
يوم الانتخابات حول العالم ليس مجرد موعد عابر، بل قرار سياسي ولوجستي وثقافي يعكس تقاليد كل دولة وأولوياتها. بعض الدول تصوّت يوم الثلاثاء، أخرى يوم الأحد أو السبت، وأحيانًا تتحول العملية إلى عطلة عامة. في السطور التالية، نجيب مباشرة عن أكثر الأسئلة شيوعًا: لماذا يختلف اليوم؟ ما أثره على الإقبال على التصويت؟ وهل تُغلق المدارس والعمل؟ وكيف تتابع المواعيد القادمة في تقويمك بسهولة؟
ما هو يوم الانتخابات ولماذا يختلف موعده بين الدول؟
يقصد بيوم الانتخابات يوم الاقتراع الذي يتوجه فيه المواطنون إلى صناديق التصويت لاختيار ممثليهم أو التصويت على استفتاءات. اختيار اليوم يتأثر بعوامل تاريخية (تقاليد متوارثة)، وقانونية (نصوص دستورية وقوانين انتخاب)، ولوجستية (إتاحة المراكز والموارد)، واجتماعية (عادات العمل والراحة الأسبوعية). لذلك نرى تفاوتًا واضحًا: الثلاثاء شائع في الولايات المتحدة، الخميس في المملكة المتحدة، الأحد في معظم أوروبا وأمريكا اللاتينية، والسبت في أستراليا ونيوزيلندا.
لماذا الثلاثاء في الولايات المتحدة؟ ولماذا الخميس في المملكة المتحدة؟
الولايات المتحدة: تُجرى الانتخابات الفيدرالية يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من نوفمبر. تعود الجذور إلى القرن التاسع عشر عندما كان يوم الأحد يوم عبادة، ويوم الاثنين للسفر إلى مراكز الاقتراع في مجتمع زراعي، فكان الثلاثاء الأنسب. حتى اليوم، لا يعد يوم الانتخابات عطلة فدرالية، رغم أن بعض الولايات تمنح ساعات مدفوعة للموظفين للتصويت أو تسهيلات مبكرة وبريدية.
المملكة المتحدة: التصويت عادة يوم الخميس، وهو تقليد ترسّخ منذ أوائل القرن العشرين. ليس يومًا عطلة، لكن تمتد ساعات الاقتراع عادة من الصباح الباكر حتى العاشرة مساءً، ما يخفف الضغط على العاملين.
لماذا الأحد في أوروبا وأمريكا اللاتينية؟
تفضّل دول عديدة في أوروبا الغربية والوسطى وأمريكا اللاتينية يوم الأحد لضمان حضور أوسع وتجنب تداخل الاقتراع مع العمل والمدارس. من الأمثلة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا والبرازيل والمكسيك. في هذه الدول، الاستراحة الأسبوعية تجعل الوصول إلى المراكز أسهل، كما تُستخدم المدارس كمقارّ اقتراع من دون الحاجة إلى إغلاقها في يوم دراسي.
السبت كنموذج: أستراليا ونيوزيلندا
تُجري أستراليا ونيوزيلندا الانتخابات عادة يوم السبت. في أستراليا، يمتزج ذلك مع التصويت الإجباري، ما يرفع الإقبال إلى مستويات مرتفعة جدًا (غالبًا فوق 85–90%). ورغم أن السبت ليس عطلة انتخابية بالمعنى الرسمي، فإن كونه عطلة أسبوعية لمعظم الناس يقلل العوائق العملية.
متى يكون يوم الانتخابات عطلة رسمية؟
تعلن بعض الدول عطلة وطنية يوم الاقتراع، كاملة أو جزئية، لدعم المشاركة أو تسهيل إدارة العملية. أمثلة:
- إسرائيل: يوم انتخابات الكنيست يوم عطلة مدفوعة الأجر لمعظم العاملين، مع استثناءات لقطاعات حيوية.
