يُعد القديس أمفيلوخيوس بوتشاييفسكي (المعروف بالروسية باسم: Амфилохий Почаевский، وبالأوكرانية: Амфілохій Почаївський) واحدًا من أبرز قديسي الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية في القرن العشرين، وشخصية روحية عميقة الجذور في تاريخ أوكرانيا الغربية. وُلد هذا القديس العظيم في إقليم ترنوبل بغرب أوكرانيا، وتحديدًا في قرية مالايا إيلوفيتسا عام 1894، باسم ياكوف فارفولومييفيتش هولوفاتيوك. كرّس حياته بالكامل للخدمة الروحية، ليصبح فيما بعد راهبًا متوحّدًا ذا نفوذ روحي واسع، ويُعرف بفضائله ومعجزاته التي ما زالت تُروى حتى يومنا هذا.
مسيرة الحياة الروحية وخدمته
بدأ القديس أمفيلوخيوس مسيرته الرهبانية في دير بوتشاييف لافرا الشهير، أحد أهم المراكز الروحية الأرثوذكسية في أوكرانيا، حيث انضم إليه عام 1925. اشتهر بتفانيه في الصلاة والزهد والتقشف، مما أكسبه احترام وتقدير إخوته الرهبان وزوار الدير على حد سواء. خلال فترة وجوده في اللافرا، ارتقى في الرتب الكهنوتية ليصبح راهبًا كاهنًا، وبدأ يُعرف بقدراته الروحية غير العادية. كان يُعتبر معالجًا ومرشدًا روحيًا، حيث توافد عليه الآلاف من الناس طلبًا للمشورة الروحية والشفاء من الأمراض الجسدية والنفسية، وحتى التحرر من الأرواح الشريرة.
مواهب الشفاء والنبوءة
كانت موهبة الشفاء إحدى أبرز السمات التي ميزت القديس أمفيلوخيوس. تشير العديد من الروايات إلى قدرته على شفاء المرضى الذين عجز الأطباء عن علاجهم، ليس فقط من خلال الصلاة والتضرع، بل أيضًا بفضل معرفته بالأعشاب الطبية وتطبيقها. كما عُرف بموهبة البصيرة والتنبؤ، حيث كان يكشف عن أحداث مستقبلية أو يقدم إرشادات دقيقة تتعلق بحياة الأشخاص الذين يلتقون به، مما يؤكد مكانته كمرشد روحي مستنير.
الصمود في وجه الاضطهاد
شهد القرن العشرين في أوكرانيا فترة من الاضطهاد الشديد للدين تحت الحكم السوفيتي، ولم يسلم القديس أمفيلوخيوس من هذه المحنة. بسبب إخلاصه لإيمانه وخدمته الروحية، تعرض للاعتقال والاضطهاد عدة مرات. في إحدى المرات، تم احتجازه قسرًا في مستشفى للأمراض النفسية في محاولة لتشويه سمعته وقمع تأثيره الروحي. ومع ذلك، وبفضل الضغط الشعبي والدعم الواسع من المؤمنين الذين كانوا يعرفون قداسته، تم إطلاق سراحه وعاد إلى خدمة شعبه بإيمان لا يتزعزع، مواصلاً عمله في مسقط رأسه بعد طرده من الدير.
الرقدان المجيد والتقديس
رقد القديس أمفيلوخيوس في الرب عام 1971 في قريته الأم مالايا إيلوفيتسا، بعد حياة مليئة بالتفاني والخدمة والتضحية. دُفن في مقبرة الدير بالقرب من بوتشاييف لافرا، واستمر المؤمنون في زيارة قبره لطلب شفاعته وبركته. وفي عام 2002، قامت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (بطريركية موسكو) بإعلان قداسته رسميًا، وذلك بعد الكشف عن رفاته الطاهرة التي وُجدت محفوظة دون تحلل، في شهادة واضحة على حياته المقدسة. يُحتفل بعيده في الكنيسة الأرثوذكسية في 10 نوفمبر (الموافق 28 أكتوبر وفقًا للتقويم اليولياني)، ليظل اسمه محفورًا في قلوب المؤمنين كشفيع ومعالج وملهم.
الأسئلة المتكررة حول القديس أمفيلوخيوس بوتشاييفسكي
- من هو القديس أمفيلوخيوس بوتشاييفسكي؟
- هو قديس أرثوذكسي أوكراني عاش في القرن العشرين، اشتهر بكونه راهبًا ومرشدًا روحيًا ومعالجًا للأمراض الجسدية والنفسية. وُلد باسم ياكوف هولوفاتيوك في منطقة ترنوبل غرب أوكرانيا.
- ما هي أبرز مواهبه؟
- اشتهر بموهبة الشفاء، حيث يُنسب إليه علاج العديد من المرضى. كما عُرف بموهبة البصيرة والتنبؤ، وقدرته على تقديم المشورة الروحية العميقة.
- متى وأين عاش القديس أمفيلوخيوس؟
- عاش في الفترة من 1894 إلى 1971 في غرب أوكرانيا، وتحديدًا في إقليم ترنوبل. قضى جزءًا كبيرًا من حياته الرهبانية في دير بوتشاييف لافرا.
- هل واجه أي اضطهاد؟
- نعم، تعرض للاضطهاد من قبل السلطات السوفيتية بسبب إيمانه ونشاطه الروحي، وتم احتجازه قسرًا في مستشفى للأمراض النفسية لفترة.
- متى تم إعلان قداسته؟
- تم إعلان قداسته (تقديسه) رسميًا من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية في عام 2002.
- ما هو تاريخ عيده في الكنيسة؟
- يُحتفل بعيده في الكنيسة الأرثوذكسية في العاشر من نوفمبر (28 أكتوبر بالتقويم اليولياني).
- ما هو دير بوتشاييف لافرا؟
- هو أحد أقدم وأهم الأديرة الأرثوذكسية في أوكرانيا، ويُعد مركزًا روحيًا وثقافيًا ذا أهمية كبيرة في العالم الأرثوذكسي الشرقي.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 