جون ريموند بوستجيت، الذي وُلد في الرابع والعشرين من يونيو عام 1922 وتوفي في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 2014، كان اسمًا لامعًا في الأوساط العلمية البريطانية والعالمية. كان عالم أحياء دقيقة وكاتبًا إنجليزيًا بارزًا، وقد حاز على عضوية الجمعية الملكية (FRS)، وهو تكريمٌ يُمنح لأبرز العلماء والمهندسين في المملكة المتحدة، مما يؤكد مكانته الرفيعة في مجال البحث العلمي. في أواخر مسيرته الأكاديمية، شغل منصب أستاذ فخري لعلم الأحياء الدقيقة في جامعة ساسكس، وهي إحدى الجامعات البريطانية المرموقة.
إسهاماته العلمية الرائدة
تمركزت أبحاث بوستجيت في علم الأحياء الدقيقة حول محاور حيوية شكلت فهمنا للعالم المجهري وتأثيره على البيئة والحياة. كان من أبرز هذه المحاور:
- تثبيت النيتروجين: يُعد هذا المجال أساسيًا للحياة على كوكب الأرض، حيث يدرس كيفية تحويل النيتروجين الجوي، غير القابل للاستخدام المباشر للكائنات الحية، إلى أشكالٍ حيوية يمكن للنباتات استغلالها. تُعتبر هذه العملية حاسمةً للزراعة واستدامة النظم البيئية، وقد أسهم بوستجيت بشكل كبير في فهم الآليات الميكروبية وراءها.
- بقاء الميكروبات على قيد الحياة: بحث في قدرة الكائنات الدقيقة على البقاء في بيئات قاسية وظروف صعبة، مما أضاف بُعدًا جديدًا لفهم التنوع الميكروبي ومرونته في مختلف النظم البيئية، من أعماق المحيطات إلى التربة القاحلة.
- البكتيريا التي تختزل الكبريتات: ركز على دراسة هذه المجموعة من البكتيريا التي تلعب دورًا محوريًا في الدورات البيوجيوكيميائية للكبريت على الأرض. لفهم هذه البكتيريا آثار بيئية وصناعية مهمة، لا سيما في معالجة مياه الصرف الصحي وفي صناعات النفط والغاز.
مسيرته المهنية والقيادية
بدأ جون بوستجيت مسيرته المهنية الحافلة في وحدة تثبيت النيتروجين التابعة لمجلس البحوث الزراعية (Agricultural Research Council Nitrogen Fixation Unit) في عام 1963. كان هذا المجلس جهة بحثية رئيسية في المملكة المتحدة، تدعم الابتكار والتقدم في العلوم الزراعية. تدرج بوستجيت في المناصب داخل الوحدة بفضل كفاءته وإسهاماته العلمية، حتى تولى منصب مديرها في عام 1987، وقادها بنجاح حتى تقاعده. خلال فترة إدارته، أصبحت الوحدة مركزًا عالميًا رائدًا في أبحاث تثبيت النيتروجين، وجمع حوله نخبة من الباحثين.
اعتراف وتقدير
شهد عام 2011 تكريمًا خاصًا لبوستجيت عندما وُصف بأنه "شخصية الأب في علم الأحياء الدقيقة البريطاني". هذا اللقب الرفيع لم يكن مجرد إشادة بأبحاثه، بل اعترافًا بتأثيره العميق على الأجيال اللاحقة من علماء الأحياء الدقيقة في المملكة المتحدة، ودوره في تشكيل وتوجيه هذا المجال العلمي الحيوي. لقد كان مرشدًا وملهمًا للكثيرين، وترك بصمةً لا تُمحى في المجتمع العلمي.
كتاب «الميكروبات والإنسان»
لم تقتصر إسهامات بوستجيت على المختبرات والأبحاث الأكاديمية فحسب، بل امتدت لتشمل الكتابة العلمية الموجهة للجمهور. كتابه الشهير «الميكروبات والإنسان»، الذي نُشر لأول مرة في عام 1969، لا يزال يُطبع ويُقرأ حتى يومنا هذا. يُعد هذا العمل تحفةً في تبسيط علم الأحياء الدقيقة، حيث يقدم رؤىً عميقةً حول العالم الخفي للكائنات الدقيقة وكيف تتفاعل مع حياة البشر والكوكب بأسره. نجح بوستجيت في جعل موضوعًا معقدًا مثل علم الميكروبات ممتعًا ومفهومًا لغير المتخصصين، مما ساهم في نشر الوعي العلمي وتثقيف الجمهور بأهمية هذه الكائنات الصغيرة.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- من هو جون ريموند بوستجيت؟
- كان جون ريموند بوستجيت عالم أحياء دقيقة وكاتبًا إنجليزيًا بارزًا، عضوًا في الجمعية الملكية وأستاذًا فخريًا في علم الأحياء الدقيقة بجامعة ساسكس. يُعرف بإسهاماته الرائدة في أبحاث تثبيت النيتروجين وبقاء الميكروبات.
- ما هي أبرز مجالات بحثه العلمي؟
- تركزت أبحاثه على تثبيت النيتروجين، ودراسة بقاء الميكروبات على قيد الحياة في بيئات مختلفة، والبحث في البكتيريا التي تختزل الكبريتات.
- ما هو دوره في مجلس البحوث الزراعية؟
- انضم إلى وحدة تثبيت النيتروجين التابعة لمجلس البحوث الزراعية عام 1963، وتولى منصب مديرها في عام 1987، حيث قاد أبحاثًا مهمة في مجال تثبيت النيتروجين.
- لماذا لُقب بـ "شخصية الأب في علم الأحياء الدقيقة البريطاني"؟
- حصل على هذا اللقب الرفيع في عام 2011 تقديرًا لتأثيره العلمي العميق وإسهاماته الجليلة في مجال علم الأحياء الدقيقة في بريطانيا، ولدوره كمرشد ومُلهم للأجيال العديدة من الباحثين.
- ما هو كتاب «الميكروبات والإنسان»؟
- هو كتاب شهير لجون بوستجيت نُشر عام 1969، ولا يزال يُطبع حتى اليوم. يهدف الكتاب إلى تبسيط علم الأحياء الدقيقة وتقديم رؤى حول العلاقة بين الكائنات الدقيقة والبشر بطريقة شيقة ومفهومة للجمهور العام.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文