تُعد كوليندا غرابار-كيتاروفيتش (تُنطق [ɡrǎbar kitǎːroʋitɕ]، استمع إلى النطق)، المولودة في 29 أبريل 1968، شخصية سياسية ودبلوماسية كرواتية بارزة سجلت اسمها في تاريخ كرواتيا الحديث. اشتهرت بتوليها منصب رئيسة جمهورية كرواتيا في الفترة من 2015 إلى 2020، لتصبح بذلك أول امرأة تُنتخب لهذا المنصب الرفيع في كرواتيا المستقلة، وذلك منذ أول انتخابات متعددة الأحزاب التي أُجريت عام 1990، وعقب استقلال البلاد عن يوغوسلافيا عام 1991. كما كانت الأصغر سنًا عند توليها الرئاسة، حيث كانت تبلغ من العمر 46 عامًا آنذاك، مما أضفى على ولايتها طابعًا تاريخيًا مزدوجًا.
المسيرة المهنية قبل الرئاسة
قبل أن تتوج مسيرتها الحافلة بمنصب رئيسة الجمهورية، شغلت السيدة غرابار-كيتاروفيتش سلسلة من المناصب الحكومية والدبلوماسية الهامة التي صقلت خبرتها وقادتها إلى واجهة المشهد السياسي الكرواتي والدولي. بدأت رحلتها الوزارية بتوليها منصب وزيرة الشؤون الأوروبية في الفترة من 2003 إلى 2005، وهو دور كان حاسمًا في مسيرة كرواتيا نحو التكامل الأوروبي. ثم أصبحت أول امرأة تتولى حقيبة وزيرة الشؤون الخارجية والتكامل الأوروبي من 2005 إلى 2008، مما عكس ثقة بلادها في قدراتها الدبلوماسية ورؤيتها للعلاقات الدولية.
انتقلت بعد ذلك إلى الساحة الدبلوماسية الدولية كسفيرة لكرواتيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 2008 إلى 2011، حيث عملت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ولعل أحد أبرز أدوارها الدولية كان منصب مساعدة الأمين العام للدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث عملت من 2011 إلى 2014 تحت قيادة الأمينين العامين أندرس فوغ راسموسن وينس ستولتنبرغ. منحها هذا المنصب خبرة واسعة في مجال الأمن الدولي والدبلوماسية متعددة الأطراف، وعزز من مكانتها كشخصية عالمية ذات تأثير.
فترة الرئاسة: إنجازات ومواقف
عند توليها منصب رئيسة كرواتيا في عام 2015، قامت كوليندا غرابار-كيتاروفيتش بخطوة دستورية مهمة، وهي الاستقالة من عضويتها في حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي المحافظ، الذي كانت جزءًا منه منذ عام 1993، وكذلك من عضويتها في اللجنة الثلاثية التي كانت واحدة من ثلاثة أعضاء كرواتيين فيها. يعكس هذا الإجراء التزامها بالدستور الكرواتي الذي يفرض على الرؤساء عدم شغل أي مناصب سياسية أخرى أو الانتماء الحزبي خلال فترة ولايتهم، لضمان الحياد والعمل لمصلحة جميع المواطنين.
خلال فترة رئاستها، أطلقت مبادرة إقليمية بارزة تُعرف باسم مبادرة البحار الثلاثة في عام 2015، بالتعاون مع الرئيس البولندي أندريه دودا. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والبنية التحتية والطاقة بين دول وسط وشرق أوروبا الواقعة بين بحر البلطيق والبحر الأدرياتيكي والبحر الأسود، مما يعزز التكامل الإقليمي ومكانة كرواتيا كلاعب رئيسي في المنطقة. لم يقتصر تأثيرها على الساحة الإقليمية؛ ففي عام 2017، أدرجت مجلة فوربس اسمها ضمن قائمة أقوى نساء العالم، محتلة المرتبة 39، مما يؤكد حضورها القوي على المستوى الدولي.
ما بعد الرئاسة والتكريمات
تقديرًا لمسيرتها الحافلة وإنجازاتها المتعددة، حظيت السيدة غرابار-كيتاروفيتش بالعديد من الجوائز والتكريمات المرموقة. من أبرزها جائزة فولبرايت لإنجاز العمر، بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز الوطنية والدولية الأخرى، والأوسمة، ودرجات الدكتوراه الفخرية، والمواطنات الفخرية التي تعكس تقدير العالم لمساهماتها في السياسة والدبلوماسية.
بعد انتهاء ولايتها الرئاسية في عام 2020، استمرت كوليندا غرابار-كيتاروفيتش في خدمة المجتمع الدولي، حيث انتُخبت ممثلة لكرواتيا في اللجنة الأولمبية الدولية، مما يبرز اهتمامها بالرياضة ودورها في تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب، ويؤكد استمرار تأثيرها في ميادين مختلفة بعد تركها للمنصب الرنّان في بلادها.
أسئلة متكررة (FAQs)
- من هي كوليندا غرابار-كيتاروفيتش؟
- هي سياسية ودبلوماسية كرواتية، اشتهرت بتوليها منصب رئيسة كرواتيا في الفترة من 2015 إلى 2020، وكانت أول امرأة وأصغر شخص يتولى هذا المنصب في تاريخ كرواتيا المستقلة.
- ما هي المناصب الرئيسية التي شغلتها قبل الرئاسة؟
- قبل رئاستها، شغلت منصب وزيرة الشؤون الأوروبية، ثم وزيرة الشؤون الخارجية والتكامل الأوروبي (وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب)، وسفيرة كرواتيا لدى الولايات المتحدة، ومساعدة الأمين العام للدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
- ما الذي جعل فترة رئاستها تاريخية؟
- كانت أول امرأة تُنتخب رئيسة لكرواتيا المستقلة منذ عام 1990، وكذلك كانت أصغر رئيسة تتولى المنصب بسن 46 عامًا.
- ما هي مبادرة البحار الثلاثة؟
- هي مبادرة أطلقتها غرابار-كيتاروفيتش بالتعاون مع الرئيس البولندي أندريه دودا في عام 2015. تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والبنية التحتية والطاقة بين 12 دولة في وسط وشرق أوروبا تقع بين بحار البلطيق والأدرياتيكي والأسود.
- لماذا استقالت من حزبها عند توليها الرئاسة؟
- بموجب الدستور الكرواتي، يُحظر على رئيس الجمهورية شغل أي مناصب سياسية أخرى أو الانتماء الحزبي خلال فترة ولايته، لضمان الحياد والعمل لمصلحة جميع المواطنين.
- ما هو دورها الحالي بعد الرئاسة؟
- بعد انتهاء ولايتها الرئاسية في عام 2020، انتُخبت ممثلة لكرواتيا في اللجنة الأولمبية الدولية.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 