كان بورفيريو روبيروسا أريزا (22 يناير 1909 – 5 يوليو 1965) شخصية لافتة للنظر، تجسدت فيه سمات الدبلوماسي المخضرم وسائق سباقات السيارات الشغوف والجندي الانضباطي ولاعب البولو الأنيق. لكن ما رسخ اسمه في الذاكرة العالمية لم يكن مهامه الرسمية بالقدر الذي كان عليه أسلوب حياته الباذخ والمليء بالصخب والمغامرات. وُلد روبيروسا في جمهورية الدومينيكان، وصعد نجمه في ظل نظام الديكتاتور رافائيل تروخيو، حيث كان يُعتبر من أقرب المقربين إليه وموالياً قوياً له. إلا أن هذه العلاقة لم تكن تخلو من ظلال الشك، فقد ترددت مزاعم عن تورطه في أدوار أكثر قتامة، حيث أشارت بعض الروايات إلى أنه كان بمثابة قاتل سياسي أو منفذ لمهام سرية لصالح النظام.
تجاوزت شهرة روبيروسا الحدود الدبلوماسية ليصبح رمزًا للرجل المستهتر الأنيق، أو ما يُعرف بـ "بلاي بوي" الدولي. أسلوبه المعيشي كان متفردًا، يجمع بين البذخ والرقي والبحث الدائم عن المتعة، وقد عُرف بقدرته الأسطورية على جذب النساء وإغوائهن. كانت زيجاته الخمس، وخاصة اثنتين منها من أغنى نساء العالم في عصره، محط أنظار الصحافة والجمهور، مما أضاف إلى أسطورته وهالته.
نشأة دبلوماسي أم بلاي بوي؟
ترعرع بورفيريو روبيروسا في أسرة دومينيكية، حيث قضى جزءًا من طفولته في باريس بسبب عمل والده الدبلوماسي، مما منحه إتقانًا مبكرًا للغة الفرنسية وصقلًا اجتماعيًا ساعده لاحقًا في مسيرته. عاد إلى وطنه في سن الشباب والتحق بالجيش، وهناك لفت انتباه الديكتاتور رافائيل تروخيو بسرعة بفضل كاريزماه وقدرته على لفت الأنظار. سرعان ما أصبح روبيروسا جزءًا لا يتجزأ من الدائرة المقربة لتروخيو، وزواجه الأول من ابنته إليسا تروخيو عام 1932 عزز مكانته في النخبة الحاكمة، مما فتح له الأبواب على مصراعيها في عالم الدبلوماسية. شغل روبيروسا مناصب دبلوماسية في عواصم عالمية كباريس وبروكسل وبوينس آيرس وروما وغيرها، لكن هذه المناصب كانت في كثير من الأحيان مجرد غطاء لأسلوب حياته المترف وغير المقيد.
أسطورة البلاي بوي الدولي: حياة من البذخ والشغف
كان روبيروسا يجسد صورة البلاي بوي في منتصف القرن العشرين. كان يتميز بطلته الأنيقة، سياراته الفاخرة، وشغفه بالسرعة والرياضات الراقية مثل البولو وسباقات السيارات. كان يعيش على طريقة "اليوم هو كل ما يهم"، ينفق المال ببذخ على الحفلات والسفر والملابس الفاخرة. لم تكن ثروته الشخصية هي مصدر هذا البذخ دائمًا، بل كانت زوجاته الثريات جزءًا أساسيًا من هذه المعادلة. لقد كانت حياته مثالًا حيًا للرجل الذي يعيش على حافة الهاوية، مفعمًا بالحب والحياة والترف، وهو ما جعله شخصية محبوبة ومكروهة في آن واحد في الأوساط الاجتماعية الراقية.
زيجاته الشهيرة وأثرها على حياته
تزوج بورفيريو روبيروسا خمس مرات، وكانت كل زيجة تضيف فصلاً جديدًا إلى أسطورته. زيجاته لم تكن مجرد ارتباطات عادية، بل كانت أحداثًا اجتماعية عالمية:
- إليسا تروخيو (Elisa Trujillo): ابنة الديكتاتور رافائيل تروخيو، زواجه منها منحه قوة سياسية واجتماعية هائلة في وطنه.
- دانييل داريو (Danielle Darrieux): ممثلة فرنسية شهيرة، أضافت إلى شهرته العالمية وجاذبيته الفنية.
- دوريس ديوك (Doris Duke): كانت تُعرف بأنها "أغنى امرأة في العالم" في ذلك الوقت. زواجه منها جلب له ثروة هائلة ومكنه من الاستمرار في أسلوب حياته الباذخ دون قيود.
