في صباح يوم الثالث عشر من فبراير عام 1979، استيقظ سكان الساحل الغربي لأمريكا الشمالية على وقع حدث جوي استثنائي سيُعرف لاحقًا باسم "عاصفة 13 فبراير 1979". لم تكن هذه العاصفة مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل كانت حدثًا مناخيًا بارزًا أثر بشكل مباشر على مناطق واسعة من المحيط الهادئ شمال غرب كندا والولايات المتحدة، تاركًا خلفه بصمة من الرياح العاتية والتغيرات الجوية السريعة. هذه العاصفة، بطبيعتها الإعصارية، قدمت مثالًا حيًا على القوة الهائلة للعوامل الجوية وتفاعلها المعقد مع التضاريس الجغرافية.
تطور العاصفة ومسارها
مع بزوغ فجر ذلك اليوم، بدأ إعصار موجة شديد، وهو نوع من الأعاصير خارج المدارية التي تتشكل خارج المناطق الاستوائية وتتغذى على تباينات درجة الحرارة، بالتحرك عبر المنطقة الجنوبية من جزيرة فانكوفر في كولومبيا البريطانية بكندا. هذا النظام الجوي حمل في طياته طاقة هائلة ومسارًا مثيرًا للقلق. لم تلبث هذه الظاهرة أن امتدت تأثيراتها، فإلى الجنوب من مركز المنخفض الجوي، تم دفع تدرج حاد وقوي في الضغط الجوي عبر ولاية واشنطن الأمريكية. هذا التدرج، الذي يشير إلى تغير سريع في الضغط على مسافة قصيرة، هو المحرك الأساسي للرياح القوية التي ميزت هذه العاصفة، حيث كانت مصحوبة برياح عاتية ومدمرة وصلت سرعتها إلى مستويات خطيرة.
تأثير التضاريس الجبلية وتكوين المنخفضات الجوية
في الوقت ذاته، ومع اندفاع كتلة هوائية باردة باتجاه الشمال الشرقي، تصادمت هذه الكتلة مع الحواجز الطبيعية الشاهقة التي تمثلها جبال الأولمبيك في ولاية واشنطن. هذا التفاعل الديناميكي بين الهواء البارد والتضاريس الجبلية العالية أدى إلى نشأة ما يعرف بمنخفض "لي سايد" أو المنخفض الجبلي، الذي تشكل إلى الشرق من سلسلة الجبال الأولمبية. هذه المنخفضات تتكون عادة عندما يتدفق الهواء فوق الجبال، مما يسبب انخفاضًا في الضغط على الجانب المقابل للرياح (جانب "الظل المطري" أو "لي سايد").
كان لتطور هذا المنخفض الجوي، خاصة على المستويات المتوسطة من الغلاف الجوي، تأثير مباشر وفوري. فقد أدى إلى تفاقم تدرج الضغط الجوي ليصبح شديد القوة بشكل خاص، لا سيما فوق منطقة شبه جزيرة كيتساب الحساسة في واشنطن، مما ضاعف من شدة الرياح هناك. هذه الظروف الجوية مجتمعةً خلقت بيئة مثالية لعاصفة هوجاء تركت بصماتها على المشهد الطبيعي والبنية التحتية في تلك المناطق، لتُذكر كواحدة من الأحداث الجوية البارزة في تاريخ المنطقة.
أسئلة متكررة (FAQs)
- ما هي عاصفة 13 فبراير 1979؟
- هي ظاهرة جوية عنيفة حدثت في صباح يوم 13 فبراير 1979، وشملت مناطق واسعة من المحيط الهادئ قبالة سواحل كولومبيا البريطانية بكندا وولاية واشنطن بالولايات المتحدة. تميزت برياح عاتية وتدرجات ضغط جوي حادة.
- ما هو نوع النظام الجوي الذي سبب هذه العاصفة؟
- كانت العاصفة ناتجة عن "إعصار موجة شديد" (Severe Wave Cyclone)، وهو نوع من الأنظمة الجوية خارج المدارية التي تتسم بالضغط المنخفض والرياح القوية، وتتطور نتيجة لتفاعلات الكتل الهوائية المختلفة.
- ما هي المناطق الجغرافية الرئيسية التي تأثرت بالعاصفة؟
- تأثرت بشكل رئيسي جنوب جزيرة فانكوفر في كولومبيا البريطانية بكندا، وكذلك ولاية واشنطن الأمريكية، خاصةً المناطق الواقعة جنوب مركز المنخفض الجوي، والجبال الأولمبية، وشبه جزيرة كيتساب.
- كيف ساهمت جبال الأولمبيك في شدة العاصفة؟
- تفاعلت كتلة هوائية باردة متجهة نحو الشمال الشرقي مع التضاريس العالية لجبال الأولمبيك، مما أدى إلى تكون "منخفض لي سايد" (Lee-side Low) إلى الشرق من الجبال. هذا المنخفض الجبلي ساهم في تعزيز تدرج الضغط الجوي وزيادة شدة الرياح في المنطقة، خاصة فوق شبه جزيرة كيتساب.
- ماذا يعني "تدرج ضغط جوي قوي"؟
- يشير "تدرج الضغط الجوي القوي" إلى وجود اختلاف كبير في الضغط الجوي بين منطقتين قريبتين. هذا الاختلاف الشديد في الضغط هو القوة الدافعة الرئيسية للرياح، فكلما كان التدرج أقوى، كانت الرياح أشد وأكثر عنفًا.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 