الدكتورة راجاني ثيراناجاما (المولودة في 23 فبراير 1954 والمتوفاة في 21 سبتمبر 1989) كانت شخصية بارزة وشهيدة للقضايا الإنسانية في سريلانكا. عُرفت بنشاطها الشجاع في مجال حقوق الإنسان وبكونها نسوية تاميلية، إذ كرست حياتها للدفاع عن المظلومين في خضم صراع أهلي دامٍ. وقد اغتالتها كوادر نمور تحرير تاميل إيلام (LTTE) في حادثة أليمة هزت المجتمع السريلانكي والعالم، وذلك بعد أن انتقدتهم علانيةً لارتكابهم الفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بحق المدنيين.
في وقت اغتيالها، كانت الدكتورة ثيراناجاما تشغل منصب رئيسة قسم التشريح في جامعة جافنا، وهي مؤسسة أكاديمية حيوية في شمال سريلانكا. لم تكن مساهماتها مقتصرة على المجال الأكاديمي والتعليمي فحسب، بل كانت عضواً فاعلاً وعنصراً مؤسساً في منظمة "مدرسون جامعيون لحقوق الإنسان" (University Teachers for Human Rights - Jaffna)، وهي منظمة مستقلة تأسست لتوثيق الانتهاكات والدفاع عن حقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية في سريلانكا. كان دورها في هذه المنظمة حاسماً في تسليط الضوء على معاناة المدنيين والوقوف ضد الظلم من جميع الأطراف المتصارعة.
حياة ونشاط الدكتورة راجاني ثيراناجاما
الدكتورة راجاني ثيراناجاما لم تكن مجرد أكاديمية، بل كانت رمزاً للشجاعة الأخلاقية والالتزام الثابت بالعدالة. وُلِدت في جافنا، شمال سريلانكا، ونشأت في بيئة متأثرة بالصراع السياسي والعرقي. وقد دفعتها هذه الظروف إلى تكريس نفسها للدفاع عن حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والأقليات. بصفتها نسوية تاميلية، آمنت بضرورة تمكين المرأة وضمان كرامتها وحريتها في مجتمع عانى طويلاً من تداعيات الحرب.
كانت عضويتها ودورها التأسيسي في "مدرسون جامعيون لحقوق الإنسان" حجر الزاوية في عملها الحقوقي. سعت هذه المنظمة، التي ضمت أكاديميين ومفكرين، إلى توثيق ونشر تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها جميع الأطراف المشاركة في الصراع، بما في ذلك القوات الحكومية والجماعات المسلحة مثل نمور التاميل. كانت الدكتورة ثيراناجاما من بين الأصوات القليلة التي تجرأت على انتقاد هذه الانتهاكات بشكل علني ومباشر، حتى لو كان الثمن حياتها.
مواجهة الظلم والثمن الفادح
كانت الدكتورة ثيراناجاما صريحة في إدانتها للفظائع التي ارتكبتها نمور التاميل، وهي جماعة انفصالية سعت إلى إقامة دولة تاميلية مستقلة في شمال وشرق سريلانكا. ورغم أن نمور التاميل ادعوا أنهم يقاتلون من أجل حقوق التاميل، إلا أنهم ارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التجنيد القسري للأطفال، والاغتيالات السياسية، وقمع المعارضة الداخلية. كانت راجاني من أوائل الذين أشاروا إلى هذه التجاوزات ودافعوا عن الحق في الحياة والحرية لجميع الناس، بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو السياسي.
هذا الموقف الشجاع والمبدئي، الذي رفض الانحياز لأي طرف على حساب الحقيقة والعدالة، جعلها هدفاً للانتقام. وفي 21 سبتمبر 1989، بينما كانت عائدة إلى منزلها من الجامعة، أُطلقت عليها النار وتم اغتيالها بوحشية على يد كوادر نمور التاميل. كانت وفاتها خسارة فادحة لحركة حقوق الإنسان في سريلانكا وللأوساط الأكاديمية.
إرث لا يُمحى
رغم رحيلها المبكر والمأساوي، لا يزال إرث الدكتورة راجاني ثيراناجاما حياً ومؤثراً. تُعد رمزاً للتحدي والصمود في وجه الطغيان، وصوتاً لا يمكن إسكاته لكل من يطالب بالعدالة والسلام في مناطق الصراع. عملها، وتحديداً مشاركتها في تأليف كتاب "نخلة باليميرا المكسورة" (The Broken Palmyra)، الذي وثق الفظائع المرتكبة خلال فترة الحرب الأهلية في جافنا، يظل شهادة حية على التزامها بالحق والحقيقة.
إن قصتها تذكير دائم بأن الدفاع عن حقوق الإنسان يتطلب شجاعة لا تتزعزع، وأن أصوات النقاد البناءين هي أساس أي مجتمع يسعى إلى العدالة والسلام الدائمين. اسمها محفور في تاريخ النضال من أجل حقوق الإنسان كشخصية ألهمت الكثيرين لمواصلة السعي نحو عالم أكثر عدلاً وإنسانية.
الأسئلة المتكررة (FAQs)
- من كانت الدكتورة راجاني ثيراناجاما؟
- كانت الدكتورة راجاني ثيراناجاما طبيبة وأكاديمية سريلانكية، وناشطة بارزة في مجال حقوق الإنسان ونسوية تاميلية، اشتهرت بانتقادها للانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف في الحرب الأهلية السريلانكية.
- ما هو سبب اغتيالها؟
- اغتالتها كوادر نمور تحرير تاميل إيلام (LTTE) في عام 1989 بعد أن انتقدتهم علانيةً لارتكابهم فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين.
- ما هو منصبها الأكاديمي؟
- في وقت اغتيالها، كانت تشغل منصب رئيسة قسم التشريح في جامعة جافنا.
- ما هي "مدرسون جامعيون لحقوق الإنسان" (UTHR)؟
- هي منظمة مستقلة لحقوق الإنسان، شاركت الدكتورة راجاني في تأسيس فرعها في جافنا وكانت عضواً نشطاً فيها. عملت المنظمة على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية السريلانكية.
- ما هو كتاب "نخلة باليميرا المكسورة"؟
- هو كتاب شاركت الدكتورة راجاني في تأليفه، ويوثق الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في منطقة جافنا خلال فترة الصراع، ويعتبر شهادة مهمة على تلك الأحداث.
- ما هو إرث الدكتورة راجاني ثيراناجاما؟
- إرثها هو رمز للشجاعة الأخلاقية والالتزام بالعدالة، ودعوة مستمرة للدفاع عن حقوق الإنسان حتى في أصعب الظروف، وقد ألهمت الكثيرين لمواصلة النضال من أجل عالم أكثر عدلاً.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文