يُعد جيمس "باستر" دوغلاس، المولود في السابع من أبريل عام 1960، اسمًا راسخًا في تاريخ الملاكمة الأمريكية المحترفة. تنافس دوغلاس في حلبات الملاكمة بين عامي 1981 و1999، لكن مسيرته المهنية تكللت بلحظة تاريخية خالدة في عام 1990، عندما صعد إلى قمة عالم الملاكمة ليصبح بطل العالم للوزن الثقيل بلا منازع. هذا الإنجاز جاء على حساب أحد أساطير اللعبة، مايك تايسون، ويُعتبر فوزه هذا أحد أعظم المفاجآت والاضطرابات في تاريخ الرياضة العالمية.
مسيرة مهنية بدأت في الظل ثم لمعت
قبل تلك الليلة الأسطورية في طوكيو، كان جيمس دوغلاس ملاكمًا محترفًا يمتلك سجلًا جيدًا، ولكنه لم يكن يُصنف ضمن النخبة المسيطرة على الوزن الثقيل. دخل عالم الاحتراف في عام 1981، وشق طريقه في الفئة الثقيلة لسنوات، مواجهًا تحديات مختلفة ومُظهرًا مهارات وقدرات جيدة، إلا أنه لم يكن أبدًا الشخصية المحورية التي تُتوقع منها قلب الطاولة على بطل عالمي بحجم مايك تايسون.
زلزال طوكيو: قلب الطاولة على مايك تايسون
في الحادي عشر من فبراير عام 1990، شهدت عاصمة اليابان، طوكيو، نزالًا كان يُفترض أن يكون مجرد محطة عابرة في مسيرة "الرجل الحديدي" مايك تايسون الذي كان حينها سيد حلبات الملاكمة بلا منازع. كان تايسون، الذي لم يُهزم قط، يعتبر أفضل ملاكم في العالم، بفضل هيمنته المطلقة على قسم الوزن الثقيل على مدى السنوات الثلاث السابقة. كانت التوقعات تشير إلى فوز كاسح لتايسون، حيث بلغت نسبة المراهنات 42 إلى 1 لصالح تايسون، مما جعل دوغلاس يُصنف كمُستضعف حقيقي وبلا أي فرص تُذكر. لم يكن أحد يتوقع أن ينجو دوغلاس من الجولات الأولى، فكيف له أن يفوز؟
لكن تلك الليلة كانت مختلفة. دخل دوغلاس الحلبة مدفوعًا بدوافع شخصية عميقة، حيث كانت والدته قد توفيت قبل أسابيع قليلة من النزال، مما منحه قوة وإصرارًا لا مثيل لهما. في تحدٍ صريح لكافة التوقعات والتحليلات، قدم دوغلاس أداءً استثنائيًا أذهل العالم. أظهر دوغلاس مهارة فنية عالية وقدرة على التحمل وشجاعة نادرة، ونجح في الصمود أمام لكمات تايسون القوية، بل ووجه له ضربات مؤذية. في الجولة العاشرة الحاسمة، أطاح دوغلاس بتايسون بلكمة قاضية، ليُسقطه أرضًا ويسجل انتصارًا مدويًا بالضربة القاضية. هذا الفوز لم يمنحه فقط ألقاب بطولات المجلس العالمي للملاكمة (WBC) والرابطة العالمية للملاكمة (WBA) والاتحاد الدولي للملاكمة (IBF)، بل هزّ أركان عالم الرياضة بأسره، وأثبت أن لا شيء مستحيل في عالم الملاكمة.
فترة قصيرة كبطل للعالم ثم الوداع
بعد انتصاره المذهل، استمر جيمس دوغلاس في منصب بطل العالم للوزن الثقيل بلا منازع لمدة ثمانية أشهر. كانت هذه الفترة بمثابة تتويج لمسيرته. ولكن، كما هو الحال غالبًا في عالم الرياضة، فإن قمة المجد يمكن أن تكون قصيرة الأمد. في دفاعه الوحيد عن لقبه، واجه دوغلاس ملاكمًا آخر من العيار الثقيل، وهو إيفاندر هوليفيلد. خسر دوغلاس لقبه أمام هوليفيلد، لينهي بذلك فترة وجيزة كبطل للعالم. بعد هذه الخسارة، أعلن دوغلاس اعتزاله الملاكمة لفترة قصيرة، لكنه عاد للحلبة بين عامي 1996 و1999 قبل أن يعتزل بشكل نهائي للمرة الثانية والأخيرة. على الرغم من أن مسيرته كبطل لم تدم طويلًا، إلا أن اسمه سيظل محفورًا في ذاكرة عشاق الملاكمة، ليس فقط لكونه بطلًا عالميًا، بل لكونه الرجل الذي أسقط الأسطورة وقلب التوقعات رأسًا على عقب في واحدة من أكثر اللحظات إثارة في تاريخ الرياضة.
الأسئلة المتكررة (FAQs)
- من هو جيمس "باستر" دوغلاس؟
- جيمس "باستر" دوغلاس هو ملاكم أمريكي محترف اشتهر بفوزه المفاجئ على مايك تايسون عام 1990 ليصبح بطل العالم للوزن الثقيل بلا منازع، وهو انتصار يعتبر من أكبر المفاجآت في تاريخ الرياضة.
- ما الذي جعل فوزه على مايك تايسون بالغ الأهمية؟
- كان فوزه بالغ الأهمية لأنه أتى ضد مايك تايسون، الذي كان يعتبر آنذاك الملاكم الأفضل في العالم وغير المهزوم، وكان دوغلاس هو المستضعف بنسبة 42 إلى 1. هذا النصر هزّ عالم الملاكمة وأعاد تعريف مفهوم المستحيل في الرياضة.
- ما هي المدة التي احتفظ فيها دوغلاس بلقب بطل الوزن الثقيل؟
- احتفظ جيمس دوغلاس بلقب بطل العالم للوزن الثقيل بلا منازع لمدة ثمانية أشهر.
- من هو الملاكم الذي خسر أمامه جيمس دوغلاس لقبه العالمي؟
- خسر جيمس دوغلاس لقبه العالمي أمام إيفاندر هوليفيلد في دفاعه الوحيد عن اللقب.
- متى اعتزل جيمس دوغلاس الملاكمة بشكل نهائي؟
- اعتزل جيمس دوغلاس الملاكمة للمرة الثانية والأخيرة في عام 1999، بعد عودته المؤقتة إلى الحلبة بين عامي 1996 و1999.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 