- كوريا الجنوبية: الانتخابات الوطنية غالبًا ما تُعلن عطلة عامة، ما يسهل مشاركة العاملين.
- جنوب أفريقيا: عادة ما تُعلن الحكومة يوم الاقتراع عطلة عامة.
- الهند: تُجرى الانتخابات على مراحل وأيام مختلفة؛ في يوم التصويت لكل دائرة تُعلن عطلة محلية لتشجيع الإقبال.
- إندونيسيا: يكون يوم التصويت عطلة عامة في الانتخابات الوطنية، وقد يُختار يومًا في منتصف الأسبوع.
على الجانب الآخر، دول كبرى لا تجعل اليوم عطلة قومية، لكنها إمّا تختاره في عطلة أسبوعية (مثل الأحد في فرنسا وألمانيا والبرازيل)، أو تقدم بدائل كالتصويت المبكر والبريدي.
كيف يؤثر اليوم المختار على الإقبال على التصويت؟
لا يوجد عامل واحد يحدد نسبة الإقبال على التصويت، لكن ثمة اتجاهات عامة:
- العطلة أو عطلة نهاية الأسبوع: تميل إلى تسهيل المشاركة لأنها تقلل تعارض العمل والنقل والمواعيد الدراسية.
- التصويت الإجباري: له الأثر الأكبر على الإقبال. أستراليا والبرازيل مثلًا تسجلان عادة نسبًا مرتفعة؛ البرازيل تقارب غالبًا أكثر من 75% من المسجلين.
- البدائل اللوجستية: التصويت المبكر والبريدي والتصويت عبر الوكيل يرفع المشاركة حتى إن كان اليوم في منتصف الأسبوع.
- المنافسة والثقة: تزداد المشاركة عندما تشعر الجماهير بأن النتيجة متقاربة وتثق بإدارة العملية.
على سبيل المقارنة العامة: تسجل الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية الحديثة إقبالًا يقارب 60–67% من المؤهلين (أقل بكثير في الانتخابات النصفية)، بينما تتجاوز دول أوروبية عديدة 70% في الانتخابات البرلمانية، مع اختلافات من دورة إلى أخرى. الاختيار الذكي لتوقيت اليوم، مقترنًا ببدائل تصويت ميسّرة، يزيد المشاركة على المدى الطويل.
هل تُغلق المدارس وأماكن العمل يوم الانتخابات؟
يعتمد الأمر على اليوم المختار والبنية التحتية:
- المدارس كمقارّ اقتراع: عندما تُستخدم المدارس يومًا دراسيًا، قد تُغلق لأسباب لوجستية وأمنية، كما يحدث في بعض المقاطعات الأمريكية. في المقابل، تصويت الأحد في أوروبا يقلل الحاجة للإغلاق.
- أماكن العمل: إذا لم تكن هناك عطلة رسمية، تمنح دول كثيرة ساعات مدفوعة للتصويت أو تفرض على صاحب العمل توفير وقت كافٍ (مثل كندا، وبعض الولايات الأمريكية).
- الخدمات العامة: غالبًا تُبقي الدول الخدمات الأساسية قيد التشغيل حتى في العطلات الانتخابية، مع ترتيبات مناوبات.
أنماط عالمية شائعة
- الثلاثاء: الولايات المتحدة (فيدراليًا)، وإسرائيل غالبًا تختار الثلاثاء لكنها تعلن عطلة.
- الأربعاء/الخميس: المملكة المتحدة (الخميس)، والدنمارك غالبًا في منتصف الأسبوع.
- السبت: أستراليا ونيوزيلندا.
- الأحد: فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، سويسرا، السويد، النرويج (مع إمكانية فتح بعض المراكز الأحد والإدلاء الاثنين)، ومعظم أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك وتشيلي.
- منتصف الأسبوع مع عطلة: كوريا الجنوبية، إندونيسيا، وجنوب أفريقيا في الانتخابات الوطنية.
