يُعد ستوكويل بيرت داي جونيور، المولود في السادس عشر من أغسطس عام 1950، شخصية سياسية كندية بارزة، ترك بصمته في المشهد السياسي الكندي لعدة عقود. اشتهر بقيادته للتحالف الكندي، وهو حزب سياسي سعى لتوحيد تيار المحافظين في البلاد، وذلك في الفترة ما بين عامي 2000 و2001. وبعد ذلك، أصبح داي عضواً فاعلاً ومؤثراً ضمن حزب المحافظين الكندي الموحد.
مسيرته السياسية في ألبرتا
قبل انخراطه في السياسة الفيدرالية، بنى ستوكويل داي سمعة قوية في حكومة مقاطعة ألبرتا. خدم كوزير في عدة حقائب مهمة تحت قيادة رئيس الوزراء الأسبق رالف كلاين، الذي عُرف بنهجه المالي المحافظ والتوجه اليميني. خلال هذه الفترة، تولى داي مناصب وزيراً للعمل، ثم وزيراً للخدمات الاجتماعية، وأخيراً أميناً للصندوق، وهي حقيبة مالية حساسة للغاية. هذه الخبرة الواسعة في الإدارة الإقليمية منحته فهماً عميقاً للقضايا المحلية وأعدته للتحديات الأكبر على الساحة الفيدرالية.
قيادة التحالف الكندي
في أواخر التسعينيات، شهد المشهد السياسي الكندي تحولات كبيرة، حيث سعى المحافظون إلى توحيد صفوفهم في مواجهة الهيمنة الليبرالية. في هذا السياق، تشكل التحالف الكندي حديثاً كبديل لحزب الإصلاح الكندي، بهدف توسيع قاعدته الانتخابية والوصول إلى الناخبين في شرق كندا. ترشح ستوكويل داي بنجاح لقيادة هذا الحزب الوليد، متنافساً ضد شخصية سياسية مرموقة هو الزعيم السابق لحزب الإصلاح، بريستون مانينغ، الذي كان له تأثير كبير في الحركة المحافظة. في الثامن من يوليو عام 2000، فاز داي بهذا المنصب القيادي الهام، ليصبح بذلك الوجه الجديد للتيار المحافظ في كندا. بعد توليه زعامة الحزب، كان عليه أن يخوض انتخابات فرعية ليصبح عضواً في البرلمان الفيدرالي، وهو ما حققه بنجاح، ممثلاً دائرة أوكاناغان—كوكيهالا في مقاطعة كولومبيا البريطانية، ليضع قدمه رسمياً في مجلس العموم الكندي.
الانتخابات الفيدرالية لعام 2000
تحت قيادة ستوكويل داي، خاض التحالف الكندي الانتخابات الفيدرالية لعام 2000 بطموحات كبيرة لكسر هيمنة الحزب الليبرالي. ورغم أن الحزب حقق مكاسب وصفها البعض بالمتواضعة، حيث زاد عدد مقاعده من 58 إلى 66 مقعداً، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق الاختراق المأمول في المقاطعات الشرقية الكندية ذات الأغلبية السكانية، والتي كانت حاسمة للوصول إلى الحكم. في المقابل، استمر الحزب الليبرالي بقيادة رئيس الوزراء جان كريتيان في هيمنته، وفاز بحكومة أغلبية للمرة الثالثة على التوالي، مما عكس استمرارية الثقة الشعبية في قيادته رغم الجهود المبذولة من التحالف الكندي.
تحديات ما بعد الانتخابات والانتقال القيادي
بعد نتائج انتخابات عام 2000 التي لم ترقَ لتوقعات البعض، واجهت قيادة ستوكويل داي للتحالف الكندي انتقادات متزايدة من داخل الحزب. شهد الحزب ما عُرف بـ "تمرد حزبي"، حيث عبر بعض الأعضاء البارزين عن عدم رضاهم عن اتجاه الحزب وقيادته. هذه الضغوط أدت في النهاية إلى فقدان داي لدوره كزعيم للحزب، في خطوة تعكس التحديات التي واجهتها محاولات توحيد التيار المحافظ. ومع ذلك، لم يتوقف دوره السياسي، بل استمر في خدمة دائرته الانتخابية كعضو في البرلمان، محتفظاً بمقعده وصوته في مجلس العموم.
أدواره في حكومة هاربر واعتزاله السياسة
مع توحيد التيار المحافظ وتشكيل حزب المحافظين الكندي الجديد من اندماج التحالف الكندي وحزب المحافظين التقدميين، عاد ستوكويل داي ليلعب دوراً مهماً في الحكومة. تحت قيادة رئيس الوزراء ستيفن هاربر، شغل داي عدة مناصب وزارية رفيعة، مما يدل على الخبرة والثقة التي حظي بها داخل القيادة المحافظة. خلال هذه الفترة، كان يُنظر إليه على نطاق واسع كواحد من أبرز الأصوات التي تمثل تيار المحافظين الاجتماعيين داخل حزب المحافظين، مما يعكس اهتمامه بقضايا القيم التقليدية والمجتمعية في السياسة الكندية. في ختام مسيرة سياسية حافلة، أعلن ستوكويل داي في الثاني عشر من مارس عام 2011 أنه لن يسعى لإعادة انتخابه في الانتخابات الفيدرالية المقبلة لعام 2011، منهياً بذلك فصلاً طويلاً ومؤثراً من الخدمة العامة في كندا بعد عقود قضاها في صلب المشهد السياسي.
الأسئلة المتكررة
- من هو ستوكويل داي؟
- ستوكويل بيرت داي جونيور هو سياسي كندي سابق ولد في 16 أغسطس 1950. قاد التحالف الكندي في أوائل الألفية الجديدة وكان عضواً بارزاً في حزب المحافظين الكندي.
- ما هي أبرز المناصب التي شغلها ستوكويل داي؟
- على الصعيد الإقليمي في ألبرتا، شغل مناصب وزيراً للعمل، وزيراً للخدمات الاجتماعية، وأميناً للصندوق. وعلى الصعيد الفيدرالي، قاد التحالف الكندي، وكان عضواً في البرلمان، وشغل عدة حقائب وزارية في حكومة ستيفن هاربر.
- متى تولى ستوكويل داي قيادة التحالف الكندي؟
- فاز ستوكويل داي بزعامة التحالف الكندي في 8 يوليو 2000، متغلباً على زعيم حزب الإصلاح السابق بريستون مانينغ.
- كيف كان أداء التحالف الكندي في الانتخابات الفيدرالية لعام 2000 تحت قيادته؟
- حقق التحالف الكندي مكاسب متواضعة، حيث زاد عدد مقاعده من 58 إلى 66. ومع ذلك، لم يتمكن الحزب من تحقيق اختراق كبير في شرق كندا، واستمر الحزب الليبرالي في الحكم بأغلبية.
- ما هو سبب استقالة ستوكويل داي من زعامة التحالف الكندي؟
- بعد الانتخابات الفيدرالية لعام 2000، واجهت قيادته انتقادات داخلية وحدث تمرد حزبي من بعض أعضاء الحزب، مما أدى إلى فقدانه لمنصبه كزعيم للحزب.
- متى اعتزل ستوكويل داي السياسة؟
- في 12 مارس 2011، أعلن ستوكويل داي أنه لن يسعى لإعادة انتخابه في الانتخابات الفيدرالية لعام 2011، منهياً بذلك مسيرته السياسية الطويلة.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 