اليمنية، معلنة بذلك بداية عصر جديد من التطور والبناء.
هل يوم ثورة سبتمبر عطلة رسمية في اليمن؟
نعم، يُعد يوم 26 سبتمبر عطلة رسمية عامة في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية، إحياءً لذكرى هذا الحدث التاريخي الهام.
من هم أبرز قادة ثورة 26 سبتمبر؟
قاد ثورة 26 سبتمبر مجموعة من الضباط الأحرار، كان أبرزهم العقيد عبدالله السلال، الذي أصبح أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية بعد الثورة.