أمثلة مختصرة حسب المنطقة
أمريكا الشمالية
- الولايات المتحدة: الثلاثاء بعد أول اثنين من نوفمبر؛ ليس عطلة فدرالية؛ بدائل واسعة للتصويت المبكر والبريدي في كثير من الولايات.
- كندا: عادة يوم الاثنين؛ ليس عطلة وطنية، لكن القانون يضمن للناخب ثلاث ساعات متتالية للتصويت دون خصم أجر.
- المكسيك: غالبًا يوم الأحد؛ ما يسهّل المشاركة من دون الحاجة لعطلة.
أوروبا
- فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والسويد وسويسرا: الأحد هو اليوم المعتاد؛ لا حاجة لإغلاق المدارس.
- المملكة المتحدة: الخميس؛ ساعات اقتراع طويلة؛ ليست عطلة.
- النرويج: الانتخابات البرلمانية يوم الاثنين، مع إمكانية فتح بعض المراكز منذ الأحد.
آسيا
- الهند: اقتراع على مراحل، غالبًا في أيام عمل، مع إعلان عطلة محلية يوم التصويت في كل دائرة.
- إندونيسيا: قد يُحدد يوم الاقتراع في منتصف الأسبوع مع إعلان عطلة عامة.
- كوريا الجنوبية: عطلة عامة يوم الانتخابات الوطنية.
- اليابان: عادة يوم الأحد.
أوقيانوسيا
- أستراليا: السبت، مع تصويت إلزامي ومراكز «سجق الانتخابات» كمظهر اجتماعي مشهور.
- نيوزيلندا: السبت، مع تصويت مبكر واسع الانتشار.
أفريقيا
- جنوب أفريقيا: تعلن عادة عطلة يوم الاقتراع الوطني لتسهيل التصويت.
- دول أخرى: تختلف الممارسات بين الأحد وأيام منتصف الأسبوع وفقًا للاعتبارات اللوجستية.
أمريكا اللاتينية
- البرازيل: الأحد مع تصويت إلزامي؛ نسب مشاركة مرتفعة.
- تشيلي والأرجنتين وبيرو: الأحد هو القاعدة العامة.
هل العطلة الانتخابية تضمن مشاركة أعلى؟
العطلة تساعد لكنها ليست عصا سحرية. تشير المقارنات الدولية إلى أن التأثير الإيجابي للعطلة أو عطلة نهاية الأسبوع واضح لكنه يعتمد على عوامل أخرى: سهولة التسجيل، كثافة المراكز، خيارات التصويت المبكر والبريدي، والثقة العامة. في المقابل، التصويت الإجباري يرفع المشاركة بقوة أكبر، بينما السبت/الأحد يسهل المشاركة دون تكلفة عطلة رسمية.
التصويت المبكر والبريدي: حل وسط فعال
زاد الاعتماد عالميًا على بدائل مثل التصويت المبكر، والبريدي، والتصويت عبر الوكيل للفئات الخاصة. هذه الأدوات تقلل حساسية الإقبال لليوم المختار، وتدعم المشاركة خصوصًا لدى من يعملون بنظام المناوبات أو يتحملون أعباء رعاية.
نصائح عملية لإضافة الانتخابات إلى تقويمك
تتبع مواعيد الاقتراع سهل إذا اعتمدت مصادر موثوقة وإجراءات منظمة:
- المواقع الرسمية: راجع مواقع لجان/مفوضيات الانتخابات الوطنية والمحلية. غالبًا توفر جداول زمنية مفصلة وإشعارات بالتغييرات.
- منظمات دولية: أدلة الانتخابات العالمية مثل ElectionGuide (IFES) وقواعد بيانات International IDEA تنشر تقاويم بالانتخابات الوطنية حول العالم.