- باربرا هوتون (Barbara Hutton): "وريثة وولوورث"، وهي أيضًا من أغنى النساء في العالم. استمر زواجهما قصيرًا لكنه كان مثيرًا للجدل ومليئًا بالقصص عن البذخ والهدايا الفاخرة.
- أوديل رودين (Odile Rodin): ممثلة فرنسية شابة، كانت زوجته الأخيرة حتى وفاته.
الجانب المظلم: اتهامات القاتل السياسي
بعيدًا عن بريق الأضواء، كانت هناك همسات حول تورط روبيروسا في أنشطة أقل أناقة. فكونه مقربًا من تروخيو، الذي عُرف بحكمه الديكتاتوري القاسي، جعل البعض يربطه بأعمال عنف سياسي. ترددت شائعات عن قيامه بمهام سرية لتروخيو، منها عمليات اغتيال سياسية لمعارضين للنظام. ورغم عدم وجود أدلة قاطعة تدينه، إلا أن هذه المزاعم أضفت على شخصيته غموضًا وجانبًا مظلمًا يتعارض مع صورته اللامعة كدبلوماسي أنيق ولاعب مستهتر، مما جعله شخصية أكثر تعقيدًا وإثارة للجدل في كتب التاريخ.
نهاية أسطورة
توفي بورفيريو روبيروسا في 5 يوليو 1965 عن عمر يناهز 56 عامًا في حادث سيارة بباريس، بعد أن احتفل بفوز فريقه في مباراة بولو. كانت نهاية تراجيدية تتناسب تمامًا مع حياته السريعة والمحمومة. تركت وفاته فراغًا في عالم النخبة الاجتماعية، لكن أسطورته كدبلوماسي، وسائق، وجندي، وعاشق، وشخصية غامضة، استمرت لتُلهم العديد من الأعمال الفنية والأدبية، ويبقى اسمه رمزًا لعصر كان فيه البذخ والسحر جزءًا لا يتجزأ من حياة بعض الشخصيات المؤثرة.
الأسئلة الشائعة
- من هو بورفيريو روبيروسا؟
- كان بورفيريو روبيروسا أريزا دبلوماسيًا دومينيكيًا وسائقًا لسباق السيارات وجنديًا ولاعب بولو، اشتهر بأسلوب حياته الباذخ كـ "بلاي بوي" دولي وعلاقاته بزوجات ثريات ومشهورات. كما تردد أنه كان مؤيدًا قويًا للديكتاتور رافائيل تروخيو وقد تورط في أنشطة سياسية غامضة.
- كم مرة تزوج روبيروسا ومن كانت زوجاته الشهيرات؟
- تزوج روبيروسا خمس مرات. من بين زوجاته الشهيرات إليسا تروخيو (ابنة الديكتاتور تروخيو)، والممثلة الفرنسية دانييل داريو، واثنتان من أغنى نساء العالم في عصره، وهما دوريس ديوك وباربرا هوتون، بالإضافة إلى الممثلة الفرنسية أوديل رودين.
- ما هي علاقته برافايل تروخيو؟
- كان روبيروسا من أشد مؤيدي الديكتاتور رافائيل تروخيو ومقربًا منه. بدأ مسيرته في الجيش الدومينيكي تحت قيادة تروخيو وتزوج من ابنته إليسا. خدم في مناصب دبلوماسية متعددة حول العالم تحت نظام تروخيو، ولكن ترددت أيضًا شائعات عن تورطه في أدوار أكثر قتامة كمنفذ لمهام سياسية سرية لصالح الديكتاتور.
- ما الذي جعله يُعرف بـ "البلاي بوي"؟
- اكتسب روبيروسا لقب "البلاي بوي" بسبب أسلوب حياته المترفل وغير المقيد، وشغفه بالسيارات السريعة ورياضة البولو، وحضوره المستمر للحفلات الفاخرة في جميع أنحاء العالم، وقدرته الأسطورية على جذب النساء، وخاصة الثريات والمشهورات منهن، والارتباط بهن في زيجات مثيرة للجدل.
- كيف توفي بورفيريو روبيروسا؟
- توفي بورفيريو روبيروسا في 5 يوليو 1965 عن عمر يناهز 56 عامًا في حادث سيارة بباريس، فرنسا. وقع الحادث بعد أن حضر حفل عشاء للاحتفال بفوز فريقه في مباراة بولو.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 