إنجبورج من النرويج ، أميرة زوجة ووصي على عرش السويد (مواليد 1301)

تُعد الأميرة إنجبورج النرويجية (بالنرويجية القديمة: إنغيبورغ هاكوناردوتير؛ بالسويدية: إنغبوري هاكانسدوتر؛ بالنرويجية الحديثة: إنغيبورغ هاكونسداتر) شخصية محورية في التاريخ الاسكندنافي خلال القرن الرابع عشر. وُلدت عام 1301 وتوفيت في 17 يونيو 1361، وكانت أميرة نرويجية بالولادة، وتزوجت لتصبح دوقة ملكية في السويد. لعبت أدوارًا سياسية بالغة الأهمية، حيث تولت مناصب رفيعة في حكومات الوصاية في كل من النرويج والسويد خلال فترة قُصور ابنها، الملك ماغنوس السابع، الذي حكم الدولتين معًا.

نشأتها وزواجها الاستراتيجي

كانت إنجبورج ابنة الملك هاكون الخامس ملك النرويج وإيفيميا من روغن. زواجها عام 1312 من الدوق إريك ماغنوسون، شقيق ملك السويد بيرغر، لم يكن مجرد اتحاد شخصي بل كان تحالفًا سياسيًا قويًا يهدف إلى تعزيز الروابط بين المملكتين الاسكندنافيتين. الدوق إريك كان شخصية طموحة ومركزية في الصراعات الداخلية على السلطة في السويد، وزواجه من أميرة نرويجية عزز مكانته بشكل كبير. هذا الزواج وضع إنجبورج في قلب الحياة السياسية السويدية الصاخبة، وفتح لها الباب لاحقًا لتولي أدوار قيادية غير مسبوقة لامرأة في تلك الحقبة.

الطريق إلى السلطة: وصاية مزدوجة على عرشين

تغير المشهد السياسي الاسكندنافي بشكل جذري بعد وفاة زوجها الدوق إريك في عام 1318، والتي كانت نتيجة لمؤامرات سياسية معقدة وصراع مرير مع شقيقه الملك بيرغر. بعد وفاة الملك بيرغر والإطاحة به، أصبح ابن إنجبورج الصغير، ماغنوس، ملكًا للنرويج والسويد في سن مبكرة جدًا. هذا الوضع الفريد، حيث كان طفل يحكم مملكتين، استلزم تشكيل حكومات وصاية لإدارة شؤون الدولتين. أصبحت إنجبورج، بصفتها والدة الملك القاصر، شخصية أساسية في هذه الحكومات. تولت منصبًا مؤثرًا في حكومة الوصاية بالنرويج بين عامي 1319 و1327، وفي السويد بين عامي 1319 و1326. هذه الفترة شهدت قيامها بدور فعال في إدارة شؤون المملكتين، مستعرضة قدرتها على التعامل مع التعقيدات السياسية والإدارية.

امرأة ذات نفوذ: وصية بحكم الواقع وبحكم القانون

قبل التأسيس الرسمي لحكومة الوصاية في السويد، وبالتحديد بين عامي 1318 و1319، مارست الأميرة إنجبورج سلطة "بحكم الواقع" (De Facto) على السويد. في تلك الفترة المضطربة التي أعقبت وفاة الدوق إريك والنزاعات الملكية، كان وجودها كأم للملك المستقبلي وممثلة لورثته يمنحها نفوذًا كبيرًا في غياب سلطة مركزية قوية. بعد ذلك، ومع تشكيل حكومة الوصاية الرسمية في عام 1319، أصبحت إنجبورج أول وصية شرعية معترف بها في السويد، وهو دور استمر حتى عام 1326. لم تكن مجرد شخصية رمزية، بل كانت مشاركة بنشاط في صياغة السياسات واتخاذ القرارات، مما يجعلها من بين النساء القلائل اللاتي حملن هذا القدر من السلطة المباشرة في أوروبا خلال العصور الوسطى.

بعد انتهاء الوصاية: أدوار متغيرة وممتلكات شخصية

بعد انتهاء فترات الوصاية في النرويج والسويد، والتي تزامنت مع بلوغ ابنها الملك ماغنوس سن الرشد وبدء حكمه الفعلي، لم تختفِ الأميرة إنجبورج تمامًا من الساحة السياسية. احتفظت بمكانة محترمة ونفوذ كبير كامرأة نبيلة ووالدة الملك. عاشت بقية حياتها كمالكة لأراضي شاسعة وممتلكات خاصة بها، خاصة في السويد والنرويج، مما منحها استقلالاً اقتصاديًا وسياسيًا نسبيًا. يُعتقد أنها ظلت شخصية مؤثرة في البلاط الملكي وفي الشؤون العائلية، حتى وفاتها في عام 1361، تاركة وراءها إرثًا كامرأة قوية شكلت مسار دولتين اسكندنافيتين.

إرث إنجبورج النرويجية

تظل إنجبورج النرويجية نموذجًا للمرأة النبيلة التي تجاوزت القيود الاجتماعية والسياسية لعصرها. من خلال ذكائها السياسي وتحالفاتها الاستراتيجية، تمكنت من لعب دور حاسم في توحيد عرشي النرويج والسويد تحت حكم ابنها، ومن ثم حكمت فعليًا وشرعيًا لفترات طويلة. يبرز إرثها كشخصية قوية ومستقلة، ساهمت بشكل كبير في تشكيل المشهد السياسي الاسكندنافي في بدايات القرن الرابع عشر.

الأسئلة الشائعة حول إنجبورج النرويجية

من هي إنجبورج النرويجية؟

إنجبورج النرويجية كانت أميرة نرويجية، ابنة الملك هاكون الخامس ملك النرويج. تزوجت من الدوق إريك ماغنوسون وأصبحت لاحقًا دوقة ملكية في السويد. اشتهرت بأدوارها السياسية المهمة كوصية على عرشي النرويج والسويد خلال فترة قُصور ابنها الملك ماغنوس.

ما هي تواريخ ميلادها ووفاتها؟

وُلدت إنجبورج النرويجية عام 1301 وتوفيت في 17 يونيو 1361.

ما هي أهم المناصب التي شغلتها؟

شغلت منصبًا في حكومة الوصاية في النرويج (1319-1327) وفي السويد (1319-1326). كما كانت الحاكمة الفعلية للسويد بين 1318 و1319، وأول وصية شرعية للسويد من 1319 حتى 1326.

من هو ابنها الملك ماغنوس؟

الملك ماغنوس السابع كان ابن إنجبورج النرويجية والدوق إريك ماغنوسون. أصبح ملكًا للنرويج والسويد في فترة قُصوره، مما استلزم تشكيل حكومات وصاية تولت فيها والدته إنجبورج دورًا محوريًا.

ماذا تعني "وصية بحكم الواقع" و"وصية شرعية"؟

تشير "وصية بحكم الواقع" (De Facto) إلى أنها مارست السلطة والنفوذ فعليًا دون أن يكون لها تعيين رسمي في البداية. أما "وصية شرعية" فتعني أنها تم تعيينها وتأكيدها رسميًا من قبل الهيئات الحاكمة للقيام بدور الوصاية وفقًا للقانون.