- تقويمك الشخصي: أنشئ تقويمًا مخصصًا باسم «انتخابات» في تطبيقك (Google Calendar، Outlook، Apple Calendar) وأضف الأحداث يدويًا مع تنبيهات قبل الموعد بأسبوع و24 ساعة.
- ملفات iCal/RSS: ابحث عن خلاصات iCal أو RSS لدى المنظمات الموثوقة لتلقّي التحديثات تلقائيًا.
- مصادر محلية: تابع حسابات الجهات الرسمية على وسائل التواصل، فالإعلانات القصيرة المدى (مثل حلّ البرلمان أو انتخابات مبكرة) تتطلب تحديثًا سريعًا.
خطوات سريعة لإضافة موعد اقتراع إلى Google Calendar
- افتح Google Calendar وأنشئ تقويمًا جديدًا باسم «انتخابات».
- أضف حدثًا بعنوان واضح (مثل: «انتخابات رئاسية – الدولة»).
- حدد اليوم/الساعة، واربط رابط المصدر الرسمي في الوصف.
- فعّل تذكيرين على الأقل (3 أيام قبل، و6 ساعات قبل).
- حدّث الحدث إذا ظهرت جولة ثانية أو تغيّر الموعد.
خلاصة سريعة
اختيار يوم الانتخابات—الثلاثاء، الأحد، السبت أو غير ذلك—هو مزيج من التاريخ والملاءمة والقدرات اللوجستية. العطلة الرسمية قد تساعد على رفع الإقبال، لكن وجود بدائل ميسّرة كالتصويت المبكر والبريدي قد يحقق الأثر نفسه وربما أفضل. إذا أردت ألا يفوتك أي اقتراع مهم، أنشئ تقويمًا مخصصًا، وثق بالمصادر الرسمية، واضبط تنبيهاتك مبكرًا.
الأسئلة الشائعة
لماذا تصوّت بعض الدول يوم الثلاثاء وأخرى يوم الأحد؟
الأمر تاريخي ولوجستي. الولايات المتحدة ورّثت الثلاثاء من حقبة زراعية ودينية قديمة، بينما فضّلت دول أوروبا وأمريكا اللاتينية الأحد لتفادي صدام الاقتراع مع العمل والمدارس.
هل العطلة يوم الانتخابات تضمن زيادة الإقبال؟
تُحسّن المشاركة عمومًا، لكنها ليست العامل الأهم. التسجيل السهل، كثرة المراكز، البدائل المبكرة/البريدية، والتصويت الإجباري تلعب دورًا أكبر.
هل تُغلق المدارس في يوم الاقتراع؟
إن كان الاقتراع في يوم دراسي وتُستخدم المدارس كمراكز تصويت، قد تُغلق لأسباب لوجستية وأمنية. التصويت في عطلة نهاية الأسبوع يقلل الحاجة للإغلاق.
أي الدول تجعل يوم الانتخابات عطلة عامة؟
تعلن دول مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا (وطيف من الدول الأخرى في الانتخابات الوطنية) عطلة يوم الاقتراع. الهند تعلن عطلة محلية لكل دائرة في يوم تصويتها.
هل التصويت في نهاية الأسبوع دائمًا أفضل؟
يسهّل المشاركة غالبًا، لكن جودة الإدارة الانتخابية والبدائل المتاحة والثقة العامة قد تعوّض عن يوم عمل في منتصف الأسبوع.
كيف أتتبع مواعيد الانتخابات العالمية في تقويمي؟
اعتمد المواقع الرسمية الوطنية، وراجع أدلة الانتخابات العالمية، وأنشئ تقويمًا مخصصًا مع تنبيهات. إن توفرت خلاصات iCal من مصدر موثوق، اشترك بها للتحديث التلقائي.
لماذا تجري بعض الدول الانتخابات على مراحل متعددة؟
لأسباب لوجستية وأمنية وتوزيع الموارد، خاصة في الدول الكبيرة. يتيح ذلك إدارة أفضل للكوادر والمعدات وضمان نزاهة العملية.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 



