غلين فوستر "سلاتس" هاردين (1 يوليو 1910 - 6 مارس 1975) كان رياضيًا أمريكيًا بارزًا، ارتبط اسمه بالتميز في سباقات الحواجز، وتوج مسيرته بالفوز بسباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1936 ببرلين. لم يكن هاردين مجرد عداءٍ أولمبي، بل كان شخصية مهيمنة في عالم ألعاب القوى خلال ثلاثينيات القرن الماضي، حيث أظهر براعة لافتة لا تقتصر على سباق الحواجز بل امتدت لتشمل سباق 400 متر المستوي (المسطح).
وُلد غلين هاردين في ديرما بولاية ميسيسيبي، وبدأ صعوده نحو النجومية العالمية مبكرًا. كان لقبه "سلاتس" (Slats) شائعًا في تلك الحقبة، ويُعتقد أنه كان يشير إلى طبيعته النحيلة والطويلة، وهي سمات ساعدته بلا شك في التغلب على الحواجز برشاقة وسرعة في هذا السباق الذي يجمع بين السرعة والتحمل والإيقاع.
الصعود إلى النجومية وقصة الرقم القياسي العالمي الفريد
بدأت قصة هاردين مع الأضواء في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1932 التي أُقيمت في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة. هناك، حقق المركز الثاني في سباق 400 متر حواجز بزمن قدره 52.0 ثانية. ولكن ما جعل هذا الإنجاز محفورًا في التاريخ ليس الفضية فحسب، بل الطريقة الفريدة التي نُسب بها إليه الرقم القياسي العالمي. ففي تلك الأيام، كانت قواعد ألعاب القوى صارمة للغاية فيما يخص الأرقام القياسية؛ إذ كان إسقاط أي حاجز يعني عدم أهلية الأداء لكي يُعتبر رقمًا قياسيًا عالميًا. وهنا تأتي المفارقة التاريخية: الفائز بالسباق، بوب تيسدال من أيرلندا، أسقط حاجزًا واحدًا أثناء عبوره المضمار، مما يعني أن أداءه، رغم فوزه بالسباق وتخطيه خط النهاية أولاً، لم يُعتبر رقمًا قياسيًا عالميًا. وهكذا، حصل غلين هاردين، الذي أكمل السباق دون إسقاط أي حواجز، على شرف كسر الرقم القياسي العالمي، وذلك بقاعدة أثارت الجدل ولكنها كانت جزءًا لا يتجزأ من روح الرياضة وقوانينها في ذلك الوقت.
الهيمنة وتحديد معايير جديدة
لم يكتفِ هاردين بذلك الإنجاز الفريد، بل واصل تحطيم الأرقام القياسية بنفسه. ففي عام 1934، خفض الرقم القياسي العالمي إلى 51.8 ثانية خلال بطولة الاتحاد الرياضي للهواة (AAU)، وهي إحدى أهم البطولات الوطنية المرموقة في الولايات المتحدة. ولم يمضِ وقت طويل حتى حقق إنجازًا آخر أكثر إبهارًا، عندما حسن هذا الرقم بشكل لافت إلى 50.6 ثانية في لقاء دولي مرموق أُقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم في وقت لاحق من العام نفسه. هذا الرقم المذهل لم يكن مجرد تحسين عابر، بل صمد كمعيار عالمي لا يُكسر لمدة تسعة عشر عامًا متتالية، ليؤكد هيمنة هاردين الاستثنائية على سباق 400 متر حواجز ويُرسخ مكانته كواحد من أعظم العدائين في تاريخ هذا السباق.
كانت هذه الفترة، بين أولمبياد 1932 وأولمبياد 1936، شاهدة على سلسلة انتصارات لا تُقهَر لغلين هاردين. فاز بلقب بطولة الاتحاد الرياضي للهواة (AAU) ثلاث مرات متتالية في أعوام 1933 و1934 و1936 في سباق 400 متر حواجز. كما أظهر براعته في المنافسات الجامعية الأمريكية التي كانت ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة، حيث فاز بلقب بطولة الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات (NCAA) في عامي 1933 و1934 في سباق 440 ياردة (الذي يعادل تقريبًا 400 متر) حواجز. هذه البطولات كانت محطات رئيسية في مسيرته، مؤكدة مكانته كأفضل عداء حواجز في جيله.
إنجازات جامعية وقمة المجد الأولمبي في برلين
لم يكن غلين هاردين بطلاً فرديًا فحسب، بل كان أيضًا جزءًا لا يتجزأ من فريق جامعة لويزيانا الحكومية (LSU Tigers) لألعاب القوى الخارجية. ساهم هاردين في تحقيق الفريق لأول بطولة NCAA على الإطلاق للمدرسة في عام 1933، وهو إنجاز تاريخي لجامعته يُبرز أهمية رياضة الجامعات في صقل المواهب. خلال تلك البطولة نفسها، فاز هاردين بلقبين فرديين من NCAA، مما يؤكد دوره المحوري في نجاح الفريق والجامعة على حد سواء.
توج هاردين مسيرته الرياضية الحافلة في دورة الألعاب الأولمبية ببرلين عام 1936، وهي دورة ألعاب حملت الكثير من الرمزية التاريخية. هناك، ارتقى إلى قمة المجد الأولمبي بفوزه بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز، متفوقًا على منافسه الكندي جون لوارينج بفارق ضئيل بلغ 0.3 ثانية. هذا الفوز لم يكن مجرد نهاية لمسيرة رياضية عظيمة مليئة بالإنجازات والأرقام القياسية، بل كان تأكيدًا على موهبته الفذة وعزيمته التي لا تلين، ليُخلد اسمه في سجلات الأبطال الأولمبيين.
أسئلة شائعة حول غلين "سلاتس" هاردين
- متى وأين وُلد غلين هاردين؟
- وُلد غلين فوستر هاردين في 1 يوليو 1910 بمدينة ديرما بولاية ميسيسيبي الأمريكية.
- ما هو الإنجاز الأبرز لغلين هاردين؟
- أبرز إنجازاته هو فوزه بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936 التي أُقيمت في برلين بألمانيا.
- لماذا نُسب إليه الرقم القياسي العالمي في أولمبياد 1932 رغم حصوله على المركز الثاني؟
- نُسب إليه الرقم القياسي العالمي لأن الفائز بالسباق، بوب تيسدال، أسقط حاجزًا واحدًا أثناء السباق، وهو ما كان يمنع اعتبار أدائه رقمًا قياسيًا عالميًا في ذلك الوقت بموجب القوانين السارية، بينما أكمل هاردين السباق دون إسقاط أي حواجز.
- كم استمر الرقم القياسي العالمي الذي حققه هاردين؟
- صمد الرقم القياسي العالمي الذي حققه غلين هاردين بزمن 50.6 ثانية لمدة 19 عامًا، وهو ما يعكس استثنائية أدائه.
- ما هي الأندية أو الجامعات التي مثلها هاردين؟
- مثل غلين هاردين فريق جامعة لويزيانا الحكومية (LSU Tigers) لألعاب القوى، وساهم في فوزهم بأول بطولة NCAA في تاريخ المدرسة عام 1933.
- هل كان هاردين ينافس في سباقات أخرى إلى جانب 400 متر حواجز؟
- نعم، كان بارعًا أيضًا في سباق 400 متر المستوي (بدون حواجز)، مما يدل على مرونته وقدراته البدنية المتعددة.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 